تتبارك مصر هذه الأيام بوجود جسد القديسة تريزا الطفل, والتي وصلت إلى مطار القاهرة الدولي مساء يوم الاثنين, الموافق ٣٠ قادمة من دولة فرنسا، واستقرت الذخائر في بداية رحلتها داخل مصر بكنيسة بازيليك القديسة تريزا الطفل يسوع بشبرا, والتي مكثت بها ثلاثة أيام، ثم ستجوب بعدها الذخائر المقدسة مصر بأكملها على أن تعود إلى كنيسة شبرا مرة أخرى في الفترة من الرابع والعشرين وحتى السادس والعشرين من ديسمبر المقبل.
واستعدت كنيسة سانت تريزا شبرا لاستقبال الرفات فتزينت بالورود، ووضعت تاج من الورد على رأس سانت تريزا في التمثال الموجود بساحة الكنيسة.
“قداس الإلهي لعشية استقبال الكنيسة رفات القديسة”
ترأس مساء يوم الأحد الموافق ٢٩ سبتمبر ٢٠١٩ صاحب النيافة الأنبا باخوم المعاون البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، صلاة القداس الإلهي لعشية استقبال الكنيسة لرفات القديسة تريزا، وشارك نيافته في صلاة الذبيحة الإلهية الأب يوحنا الكرملي راعي الكنيسة، والأب باتريك الكرملي الرئيس الإقليمي للآباء الكرمل بمصر ورئيس الرهبانيات الرجالية بمصر.
وألقى الأب باتريك كلمة ترحيب بالأنبا باخوم عبر فيها عن سعادته بتواجد نيافته معهم في هذا اليوم، و في كلمة العظة تحدث نيافته عن إنجيل اليوم (شفاء المفلوج) وبدأ كلمته بإبراز مدي قوة إيمان وثقة الأربعة الرجال في يسوع المسيح على شفاء صديقهم المفلوج (فنظر يسوع إلى إيمانهم).
وأضاف أن شهر أكتوبر الحالي خصصه صاحب القداسة البابا فرنسيس الإرساليات معللا أن القديسة تريزا الطفل يسوع هي شفيعة الإرساليات، مؤكدا أن شهر أكتوبر يعد استثناء ليس فقط لأنه شهر الإرساليات، بل لأنه سنحتفل بمرور ١٠٠ عام علي وثيقة “المهمة الأعظم” وهي رسالة الكنيسة.
وفي نهاية القداس أهدى الأب باتريك الأنبا باخوم هدية تذكارية تحوي صليب به جزء من رخائر القديسة تريزا، واختتم نيافة الأنبا باخوم صلاة القداس الإلهي بمباركة الحضور وإعطائهم البركة الرسولية. وفي مساء يوم الاثنين ٣٠ سبتمبر استقبلت كنيسة سانت تريز بشبرا الذخائر قادمة من مطار القاهرة الدولي واستقرت الذخائر بالكنيسة حتى مساء يوم الجمعة الموافق ٤ أكتوبر، وفتحت الكنيسة أبوابها لأخذ بركة الذخائر بداية من صباح الثلاثاء الموافق ١ أكتوبر وحتى الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساء، ماعدا يوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر من منتصف الليل، وتخلل تلك الأوقات فترة ساعة سجود من السابعة مساءً حتى منتصف الليل.
وفي يوم وصول الذخائر أقيم القداس الإلهي في تمام الساعة السادسة مساء، وبدأت صلاة القداس الإلهي بتلاوة صلاة المسبحة الوردية، وشارك في صلاة الذبيحة الإلهية الأب يوحنا الكرملي، والأب يوسف أسعد راعي كنيسة السيدة العذراء مريم بقبة الهواء بشبرا.
ودارت كلمة العظة حول حياة القديسة تريزا والتي كانت حريصة طوال فترة حياتها التي استمرت أربعة وعشرين عاماً أن تكون متواجدة دائما في قلب الكنيسة، وأن منظر المسيح المصلوب هو الذي كان يعزيها، حيث إن موت والدتها كان بمثابة التجربة لها.
وفي نهاية القداس الإلهي أهدي الأب يوسف هدية تذكارية تحوي صليب علي زخائر القديسة تريز.
“احتفالات بجميع كنائس سانت تريزا”
ولم تقتصر الاحتفالات على كنيسة سانت تريز بشبرا حيث توجد الذخائر، ولكن احتفلت جميع الكنائس التي تحمل اسم القديسة بعيدها، ففي كنيستها بالشرابية ترأس يوم الثلاثاء ١ أكتوبر ٢٠١٩ صاحب النيافة الأنبا باخوم المعاون البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية صلاة القداس الإلهي الاحتفالي بعيدها، وشارك نيافته في صلاة الذبيحة الإلهية الأب مرقص لطفي راعي الكنيسة.
قبل كلمة العظة عبر الأنبا باخوم عن سعادته الكبيرة بالتواجد وسط شعب الرعية، كما أعرب عن امتنانه لهذه الكنيسة لما لها من فضل عليه في تكوينه وتأسيسه، حيث يعد الأنبا باخوم أحد أبناء هذه الرعية.
وبدأ الأنبا باخوم كلمة العظة بالتأكيد على أن اليوم هو عيد كبير؛ لأنه يوم نحتفل فيه بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع، تم تحدث عن
الفرق بين العبد والحبيب موضحاً أن الرب يسوع اعتبرنا أحبابه؛ لأن كلمته أصبحت بين أيدينا، حيث تظهر كلمته في مواقف حياتنا اليومية وأيضاً تظهر في الكتاب المقدس، وأضاف نيافته أن تاريخ وأحداث حياتنا هي كلمة من الله، وإن الله يمنحنا سلاما في داخلنا وسط التجارب والصعاب التي تواجهنا.
وختم حديثه قائلاً: إن الكلمة هي مقياس المحبة طالبا أن يكون كل شخص بجانبنا هو حبيب لنا بالشركة والمحبة كما نحن أحباء للمسيح.
وقبل نهاية القداس، أقيم تطواف احتفالي بالقديسة تريزا، حيث تم ترتيل المدائح الخاصة بها، كما أهدي الأب مرقس راعي الكنيسة الأنبا باخوم هدية تذكارية بمناسبة سيامته الأسقفية.
واختتم الأنبا باخوم صلاة القداس الإلهي بمباركة الحضور حاملا أيقونة القديسة تريزا، وإعطائهم البركة الرسولية، و التقط نيافته بعض الصور التذكارية مع الحاضرين من الشعب.
وفي نفس اليوم ترأس صلاة الذبيحة الإلهية بكنيسة القديسة بشبرا كل من الأب مراد مجلع الرئيس الإقليمي لرهبان الفرنسيسكان في مصر، والأب يوحنا الكرملي، والأب باتريك الكرملي رئيس الرهبنة الكرملية في مصر، والأب يوحنا عادل راعي كنيسة العذراء مريم والأم تريزا للأقباط الكاثوليك بعزبة النخل، كما حضر أيضاً الأب مرقص من الآباء الساليزيان، والأب نادر جورج من الكنيسة المارونية، بالإضافة إلى حضور حشد من جانب شعب الكنيسة الأرثوذكسية.
وتحدث الأب مراد مجلع في كلمة العظة حول الطفولة الروحية والثمار في حياة القديسة تريزا الطفل يسوع، وأضاف أن صاحب القداسة البابا يوحنا بولس الثاني قد أعلنها معلمة للكنيسة.
كما ركز على حياة التسليم في علاقتها مع الله وختم كلمته داعياً أن نكون كالأطفال في حياتنا وأن نعيش حياة التسليم لله.
و مساء يوم الأربعاء الموافق ٢ أكتوبر ترأس صاحب النيافة الأنبا دانيال لطفي مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي الاحتفالي بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع بكنيستها ببازيليك القديسة تريزا الطفل يسوع بشبرا.
وشارك نيافته في صلاة الذبيحة الإلهية كل من الأب يوحنا الكرملي، والأب باتريك الكرملي رئيس الرهبنة الكرملية في مصر، والأب يوحنا سعد راعي كنيسة العذراء مريم والأم تريزا للأقباط الكاثوليك بعزبة النخل، كما شارك أيضًا الأب نادر جورج من الكنيسة المارونية، بالإضافة إلى بعض من الآباء الكهنة التابعين لإيبارشية الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك.
وألقى نيافة الأنبا دانيال كلمة العظة، حيث قال فيها إن سر الإفخارستيا كان له دور مؤثر وفعال في حياة القديسة تريزا، وأضاف أن وجود رفاتها المقدس في مصر هو سبب بركة عظيمة لنا جميعًا وليس سبب بركة لكنيستها بشبرا فقط.
“سفراء بعض الدول وملحقين عسكرين وتجارين يحتفلوا بوصول الرفات لأرض مصر”
وفي صباح يوم الخميس الموافق ٣ أكتوبر أقامت كنيسة القديسة تريز بشبرا ثلاثة قداسات على مدار اليوم: القداس الأول (في تمام الساعة العاشرة صباحاً مع الأب إيليا الكرملي “قداس لاتيني” )، القداس الثاني ( في تمام الساعة الحادية عشر صباحا مع الأب يوحنا الكرملي “قداس لاتيني) ، و القداس الثالث (في تمام الساعة السادسة مساء مع الأب جاك الكرملي ” “قداس لاتيني احتفالي”).
وشارك في القداس الإلهي الاحتفالي مع الأب جاك الكرملي رئيس دير القديسة تريزا بشبرا، الأب باتريك الكرملي رئيس الرهبنة الكرملية في مصر، والأب يوحنا الكرملي، والأب إيليا الكرملي، والأب كيرلس الكرملي وعدد من الآباء الكهنة التابعين للرهبنة الفرنسيسكانية بالإضافة إلى لفيف من الآباء الكهنة الآخرين.
كما حضر أيضًا كل من السفير البابوي المونسينور برونو موزارو، والأب جان سكرتير السفير البابوي.
كما حضر أيضًا عدة شخصيات بارزة مثل:
– صاحب السيادة يوسف حانوش مطران السريان الكاثوليك في مصر والسودان.
– صاحب السيادة كريكور أغسطينوس مطران الإسكندرية وأورشليم والأردن للأرمن الكاثوليك.
– الأب رفيق جريش المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية سابقاً
– السفير الإيطالي
– القنصل الفرنسي
– سكرتيره القنصل الفرنسي
– نائب السفير الفرنسي
– الملحق التجاري لسفارة فرنسا
– الملحق التجاري لسفارة البرازيل
– الملحق العسكري لسفارة البرازيل
– السكرتير الأول لسفارة إيطاليا.
وألقى الأب باتريك كلمة العظة والتي تكلم فيها حول سيرة حياة القديسة تريزا وكيف عاشت طفولتها مع الرب يسوع ، وإنه ينبغي علينا أن نتعلم منها فضيلة الوداعة، كما تكلم عن أهمية القديسة تريزا في حياة البشر.
وقبل نهاية صلاة القداس الإلهي ألقى السفير البابوي كلمة نقل فيها تهاني صاحب القداسة البابا فرنسيس بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع، وأضاف أن رفات القديسة تريزا سيجوب مصر بأكملها وفي نهاية كلمته أعطي البركة الرسولية من البابا فرنسيس إلى كل الحاضرين.
” الذخائر المقدسة تستقر في سوهاج”
غادرت الرفات المقدسة القاهرة، حيث وصلت يوم السبت الموافق ٥ أكتوبر ٢٠١٩ إلى إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك.
ورافق الرفات المقدس كل من الأب باتريك الكرملي الرئيس الإقليمي للرهبنة الكرملية بمصر، والأب كيرلس الكرملي، والأب يوحنا الكرملي، والأخ بطرس، وكان في استقبال الرفات المقدس شعب كنيسة القديس مارمرقس بالجلاوية وعلي رأسهم الأب إسطفانوس دانيال راعي الكنيسة.
وجابت الرفات المقدسة إيبارشية سوهاج حتى يوم ١١ أكتوبر ففي يوم الأحد ٦ أكتوبر استقرت الرفات كنيسة القديس مارمرقس بالجلاوية، و مساء يوم الأحد ذهبت كاتدرائية يسوع الملك بطهطا، وفي يوم الإثنين ٧ أكتوبر تباركت بها كنيسة العذراء مريم بالخذارية، و في يوم الثلاثاء ٨ أكتوبر ذهبت الرفات لكنيسة موزعة النعمة الإلهية بالشيخ زين الدين والسوالم، وفي يوم الأربعاء ٩ أكتوبر كانت بكنيسة العذراء مريم بالهماص، و الخميس ١٠ أكتوبر بكنيسة سيدة الانتقال بجرجا، واختتمت الرفات زيارتها لايبارشية سوهاج يوم الجمعة ١١ أكتوبر بكنيسة العذراء مريم بكوم غريب.
وانطلقت أمس السبت إلى إيبارشية أسيوط وسوف تستقر هناك بضعة أيام ، ثم تذهب لمحافظة أخرى لتبعث البركة لمحبيها.
و تجدر الإشارة إلى أن القديسة تريزا من أصغر الراهبات في العالم، حيث وهبت حياتها للرهبنة وهى لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، ولُقبت القديسة تريزا بـ”وردة المسيح الصغيرة”، حيث انها ولدت فى مدينة الينسون الفرنسية في شهر يناير عام 1873، وتوفيت عام 1897، و تميزت رهبنتها بالطهاره الفائقة و الوداعة.
وفى 29 أبريل عام 1923 أُعلن تطويب تريزا الطفل يسوع بعد أن شهد الشهود بالمعجزات التى صنعت عند الإلتجاء اليها، وفى 19 مايو عام 1925 أعلن قداستها البابا بيوس الحادى عشر بعد أن تحققت الكنيسة من عِظم العطايا التى منحتها هذه القديسة الصغيرة لـمن يلجأ اليها وطالبا صلاتها.