وجه الرئيس “السيسى” الشكر للمشاركين فى قمة روسيا وعلى رأسهم فلاديمير بوتين رئيس روسيا على حسن الإستقبال الذى تم فى المؤتمر بمدينة سوتشى وقال:
“السيد الرئيس/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
السيدات والسادة،
اسمحوا لي أن أتقدم إليكم جميعا بالشكر، وأخص بالذكر السيد الرئيس/ فلاديمير بوتين رئيس روسيا الإتحادية على استضافته لأعمال هذه القمة، وعلى ما لقيناه من دفء الضيافة وحسن الإستقبال. كما أود الإعراب عن تقديري لما بُذِل من جهد كبير لإنجاح أعمال القمة، والروح التعاونية التي أبداها القادة الأفارقة ورؤساء وفود دول الإتحاد الأفريقي المشاركة، مما ساهم في تضافر جهود جميع المشاركين للتوصل لبيان ختامي يعكس الأولويات المشتركة الأفريقية الروسية، ويكرس رؤية الجانبين تجاه العديد من الموضوعات والقضايا الدولية، وعلى رأسها قضايا السلم والأمن، وتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وفقاً لرؤية أجندة الإتحاد الأفريقي للتنمية 2063، وأهداف التنمية المستدامة 2030.
تأتي قمة أفريقيا روسيا لتترجم المستوى المتنامي لعلاقات التعاون بين الجانبين، والإرادة السياسية للزعماء المشاركين لتعزيز أواصر العلاقات في كافة أوجهها، بما يدفع نحو تحقيق أهدافنا في السلام والإستقرار والتنمية المستدامة. ولقد حقق المنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الذي عقد أمس 23 أكتوبر نجاحاً ملموساً لكافة الأطراف، لما شهده من تفاعلات بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين، حيث شارك فيه نخبة من رجال الأعمال الأفارقة والروس، وركز على عدد من الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة للدول الأفريقية، وعلى رأسها قطاعات البنية التحتية، والصناعة، والزراعة، والصحة، والطاقة، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة؛ وذلك من خلال المحاور الثلاثة الرئيسة لمناقشات المنتدى وهي: سبل وجهود تنمية العلاقات الاقتصادية، وتشجيع إنشاء المشروعات المشتركة، والتعاون في المجالين الإنساني والاجتماعي. كما دشن المنتدى منصة للحوار المباشر بين القطاعين العام والخاص، وهو ما يضفي بعداً إضافياً للعلاقات الروسية الأفريقية بتشجيع انخراط رواد الأعمال الروس في أفريقيا في القطاعات ذات الأولية للقارة.
السيدات والسادة،
استعرض الجانبان الأفريقي والروسي خلال جلستي القمة اليوم وجهات النظر بشكل صريح تجاه العديد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك، على رأسها قضايا التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية والإنسانية. وقام رؤساء الدول والحكومات الأفريقية وروسيا بإعتماد إعلان ختامي يعكس المبادئ التي اتفق الجانبان عليها، وأهمها إحترام قواعد القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتحقيق السلم والأمن من خلال بناء نظام أكثر مساواة وعدالة في العلاقات الدولية يقوم على مبادئ التعددية وإحترام السيادة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وتسوية الصراعات بالطرق السلمية، وحماية الهوية الوطنية والتنوع الحضاري‘ كما دعم الإعلان أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، وكذا أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030. كما تم تدشين آلية وزارية لمتابعة الحوار والشراكة، وهي جميعها مخرجات نثمنها ونقدر أنها تضع أساساً قوياً لتطوير العلاقات الأفريقية/ الروسية.
وإنطلاقاً من مسئولياتنا المشتركة سيستمر الجانبان الأفريقي والروسي في التنسيق لمتابعة تنفيذ مخرجات هذه القمة، بما يحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا الأفريقية وشعب روسيا الإتحادية الصديق. وتظل المسئولية ملقاة على عاتقنا جميعاً للبناء على ما تحقق، والعمل سوياً لتعزيز مخرجات النسخة الأولى لقمة روسيا أفريقيا لتعكس بشكل أفضل إحتياجات قارتنا الأفريقية وتطلعات شعوبنا وأبنائنا داخل وخارج القارة الذين يتابعون قمتنا آملين أن تنجز الكثير، وأن تجسد نتائجها واقعاً تستفيد الأجيال الشابة الصاعدة من ثماره ونتائجه الإيجابية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”