أقامت الأمم المتحدة في مصر و”فيري نايل” فعالية اليوم 19 أكتوبر لتنظيف أجزاء من نهر النيل بالقاهرة، وذلك في إطار إحياء الذكرى 74 لإنشاء منظمة الأمم المتحدة .
هدفت الفعالية إلى تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة لحماية كوكبنا، عبر ضمان استدامة نهر النيل من أجل شعوب 11 بلدا أفريقيا، وخاصة مصر، والذين يعتمدون في سبل عيشهم على الموارد التي يوفرها النهر ونظمه الإيكولوجية. وترتبط هذه الفعالية بعديد من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاه)، والهدف 6 (المياه النظيفة والنظافة الصحية)، والهدف 11 (المدن والمجتمعات المستدامة) ، والهدف 12 (الاستهلاك والإنتاج المسؤولان) والهدف 14 (الحياة تحت الماء). والهدف 15 (الحياة في البر) . وترتبط أيضا بالبعد البيئي لرؤية مصر 2030.
كما هدفت هذه الفعالية إلى رفع سقف الوعي العام بمخاطر التلوث البلاستيكي والذي يمثل أكثر المشاكل تفشيا التي يواجهها العالم اليوم. فعلى المستوى العالمي، يتم إنتاج 300 مليون طن من البلاستيك كل عام ونصف وهذه الكمية غير مفيدة بعد الاستعمال ويتم إعادة تدوير من 10 الي 13 في المائة فقط من المواد البلاستيكية في جميع أنحاء العالم. ويُمثل التلوث البلاستيكي في مصر حوالي 42.5 بالمائة من التلوث البلاستيكي في المنطقة.
الجدير بالذكر أن سوء إدارة نفايات البلاستيك يشكل تحديًا خطيرًا حيث انه يسهم في تدهور البيئة، ويسبب تداعيات سلبية على الصحة العامة إذ يظل الطمر أو الدفن والحرق الطريقة الرئيسية للتخلص من النفايات في العديد من البلدان، ومنها مصر. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن هذه الطرق في التخلص من النفايات البلاستيكية لها عواقب شديدة الخطورة على صحة الإنسان والموارد الطبيعية التي يعيش عليها. فالبلاستيك يطلق موادا كيميائية سامة تجد طريقها إلى المحيطات والأنهار ومن ثم تصل إلى طعامنا ثم إلى مجرى دمنا وتتسبب في تعطيل نظام الغدد الصماء، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان والعقم والعيوب الخلقية، وضعف المناعة وغيرها من الأمراض الكثيرة. وعلاوة على ذلك، ما يتم جمعه من هذه النفايات يمثل 30 إلى 60 في المائة فقط مما يترك أطنانًا من النفايات البلاستيكية منتشرة في جميع أنحاء المدن والشوارع والتي تجد في النهاية طريقها إلى الأنهار والبحار والمحيطات.
شارك في الفعالية من جانب الأمم المتحدة كبار مسؤولي الهيئات الأممية العاملة في مصر بما في ذلك المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر، وعدد من ممثلي وكالات الأمم المتحدة بمصر، ونوابهم، وموظفو الأمم المتحدة وأسرهم، بالإضافة الي مجموعة من المهاجرين من المستفيدين من برامج المنظمة الدولية للهجرة. كما شارك أيضا متطوعون من الشباب المصري من جانب “فيري نايل”. وتقوم مبادرة “فيري نايل” بتنظيم فعاليات تنظيف بالإضافة الي تطوير حلول صديقة للنظم الإيكولوجية من أجل إزالة المخلفات من نهر النيل. وتأسست “فيري نايل” على أيدي الشركتين الناشئتين “جرينيش” و”بسيطة”.
وقد أعلن السيد ريتشارد ديكتس، خلال الفعالية التزام أسرة الأمم المتحدة في مصر بالعمل على تعزيز مكان عمل خال من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام. كما أعلن في ختام الفعالية عن تمكن أسرة الأمم المتحدة وأفراد أسرهم ومتطوعو “فيري نايل” وأعضاء مجتمع المهاجرين الذين شاركوا في الفعالية، من جمع طن ونصف من المخلفات البلاستيكية.
ومن جانبها أوضحت “فيري نايل” أن هدفهم هو العمل على بناء أفضل سلسلة قيمة لإعادة تدوير ما يتم جمعه من مخلفات من نهر النيل عبر بناء نظام إيكولوجي قادر على إعادة استخدام تلك المواد في منتجات أخرى ذات قيمة.