تحتفل كنيستنا القبطية بعيد الصليب في ١٧ توت الموافق ٢٨ سبتمبر هذا العام، ويستمر الاحتفال به لمدة ثلاثة أيام لأنه يجمع ثلاث أحداث مرتبطة مع بعضها: الأول فى ١٦ توت ذكرى تدشين كنيسة القيامة، والثاني في ١٧ توت ذكرى إكتشاف الصليب المقدس .. أما الثالث في ١٨ توت ذكرى ظهور الصليب المقدس في السماء للإمبراطور قسطنطين الكبير قبل البدء في الحرب ليشجعه.
و تعيد الكنيسة القبطية في ١٠ برمهات (الموافق ١٩ مارس) بيوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدس.
ومع الإحتفال بعيد الصليب لنا تأملات روحية وفنية نسجلها في هذه السطور .. يؤمن المسيحيون بقوة الصليب ويتخذونه شعارًا لحياتهم .. والذي معه قوة الله لا تغلبه الأزمات أو الضيقات في كل مكان و كل زمان .. حيث جعل الحياة تضئ لنا، وكوعده الصادق والأمين بالحياة الأبدية.
ولأن الفن القبطي يتميز بالرمز، فلكل لون معنى ورسالة .. اللون الأحمر يغلب على أيقونات وجداريات آلام الرب يسوع على الصليب ذبيحة فداء العالم كله .. واللون الأخضر يرمز إلى الحياة والنمو والذي نجده علي رآس الصليب .. واللون الأصفر نجده في الأشعة الخارجة من الصليب، والهالة المحيطة به .. لأن الرب يسوع المسيح هو نور العالم .. والصليب هو المنارة التي أوقد عليها مخلصنا.
ويستخدم اللون الأسود في تحديد الصليب من الخارج، ويرمز على أن الرب يسوع حمل أحزاننا وخطايانا المظلمة .. أما اللون الأبيض يتوسط تلك الألوان ”أي الصليب الرئيسي“ ويرمز للنقاء والنور.
الصليب يعبر بالدرجة الأولى عن العقيدة المسيحية، ومفتاح لنا لنصل به إلى السماء والذي ترتكز عليه تعاليم الكنيسة .. وتقاليد وميراث آبائنا الأوائل في العقيدة الأرثوذكسية .. هو الغفران والفداء .. والرجاء للحياة الأبدية .. كما نجد لوحات تعبر عن صلب الرب يسوع في تكوينات متعددة ومتشعبة في قوة ومعجزات الصليب المجيد.
والرسوم المرفقة بالمقال تصور قوة الصليب من خلال الحب والرجاء الذي منحهما الرب يسوع للنفس المتعبة من رحلة الإنسان على الأرض، والتمسك بالصليب .. ففيه نجاتي وخلاص نفسي.
حتى في عصرنا هذا صارت فيه الحروب والآلام والأوجاع في حياة كلها صراعات وشهوات الدنيا .. ولابد أن يهزم الموت .. والإختطاف .. وتكسر شوكة الشيطان .. نطلب من الرب أن يرحمنا ويمنحنا القوة والإيمان .. والتعلق بالأمل والتقاؤل والمحبة والسلام.
”ربى يسوع المسيح يا من صلبت عنا أرحمنا “