حذر المهندس هاني ضاحي نقيب المهندسين من تأثير حروب الجيل الرابع التي تتعرض لها مصر حاليا، مؤكدا على أنها تستهدف الدولة المصرية ، جاء ذلك خلال ندوة ” كاتب وكتاب ” الذي نظمتها لجنة المكتبات مساء أمس الإثنين 16 سبتمبر الجارى لمناقشة كتاب ” حروب الجيل الرابع وعلاقتها بتكنولوجيا المعلومات ” والتي حاضر فيها اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق ومستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية ، وشارك بها: المهندس محمود مغاوري الأمين العام للنقابة ،والمهندسة زينب عفيفي الأمين العام المساعد والمهندس محمد ناصر رئيس المكتب الفني وعضو المجلس الأعلي للنقابة ، وأعضاء لجنة المكتبات برئاسة المهندسة جولان حنا جريس ، وعدد من مهندسي جميع الشعب الهندسية
ودعا نقيب المهندسين جموع المصريين إلى عدم الإنسياق وراء الشائعات ، مشددا على أن الشائعات هي السلاح الرئيسي في حروب الجيل الرابع ، مطالبا كل مصري أن يعي خطورة هذه الحرب ، وأن يتمسك بتطبيق الأية الكريمة التي يقول فيها الله عز وجل ” يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”
وقال نقيب المهندسين :حروب الجيل الرابع هي أخطر أنواع الحروب ،لأنها حرب بين دولة وعناصر غير مرئية تستخدم التكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات في تحقيق الأهداف التي تكون دائما وأبدا أهداف خبيثة تستهدف هدم الدولة”
وواصل ” الهدف الرئيسي لحروب الجيل الرابع هو ضرب الدولة في أقوي مفاصلها ، ولهذا يستهدفون حاليا القوات المسلحة المصرية ، وكل مصري مخلص يرفض المساس بالقوات المسلحة ، لأنها كيان وطني مخلص .
كما أكد اللواء محمد الغباري على أن حروب الجيل الرابع تستهدف في الأساس إسقاط الدولة كلها دون إطلاق رصاصة واحدة من أية دولة معادية ، وأنها تسعي في البداية إلى تدمير الأجيال من أعمار 12 سنه إلى 18 سنه تدميرا كاملا ، مشددا على أن الحرب التي تتعرض لها مصر والمنطقة العربية حاليا،تتم لصالح دول معادية
وقال الغبارى : العالم غير نمط حروبه عدة مرات خلال التاريخ البشري مشيرا إلى أن الحروب بدأت بالتحام جيشين وجها لوجه ، في معركة لاتنتهي إلا بإبادة أحدهما ،ثم تم إختراع البارود والطائرات والصواريخ والقنابل لكي يتمكن كل جيش من قصف الآخر دون التحام مباشر معه لتقليل الخسائر البشرية ، وبعده ظهر جيل ثالث من الحروب بأن يحاصر جيش ما جيش آخر ليمنعه من المشاركة في القتال من الأساس وهو ما فعله القائد الالماني روميل في الحرب العالمية الثانية في ليبيا والصحراء الغربية في مصر حينما حاصر القوات البريطانية وأسر منها 120 ألف جندي بريطاني، ولكن تكلفة ذلك كانت كبيرة جدا ولم يتمكن روميل من استكمال المعركة، ثم ظهر نوع جديد من الحروب على أيدي المصريين في حرب أكتوبر1973 حينما حدث تناسق كامل بين الأسلحة المشتركة في الحرب ، وكانت هذه أول مرة تحدث في الحروب النظامية ، ولهذا أعتبر العسكريون في العالم ما فعله الجيش المصري في حرب أكتوبر إعجازا
وأوضح الغباري أن التكلفة الباهظة للحروب التقليدية كانت وراء ظهور ما تم تسميته حروب الجيل الرابع .. وقال “حروب الجيل الرابع تحتوي على 4 عناصر أساسية وهي “الحرب بالوكالة” وهدم الدولة من الداخل والحصار الإقتصادي والحرب النفسية من خلال بث الشائعات ”
وأكد الغباري على أن مصر تتعرض لهذا الوسائل جميعا منذ عام 1990، وكانت بداية الربيع العربي هو الإعلان الرسمي لإنطلاق هذه الحرب على كل دول المنطقة العربية وفي القلب منها مصر، مشيرا إلى أن الشائعات والسوشيال ميديا جزء وثيق من حروب الجيل الرابع
وقال ” الهدف الرئيسي لتلك الحرب هوإسقاط دول المنطقة و تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن خلاله يعود الاستعمارإلى منطقة الشرق الأوسط ويستولي على ما بها من ثروات دون أن يطلق رصاصة واحدة، وفي ذات الوقت يتم إعلان قيام الدولة اليهودية من العريش في مصر حتى الفرات في العراق .. وهذا هو حلم إسرائيل الذي تسعي من خلال حروب الجيل الرابع المسلطة منذ سنوات على مصر ومنطقة الشام والعراق ”
وأضاف قائلا : “على كل مصري أن يدرك تماما أن مصر تواجه حاليا حربا شرسه وأن هدفها هدم الدولة المصرية ذاتها”
وفي نهاية الندوة قدم نقيب المهندسين درع النقابة للواء محمد الغباري.