أختتم مؤتمر لجنة المرأة بمجلس كنائس مصر فعالياته، مساء اليوم السبت، بعد أن أمتد لمدة ثلاث أيام، في ضيافة دار سيدة السلام بشيرتون التابع للكنيسة الكاثوليكية، أشرفت على المؤتمر الأستاذة ماري يونان، مقرر اللجنة لهذه الدورة، بمشاركة أعضاء لجنة المرأة بالمجلس، وبحضور العديد من سيدات الكنائس الأعضاء، تشاركن خلاله التسبيح والصلاة والطعام أيضاً، حيث حمل المؤتمر شعار “الحوار وقبول الأخر”.
وقد خرج المؤتمر بتوصيات منها؛
١_ الحرص على تنظيم لقاءات مشتركة بصفة دورية “ربع سنوية” سواء في صورة رحلات ترفيهية أو مؤتمرات.
٢_ التأكيد على الصلاة يوميا من أجل وحدة الكنيسة والبعد عن الانقسامات التي تجرح جسد المسيح الواحد..
كانت قد بدأت فعاليات المؤتمر، مساء الخميس الماضي، بستقبال المشاركات ثم الصلاة والتسبيح معاً، بعدها ألقى الاب بولس جرس، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، كلمة رحب فيها بالحضور، وأعرب فيها عن سعادته بعمل ومجهود لجنة المرأة، مؤكداً بفخره بفكرة عمل مجلس كنائس مصر التي على أساسها يجب أن نتعلم أن نحترم بعضنا بعض، ونصلي معاً، ونبارك بعضنا بعض، بغض النظر عن عقيدتنا أو طقوسنا لأن لا يوجد عقيدة في المسيحية تحرم المحبة، فلا مانع أن يحترم كل واحد كنيسته ويعتز بعقيدته، وأضاف قائلا: “دور مجلس كنائس مصر أن نضع وزنتنا معاً ونقدم لله أرباحها معاً، وأن نجلس ونتحاور، فلدينا ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فنحن لدينا كتاب مقدس واحد وصلاة ربانية واحدة وقانون إيمان واحد”.
ثم ألقى بعد ذلك نيافة الأنبا باخوم، المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك، كلمة تحت عنوان “قبول الآخر”، قدم خلالها أهم أسس قبول الآخر، أولها “أننا يجب أن نقبل أن الله هو الخالق”، و”علينا أن نقبل كل إنسان من خليقة الله مهما كانت عقيدته”، و”أن الحب هو الذي يساعدنا على هذا ويجعلنا نقيم حوار مع الآخر لنوصل له مدى محبتنا وقبولنا له”. وأضاف قائلا: “علينا أن نعلم أن طبيعة العلاقة بيننا بمجلس كنائس مصر ليس بها محاولة للخروج بعقيدة واحدة، بل أن نحب بعضنا بعضا ونكتشف بعض ونتكامل، فليس العلاقة بيننا أن نهدم بل نبني، ونقبل بعض ونحب ونكتشف كيف الله أبدع في خلقه، وعلينا أن نعرف أن الجمال في الاتحاد مهما كان التنوع بيننا لكي يظهر المسيح الذي فينا للجميع”.
بعدها أخذ الانبا باخوم، الحضور في جولة داخل الكنيسة الملحقة بالمكان، كما تحدث معهن عن روعة دار سيدة السلام وخدماته للأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
في صباح اليوم الثاني للمؤتمر قدم كورال الكنيسة الأسقفية، باقة من الترانيم التي أنشدها الحضور بروح واحده، ألقى بعدها المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقا والقرن الأفريقي، كلمة تحت “عنوان الحوار داخل الأسرة”.
أوضح نيافته خلالها أهمية الحوار بين الزوجين، فهو الذي يخلق مزيد من التعارف بينهما، ليعرف كل واحد ما يفرح شريكه وما يخزنه، وكذلك يؤدي الحوار إلى مشاركة مشاعرهما وأسرارهما معا، مما يبني الجسور ويزيد الانسجام بينهما، كما أشار أن غياب الحوار بين الزوجين يؤدي إلى حدوث فجوة في التفكير بينهما مما يجعل كلا منهما يشعر بالوحدة، وقد يدفع ذلك أحدهما أو كلايهما للبحث عن البديل.
وطرقت الدكتورة إيفيلين فاروق أخصائية الصحة النفسية، موضوع جديد من نوعه للكشف عن أسباب خلافتنا الدائمة مع الآخرين في محاضرة تحت عنوان “البرمجة اللغوية العصبية وفهم الآخر”، حيث أكدت أن ذلك يرجع إلى أن كل إنسان له برمجة خاصة بعقله، وأن البرمجة هنا تعني طريقة تشكيل العالم الخارجي في عقل الإنسان.
وأضافت، أن هناك عوامل تتسب في برمجة عقل الإنسان منها الإعلام، والكنيسة، والعائلة، والمدرسة، والأصدقاء، والإنترنت، وتؤدي برمجة العقل بهذه الوسائل إلى تكوين قيم الإنسان، وهويته ومعتقداته وديانته وسلوكياته، ولكنها أشارت إلى وجود بعض “الفرامل” التي لو استخدمت تستطيع إيقاف البرمجة السلبية لعقل الإنسان منها فرامل المؤثرات الخارجية، وفرامل البرمجة السلبية، وفرامل الأعذار، وفرامل الصورة الذاتية، وفرامل التغير الذاتي وفرامل عدم الرضا .
وفي نهاية محاضرتها أعطت الدكتورة إيفيلين نصيحتين هامتين للتسامح مع الآخر مهما فعل وهما؛ أن يضع الإنسان نفسه مكان هذا الشخص ليلتمس له العذر، وأن يقبله كما هو.
وفي المساء، ألقى الدكتور القس بيشوي حلمي راعي كنيسة الانبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكسية بشبرا، محاضرة بعنوان “قبول الآخر في الكتاب المقدس”، قال خلالها: إن الآخر هو من يختلف عني في جانب من جوانب الحياة، والاختلاف هو سنة الحياة، ولا يوجد اثنين متضابقين حتى ولو كانوا توائم متطابقين وراثيا، مضيفا أن المشكلة الحقيقية لاتكمن في الاختلاف والفوارق بين البشر بل التعامل الخاطئ والمريض مع هذه الاختلافات والتعامل معها على أنها أنحرافات عن المألوف بدلا من تقبلها وأعتبارها فرصة لاثراء الوجود الإنساني، والمسيحية تؤكد على أن “كل إنسان في الدنيا هو أخي فكلنا أحفاد أدم وحواء.
وأشار القس بيشوي لبعض الفضائل الأزمة لتقوية علاقتي بالآخر وهي المحبة والتسامح والحوار. كما نوه لبعض التحديات لقبول الآخر وهي، غياب المعرفة بالآخر، وضعف ثقافة الحوار ، وعدم احتواء المناهج التعليمية، والخطاب الديني المتعصب، وكذلك أوضح أن هناك معطلات لقبول الآخر منها الكبرياء، وعدم الإعتراف أن لديه شيئا حسنا، والحرفية وضيق الفكر والتعصب الأعمى .
وأشار القس بيشوي إلى كلمات القديس بولس الرسول عندما قال “إقبلوا الروح القدس كما قبلنا المسيح”، وقدم بعض التدريبات لقبول الآخر مثل، قبول الآخر بغير شروط، وعدم توقع أن الناس جميعا متطابقين، والصلاة من أجل الآخر، البحث عن نقاط القوة في الآخر، وضع الإنسان نفسه مكان الآخر، احترم الكل، وخدمة الكل.
وفي صباح اليوم السبت، اليوم الثالث والأخير للمؤتمر ، تم تكريم بعض الرموز النسائية من المكرسات والأخوات الاتي لهن اسهامات قوية في العمل التطوعي والوعظ والاتي تم تكريمهن من قبل من قبل الرئيس السيسي.
ثم أدارت الدكتورة حنان تراشر، خادمة المشورة، ندوة عن ثقافة الاستماع للآخر، حيث كان محاورها كيفية الاستماع للآخر، والمعوقات التي تمنعه، والطرق الخاطئة للاستماع.
وأختتمت الدكتورة حنان كلامها بتقديم بعض الإرشادات التي نستطيع أن نبني من خلالها علاقة تفاهم مع الآخر، ومنها أن يستمع الشخص بقلبه وملامحه وعقله للآخر، وأن يستمع إلى النهاية مهما كان الموضوع “تافه”، ولا أيدخل بالأسئلة إلا في حدود، ويفضل إلا يتم مقاطعة الذي يتحدث.
وفي المحاضرة الأخيرة قدمت الدكتورة لورا بترا، استشاري الأمراض الجلدية، ورئيس قسم الجلدية بمستشفى شبرا العام، بعض الإرشادات الطبية وكيفية العناية بالجلد، وأشارت خلالها أن الجلد هو المدخل الرئيسي للجسم كله، وهو مؤشر سلامة صحة الإنسان من عدمها، وكذلك الشعر والأظافر، لذلك على كل سيدة أن تحرص على صحة جلدها، وأن ذلك ليس يتطلب بالضرورة كريمات وأدوية باهظة الثمن أو حقن “فيلر وبوتكس” كما يدعي البعض، بل الحرص على شرب اثنين لتر مياه يوميا وأكل طبق سلطة كبير .
وأكدت أن صحة الجلد والثقة بالنفس تغني السيدة عن إجراء أي عمليات تجميلية، مؤكدة أن الجمال الداخلي هو الأكثر جاذبية والذي يترجم على الملامح الخارجية، فقد تكون السيدة جميلة جدا ولكن داخلها مظلم وهنا تصبح شخصية منفرة لايحبها أحد، والعكس صحيح فقد لا يعطي الله امرأة جمال خارجي بحسب المقايس البشرية ولكن أخلاقها وروحها الطيبة تجذب الجميع للتقرب منها والتعامل معها، وقالت: أنه ليس معنى ذلك ألا نهتم بجمالنا الخارجي بل أن نسعى لنحصل عليه ببعض الممارسات البسيطة وغير المكلفة، فالشعر يحتاج طبق سلطة يوميا، وتحتاج الأظافر إلى كوب لبن يومياً بالإضافة لقطعة جبن وكوب زبادي .
وأختتم المؤتمر بالتوصيات والصلاة من أجل وحدة الكنيسة.