انتقد الرئيس الايرانى حسن روحانى، توجهات الرئيس الامريكى دونالد ترامب، فيما يخص الانسحاب من الاتفاق النووى، جاء ذلك في كلمة روحانى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جولتها الرابعة والسبعين، المنعقدة بالمدينة الأمريكية نيويورك، اليوم الأربعاء، وقال روحاني:”إن توجه الإدارة الأمربكية الحالية تجاه القضية النووية يعتبر اعتداء على سيادة دول العالم كله، رغم انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، إيران ما زالت ملتزمة بتعهداتها، واحتراماً لقرار مجلس الأمن أمهلنا أوروبا فرصة لتعويض انسحاب أمريكا لكن لم نر خطة فاعلة حتى الآن. واتضح اليوم للجميع أن أمريكا تدير ظهرها لتعهداتها وأوروبا تعجز عن الوفاء بتعهداتها، لكننا قررنا تطبيق بندين 26، و36 في الاتفاق النووي، وهما يقضيان بتنفيذ استراتيجية الخطوة خطوة، لكن عندما لا تحترم أمريكا قرار الأمم المتحدة فلم يبق طريق غير التعويل على عزتنا، لقد نفذ صبرننا.”
وتابع “روحاني”، موجهاً حديثه إلى أمريكا:”بصفتى ممثلا عن وطني وشعبي أعلن أن ردنا على في ظل العقوبات والرفض، بعد صمودنا لمدة عام أمام أقصى العقوبات، لن يكون سوى على مائدة التفاوض، ولن نتفاوض مع عدو يريد دفعنا للاستسلام باستخدام سلاح الفقر، إن السبيل الوحيد للحوار هو العودة إلى التعهدات، وإذا كانت لديكم حساسية تجاه اسم الاتفاق النووي فعودوا إلى رسم الاتفاق، اوقفوا العقوبات لكي يفتح طريق الحوار، إن رضيتم بالحد الأدنى، فسنكتفي نحن أيضا بالحد الأدنى، والاتفاق النووي هو الحد الأدنى، وإن كنتم تريدون الأكثر يجب عليكم أن تعطوا أكثر.”
ودعا “روحاني”، كافة الأمم لمبادرة تحالف الأمل، التي تضمهم نحو تطوير العلاقات بين كل من يشترك في مضيق هرمز، وأضاف روحاني :”لتتشارك كافة البلاد التي تتأثر بمضيق هرمز، لتحقيق التفاهم والسلام لكل الشعوب المطلة على المضيق، من أجل تحقيق حرية الملاحة والتدفق الحر للنفط، وغيرها من الموارد من وإلى “هرمز”، هذا هو تحالف الأمل، الذي يقوم على أساس المكانة المتكافئة والتحاور والتفاهم واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم المساس بأمنها، وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشأن الداخلي، ومشاركة الامم المتحدة لخلق مظلة لدعم تحالف الأمل، ويقوم وزير الجمهورية الإسلامية الإيرانية باطلاع الجمعية على مزيد من التفاصيل.”
إن تشكيل أي تحالف أمني تحت أي عنوان فى المنطقة، يهدد استقرارها، فحق حرية الملاحة وحق التنمية يتعطل، ويتسبب أي تحالف من هذا النوع في تصعيد الاحتقان ويهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامها، الذى لن تحققه أمريكا، فأمريكا فشلت في تقليص الأعمال الإرهابية، لكن إيران وبمساعدة الدول الجارة أنهت فتنة داعش، فالحل لسلام الشرق الاوسط، ليس في تدخل أمريكا.
يوجه “روحاني” كلامه لجيرانه في المنطقة قائلاً:”هي ليست جارتكم وإنما إيران هي جارتكم، والجار ثم الدار ، هكذا تعلمنا، لو حدثت الحادثة سنبقى نحن وأنتم فقط.
وأضاف الرئيس الإيرانى:”وصلت شرارة النار المستعرة إلى الحجاز لذلك يجب البحث عن الذي بث هذه الشرارة ” عرضه للجميع مؤكداً:” نحن مستعدون لتوظيف قدراتنا ومكانتنا وقوتنا الدولية لإرساء السلام، لكن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يجب البحث عنه داخله وليس خارجه، فقضايا المنطقة أكبر من أمريكا، فالإدارة الامريكية التي فشلت في حلحلة أزمات أفغانستان، و سوريا، لن تستطيع حل القضايا الأكثر تعقيدا، وخطأ واحد قد يشعل حريقا كبيرا، وسنرد بحزم على أي اعتداء ضد امننا ووحدة أراضينا، والطريق البديل والمفضل لدينا هو التضامن بين الشعوب التي يجمها المصالح المشتركة في الخليج الفارسي، إنها رسالة الشعب الإيراني، استثمروا لبناء مستقبل أفضل بدل الاستثمار في الحرب والعنف لنعد إلى العدالة و القانون و العهود، لنعد إلى طاولة المفاوضات.