استضاف مجلس الأعمال الكندى المصرى والأعمال المصرى للتعاون الدولى برئاسة المهندس معتز رسلان ، ندوة اقتصادية بعنوان ” أكبر موازنة فى تاريخ مصر .. الطموحات والتحديات ” تحدث فىها الدكتور محمد معيط وزير المالية حول تطورات المؤشرات الاقتصادية والمالية فى الموازنة المصرية ، وذلك ومنذ قبل ثورة 25 يناير وحتى الآن .. مُستعرضاً أهم الفرص والتحديات بل النجاحات التى حققتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية .
فى البداية قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال الكندى المصرى والأعمال المصرى للتعاون الدولى : هناك مثل فنلندى شهير يقول ” لابد أن يُشرق الضوء فى نهاية النفق و لكن المنطق يقول إن الضوء لا يأتى طواعية و لكن لابد أن تمتلك الإرادة لعبور النفق المظلم لترى إشراقة المستقبل ، وأضاف : أعتقد أن هذه الكلمات القليلة هى أبرز وصف لرحلة الاقتصاد المصرى خلال السنوات الماضية ، والآن دعونى أسألكم جميعا هل تتذكرون حال الاقتصاد المصرى قبل 4 سنوات؟ كان هناك مشاكل مزمنة وتحديات هائلة أزمات فى الكهرباء والطاقة نقص فى العملة وخروج للاستثمارات وارتفاع معدلات البطالة والتضخم ، وهبوط مستويات الإحتياطى الأجنبى ، وغيرها الكثير والكثير كل ذلك كان بمثابة قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد وكادت أن تعصف به .. فبالتأكيد كان من الصعب بل والمستحيل استمرار الأوضاع بهذا الشكل المتردى وكانت أزمات الاقتصاد تحتاج لرؤية مختلفة.. وحلول جريئة وجذرية ،لوضعه على الطريق الصحيح ، فكان برنامج الاصلاح الاقتصادى ،الذى حظى بدعم شديد من القيادة السياسية ، هو ما ساهم بشكل كبير فى أن ينجح ويحقق أهدافه.. فالمتأمل لحال وأوضاع اقتصادنا اليوم .. يرى أن الصورة تغيرت تماماً.. وبدت أكثر إشراقاً .. وبدأنا نجنى ثمار برنامج الإصلاح .. فكل المؤشرات وتقارير المؤسسات الدولية التى تؤك أن مصر تمضى فى الطريق الصحيح .
واستطرد المهندس “رسلان” قائلاً : فحسب “مورجان ستانلى” فأن مصر نفذت أفضل وأنجح برنامج اقتصادى بين الأسواق الناشئة ، كما ترى مؤسسة هارفارد للتنمية الدولية مصر ضمن أسرع الاقتصاديات نمواً فى العالم .. كما ترى الايكونومست ان مصر تأتى فى المرتبة الثالثة عالمياً بعد الصين و الهند فى النمو الاقتصادى والأهم إشادة صندوق النقد الدولى بالإرادة السياسية ، والرؤية التى كانت وراء نجاح البرنامج ، كل ذلك يدعونا للتفاؤل ويؤكد أننا على الطريق الصحيح .. وأن هناك خلطة مصرية خاصة للنجاح .. عن طريق فريق عمل متجانس استطاع العبور ببرنامج الإصلاح إلى بر الأمان ، لا شك أن برنامج الاصلاح صاحبه العديد من القرارات الاقتصادية الصعبة التى أثرت على العديد من شرائح المجتمع ، لذلك رفعت الموازنة العامة للدولة لهذا العام شعار “توفير حياة كريمة للمواطن” وخاصة الفئات والمناطق الأكثر احتياجاً.. فمن يقرأ بنود موازنة العام الحالى يعى جيداً .. حجم التحديات .. التى تواجه الحكومة لتحقيق المعادلة الصعبة.. فى الموائمة بين الإيرادات وتزايد معدل الإنفاق وترشيد الإنفاق الحكومى وإرساء دعائم الحماية الإجتماعية ووصول الدعم لمستحقية.
وأضاف رئيس مجلس الأعمال الكندى المصرى قائلاً : بالتأكيد أن هذة المسئولية الصعبة والتحديات الجسيمة لا تحتاج إلى خبير محنك فقط بل تحتاج لساحر لتلبية تطلعات المواطنين وتحقيق مستهدفات الموازنة ، خاصة فى ظل ظروف اقتصادية عالمية غير مواتية بالمرة ، وفى هذا الإطار ، يُسعدنا أن نرحب بضيف ندوتنا اليوم معالى الدكتور محمد معيط وزير المالية ونشكره على تلبية الدعوة ومشاركتنا الحوار فى هذا الموضوع الهام ليطمئنا على أوضاع مصر الاقتصادية وأهم التحديات التى تواجه موازنة العام الحالى .
وأختتم المهندس معتز رسلان قائلاً : تحضرنى مقولة شهيرة للمخترع الأمريكى توماس إديسون الأهم من أن تتقدم بسرعة هو أن تتقدم فى الإتجاه الصحيح ، وأرى أننا حاولنا كثيراً التقدم بسرعة ، ولكن كنا نفتقد خارطة الطريق ، ولكن اليوم ، أرى أننا نمتلك الرؤية والهدف ، وقطعنا شوطا طويلاً نحو الطريق الصحيح .
هذا وأوضح الدكتور محمد معيط وزيرالمالية أن مصر مرت بظروف يصعب فيها التحدث مع دوائر الاستثمار الأجنبى والعمل على أقناعهم فى ظل الظروف الصعبة فى أعقاب ثورة 25 يناير ، لذلك كان لأبد أن تتدخل الدولة وتعمل على تهيئة المناخ الاستثمارى سواء فى الطاقة والطرق والبنية التحية أو من خلال تهيئة ظروف وبيئة العمل التشريعية فى مصر ، وقال “معيط” : من أين تأتى الموارد المختلفة ؟ وأجاب “معيط” : 70% من موارد مصر تأتى من الضرائب – فى الوقت الذى لا نستهدف فيه زيادة الحصيلة الضريبية – منوهاً أن الوزارة تعمل على ميكنة الإجراءات الضريبية ، والعمل على تبسيط إجراءات ضرائب الدخل ، وقال وزير المالية : وقتما ما حلفت اليمين كوزير للمالية قال لى رئيس الجمهورية : لديك ( 95 ألف نزاع ضريبى بـوعاء يُقدر بـ 900 مليار جنيه ) فى إشارة لحجم هذا الملف الصعب والمُعقد ..
وتحدث الدكتور “معيط” عن ملف الدعم الذى يشمل العديد من بنود الدعم منها دعم السلع التموينية ، وفيما يتعلق بزيادة الإحتياطى النقدى نتيجية شراء أذونات الخزانة ، أوضح الوزير أن الإصلاح الاقتصادى أدى إلى التدافع على شراء أذون خزانة الدولة المصرية بحوالى 24 مليار دولار ، منوهاً أنه رغم الأزمة التى ضربت الأسواق الناشئة إلا أن السوق المصرى لم يتأثر بالشكل الذى تأثرت به أسواق ناشئة للكثير من الدول .. بل أصبحت مصر أكثر الأسواق جاذبية للاستثمار ولرؤس الأموال بشهادة العديد من المؤسسات الدولية ، خاصة فى الشرق الأوسط ، وأضاف”معيط” : إن المؤشرات الاقتصادية تغيرت للإيجاب بفضل السياسات التى أتخذت فى الكثير من القطاعات ، منوهاً أن ثمار التنمية باتت تعم كافة المناطق الجغرافية فى مصر ، مشيراً إلى توقع البعض ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من الأرقام الحالية ، لكن الحكومة المصرية أخذت تتعامل مع هذا المؤشر من خلال العديد من المبادرات وبرامج الرعاية الإجتماعية .. وتحدث “معيط” عن معادلة التعامل مع العجز من خلال تخفيض الإنفاق ، فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة لزيادة الاستثمارات مع الإحتياج للإنفاق الإستثمارى .
كما تحدث وزير المالية الدكتور محمد معيط عن عن الإعفاءات الضريبية والجمركية التى بدورها ستؤدى إلى تنمية القطاع الخاص وزيادة الاستثمارات على كافة المستويات ، منوهاً إلى الإعفاءات التى أقترتها الحكومة من خلال الإجراءات الجديدة التى تعمل على إعادة الثقة بين المُموليين ومصلحة الضرائب ، وقال : ما يهمنا فى الحكومة هو جذب الاستثمارات وتوليد الفرص وتنشيط القطاع الخاص ومن ثم إستفادة خزانة الدولة ، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تبسيط ميكنة الضرائب كافة القطاعات المرتبطة بالملفات الضريبية فى مصر .