نظمت سفارة اليونان بمصر بالتعاون مع الجمعية اليونانية و بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية ، مراسم افتتاح كنيسة القديس قسطنطين والقديسة هيلانة للروم الأرثوذكس بالقاهرة، وذلك بحضور نيكولاوس جاريليديس، سفير اليونان بمصر، والبابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكوس، وصوفيا زاخاركيس، نائب وزير التربية والتعليم بدولة اليونان، وخرستوس بابديس، ورئيس الجمعية اليونانية بالقاهرة، وايكاتيرينى سوفيانو بيليفاندي، سيدة الأعمال والتي قامت بمشاركة تكاليف ترميم الكنيسة بالمناصفة مع الجمعية اليونانية، كما ساهمت بتمويل مشاريع كثيرة خاصة في المجتمع اليوناني، بالإضافة إلى خريسانثي سكوفاريدو، رئيسة لجنة الكنائس، والمطران نيكولاوس كريستولاس، متروبوليت البحر المتوسط ولافروتيكوس (بلدية بجزيرة اتيكا).
تعود أهمية تلك الكنيسة إلى كونها رمز للمجتمع اليوناني بمصر، فضلا عن كونها أثرية حيث تأسست عام 1914، في فترة مقاربة لتأسيس الجمعية اليونانية بالقاهرة. وهي ليسة مهمة بالنسبة للمجتمع اليوناني في مصر فقط بل في سائر إفريقيا أيضًا.
هذا ويرتبط تاريخ كنيسة القديس قسطنطين والقديسة هيلانة ارتباطًا مباشرًا بتاريخ الجالية اليونانية بالقاهرة. ويعتبر نستور جناكليس (الرئيس الثاني للجمعية اليونانية بالقاهرة) هو مشيد الكنيسة، حيث تبرع من أجل بنائها بمبلغ 30000 جنيه مصري، وأقيمت على أرض كانت مملوكة للجمعية اليونانية بالقاهرة.
بدأت مراسم الافتتاح مساء الجمعة بصلاة الغروب بالكنيسة، تلاها حفلة موسيقية للملحنة اليونانية لأفانثيا ريبوتسيكا. وفي اليوم الثاني ترأس البابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك الروم الأرثوذكس للإسكندرية وسائر إفريقيا، قداس إلهي، قام خلاله بمنح خرستوس بابديس، وسام الكنيسة من الدرجة الأولى لمساهمة الجمعية في ترميم الكنيسة ولأعماله الأخرى التي خدمت المجتمع اليوناني بمصر، كما سيدة الأعمال كرم ايكاتيريني سوفيانو بيليفاندي، بمنحها عصا رعاية البطريرك الأقدم في كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر.
وخلال القداس تحدث د.خالد عناني، وزير الآثار بمصر، والذي أعرب عن سعادته بمستوى الترميم الرائع للكنيسة، وبقوة ومتانة العلاقات بين مصر واليونان، متمنيًا قوة ومتانة أكثر في العلاقات بين البلدين، ولمسيحي مصر واليونان وقبرص إقامة شعائرهم في مصر بحرية وأمان.
عقب القداس الإلهي قام البابا ثيؤدوروس الثاني والمطرانة والكهنة بعمل دورة حول الكنيسة أعقبه طقس افتتاح الكنيسة، حيث قام بالطرق ثلاث مرات على باب الكنيسة وتلاوة الآيتين السابعة والثامنة من المزمور رقم 24 والتي تقول: “اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَارْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ. مَنْ هُوَ هذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ.” في طقس أقرب لتمثيلية عيد القيامة المجيد.
أعمال الترميم، بالنظر إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالكنيسة من المياه الجوفية ومنسوب هذه المياه ، سواء على الأساس أو على جدران المبنى، تم الانتهاء منها في وقت قياسي، ما يقرب من 18 شهرًا، ولم يكن بالإمكان من قبل إكمال الاعمال، ليس فقط من جانب الممولين ، ولكن أيضًا ان لم يكن لدى جميع المنفذين رغبة في تقديم نصب تذكاري كبير لتاريخ الأجيال القادمة من اليونانيين في مصر.
وقد قام المهندس المدني ميخاليس بيسكوس مدير المشروع بالإشراف على الترميم في حين كانت ايضا هناك مساهمة كبيرة للمهندس عاطف حنا، استشاري الجمعية اليونانية بالقاهرة و ايضا من مهندس الجمعية مينا مدحت.
خلال المرحلة الأولى من الأعمال، تم انشاء شبكة صرف للمياه الجوفية تحت سطح الارض والتي بدورها قامت بتحويل المياه الجوفية للمصارف العمومية، وذلك لحل مشكلة الرطوبة الحادة بالكنيسة، بعد ذلك، تم التجديد الكامل خارجيا و داخليا للكنيسة.