احتفلت اليوم كنيسة رئيس الملائكه ميخائيل بنزلة اسمنت بالمنيا بثاني ايام نهضة السيدة العذراء مريم بحضور راعي الكنيسة القمص اشعياء جورجي وقد بدأ اليوم بصلاه عشية ثم القي كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من اجمل الترانيم الروحية ويليها كلمه روحية لراعي الكنيسة قائلا إن هناك ثلاثة أشياء هامين في حياه أبناء الله وهم النمو في النعمه بالتناول من جسد الرب ودمه وكذلك النمو في الصلاه والنمو في الاتضاع مثل السيدة العذراء التي انكرت ذاتها واستطاعت أن تكون بالحقيقة اما لله
كما القي القس أنطون لويز كاهن المطرانية بنزلة رومان عظه روحية بعنوان “مثل الخميرة”
مؤكداً انه على مدار صفحات الكتاب المقدس نرى أن الخمير دائمًا ما يرمز إلى الشر ففي العهد القديم كان ولابد وأن ينزع من التقدمات ولا يؤكل في الفصح (خر١٢:١٥) وفي العهد الجديد حذر السيد المسيح من أشياء كثيرة شريرة مشبهٍا إياها بالخمير (مت١٦:١٢) (مر٨:١٥) وها أيضًا الرسول بولس يمنعنا عن خمير التعليم الباطل (غلا٥:٩) وخمير الخبث (١كو٥:٦-٨). ولكن ليس هكذا الحال في هذا المثل، فيسوع شبّه ملكوت الله في نموه كعمل الخميرة في تخمير العجين أي أن الخميرة في هذا المثل تخص النمو الروحي للإنسان فالإنسان طول ما هو عايش على وجه الأرض فإنه يحتاج إلي نمو روحي والإنسان البعيد عن الله هو غير قابل للنمو فلقد قال معلمنا بولس الرسول “انا لا أعرف إلا شيئاً واحدا هو أن أنسي الي ما هو وراء وامتد الي ما هو امام” أي أنه يحتاج إلي نمو روحي
أفاد القس أنطون أن الخميرة تختمر بطريقة كيميائية حيث يتفاعل الخمير مع الدقيق فيجعله يختمر، ولا يحدث هذا إلا إذا أختبئ الخمير داخل العجين وهذا ما يشير إليه المثل، فملكوت الله بطريقة روحية لا يمكن وصفها فهو يتفاعل مع حياة الشخص ليجعله يتغير كليا ولا يحدث هذا إلا إذا أختبأت تلك البشارة داخل الشخص لهذا يقول الله “ها ملكوت الله داخلكم” تلك البشارة التي عندما أختبأت في السامرية، لم تختمر في قلبها فقط بل في مدينتها أيضا “فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة” ولذلك من الممكن ان تكون الأشياء التي أقدمها الي الله صغيرة ولكن في نظر الله كبيرة السيد المسيح استخدم أناس ضعفاء ليصبحوا تلاميذ له ويقدموا أعظم خدمه فالإنسان ليس ضعيف ما دام يرتبط بالسيد المسيح فهو بذلك يصبح قوي لأنه يتحول الي صورة الله ومثاله ويصبح خميرة مختمرة تنفع من حولها يقول الكتاب المقدس ” انتم نور العالم انتم ملح الارض” فكلما اقترب الإنسان من الله يصبح عضو حي في الرب ويكون نور للعالم
أشار القس أنطون أن من عمل الخميرة هو الانتشار والاستمرارية ففي تأسيس الكنيسة كان هناك انتشار للرسل والتلاميذ للتبشير بالمسيحية متمتعين بنعمه الله العامله فيه وهناك امثله كثيرة في الكتاب المقدس على انتشار المسيحية على يد الخميرة الصغيرة المنتشرة أي الأناس البسطاء المؤمنين بالسيد المسيح كما فعلت السامرية فهناك قديسين كانوا خطاه وعندما سمعوا كلمه الله تركوا العالم ليبشروا بالمسيح يقول الكتاب المقدس” لا يقدر انسان ان يخدم سيدين أما الله أو المال” ولذلك فهناك قديسين عرض عليهم المال مقابل تركهم الله ولكنهم رفضوا ولذلك قال السيد المسيح ” بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيء” ، مشيرا أن في هذا المثل أيضا يذكر ثلاثة اكيال فلماذا ذكر الله رقم ثلاثة ،السيد المسيح كانت مدة كرازته ثلاثة سنين فيها وضع الخمير في أشخاص كثيرين، ولا سيما ثلاثة منهم بطرس ويعقوب ويوحنا وهؤلاء عندما أختمرت الخميرة في داخلهم، قيل عنهم أنهم فتنوا المسكونة فبطرس عند بداية كرازته وضع الخميرة في ثلاثة آلاف نفس وهكذا نرى كيف تعمل الخميرة، فمنذ الرسل وإلى الآن نشاهد عمل خميرة الملكوت وهي تخمر العجين وتعمل على إمتداد الملكوت أيضا رقم ثلاثة هو إشارة إلي الكيان التي عليه الإنسان أي الروح والجسد والنفس وكأنه يقول إن الخميرة ستملأ كل كياننا التي نعيش فيه.
أوضح القس أنطون ان لنا أيضا هنا في هذا المثل درسًا هامًا، يشير إليه السيد المسيح فكل ما كان على المرأة أن تفعله أن تأخذ الخميرة وتخبئها في العجين وهذا عينه ما يريده الله أن نفعله، أن نأخذ الخميرة ونضعها في الآخرين دون أن نضيف أية إضافات من شأنها أن تشوه الخميرة وتفقدها قوة عملها والمرأة في هذا المثل تشير إلي الكنيسة التي تهييء أولادها لوجود الخميرة في قلوبهم بنزولهم الي جرن المعمودية ليتحدوا بالمسيح اذا لا خلاص خارج الكنيسة فهي السور والحصن الذي نحتمي فيه من اعدائنا
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام