يعقد اليوم الأحد 25 أغسطس، اجتماع مجموعة الدول السبع، حيث يتمثل الحدث في الاجتماع الرئيسي حول شراكة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى G7 وإفريقيا.
وأوضح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحضر الجلسة بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي، وسيلقي كلمة تمثل رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وكشف “راضي”، – في تصريحاته أن كلمة الرئيس ستركز على الحاجة إلى العمل الجماعي بين إفريقيا وشركائها الدوليين، خاصة الدول الصناعية الكبرى، لإيجاد حلول للمشاكل والتحديات، حيث إنه يجب بلورة حلول بشكل عملي وواضح وقابل للتنفيذ على أرض الواقع، وفي إطار المصلحة المتبادلة والمتوازنة بين إفريقيا ودول العالم .
وأشار إلى أنه من بين الأمور التي تتناولها كلمة الرئيس السيسي في القمة أيضا تمكين المرأة في إفريقيا ودورها الكبير سواء في مصر أو العالم أو إفريقيا ووضعها على قدم المساواة في مسيرة التنمية والاهتمامات داخل القارة الإفريقية، فالأمر متعلق بجهود تمكين المرأة.
وأوضح أن من بين المحاور الأخرى التي تتناولها كلمة الرئيس السيسي محاور مكافحة الفساد، حيث إن هذا الأمر مهم جدا للقارة الإفريقية ويعتبر آفة كبيرة تستنزف الموارد، وكذلك مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية لأن هذا أمر ملح وخطر آنٍ يهدد إفريقيا بأكملها ويجب عملا جماعيا وتعزيز وتقوية ما يسمى ببنية السلم والأمن في القارة الإفريقية ، وهذا يجب أن يتم بالشراكة مع الدول الصناعية الكبرى.
كما ستتناول كلمة السيسي عرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة العادلة بين أفريقيا ودول مجموعة السبع في إطار المصالح المشتركة والمتبادلة.
وكشف السفير راضي، أن الرئيس سيلتقي على هامش فعاليات القمة التي يشارك بها تلبية لدعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع عدد من قادة الدول المشاركة، لبحث العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى أن قمة الدول السبع تتناول هذا العام عدداً من الموضوعات، من بينها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وسبل مواجهة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذا مكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة فى أفريقيا، فضلاً عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، وتطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي.
ومن المقرر مشاركة ٢٤ وفداً في القمة من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء اليابان وكندا وبريطانيا، حيث استقبلهم إيمانويل ماكرون رئيس الدولة المضيفة على مأدبة عشاء مساء أمس.
كما يشارك في القمة عدد من القادة المدعوين من بينهم قادة جنوب أفريقيا والسنغال ورواندا وبوركينا فاسو واسبانيا والهند واستراليا وشيلى، بالإضافة إلى مشاركة ممثلي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
وتشهد أعمال القمة اليوم في ثاني أيامها جلسة عمل تحت عنوان «الافتصاد العالمي/التجارة ومتابعة النقاش حول أجندة الأمن الدولي»، كما تعقد جلسة على مأدبة غداء عمل حول «محاربة انعدام المساواة» بمشاركة ممثلي ٦ منظمات دولية هي الأمم المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليان ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية.
ثم تعرض مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة تقرير المجلس الاستشاري حول المساواة بين المرأة والرجل.
ويعقب ذلك استقبال رؤساء الدول الأفريقية المدعوين للقمة وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ويعقب ذلك جلسة عمل حول «الشراكة بين مجموعة الـ ٧ وأفريقيا».
وتختتم القمة أعمالها غدا بجلسة عمل حول»المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات»، يعقبها غداء عمل حول «التحول الرقمي»، ثم الجلسة الختامية للقمة والمؤتمر الصحفي الختامي.
وتعد هذه القمة الأولى للمجموعة الصناعية التي تعقد في فرنسا منذ قمة دوڤيل عام ٢٠١١ والتي تم خلالها دعوة مصر وتونس للمشاركة في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي.
وتعد قضايا الأمن ومواجهة الإرهاب على رأس أولويات مناقشات قمة بياريتز، وشهدت الفترة الماضية العديد من الاجتماعات بين وزراء الداخلية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية ومدى خطورة الإرهاب حاليا .. وملف عودة الدواعش الأوربيين و المقاتلين الأجانب إلى موطنهم الرئيسي، بالإضافة إلى الحديث عن إشكالية «تجنيد» الأفراد عبر استخدام الإنترنت.
كما تناقش القمة الأزمة الداخلية لمنطقة الساحل، وضرورة مواجهة منظمات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى تحديات هامة وعلى رأسها تمكين المرأة، و الحفاظ على البيئة.
وقد تم اتخاذ اجراءات أمنية ومرورية مشددة مع إغلاق المطار أمام الجمهور استعدادا لوصول القادة، وإعلان بياريتز والمدن المحيطة بها حتى الحدود مع أسبانيا منطقة أمنية حمراء لتأمين القمة ومواجهة أية مظاهرات محتملة مناهضة للقمة.
كما تشهد عمليات تأمين قمة السبعة الكبار تعاونا ثلاثيا مشتركا بين الأجهزة الأمنية الفرنسية و الإسبانية والإيطالية، حيث بدأت عناصر الشرطة من الدول الثلاث في الانتشار المكثف داخل مدينة بياريتز التي تقع قرب الحدود الفرنسية الإسبانية قبل انطلاق أعمال القمة بيومين.
يذكر أن القمة ستشهد أول حضور لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون حيث سيناقش القادة معه ملف البريكست الذي وعد بتنفيذه بحلول ٣١ أكتوبر القادم.
وتعمل فرنسا على تغيير صيغة قمة الـ ٧ حيث تم اتخاذ قرار بإلغاء صدور بيان ختامي عن القمة لأول مرة وذلك لتجاوز الخلافات وتجنب تكرار سيناريو قمة كندا العام الماضي في ظل تعنت الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك رغبة من فرنسا في تفعيل تشكيل تحالفات بين الدول الراغبة في وضع حلول عملية بشأن التحديات الكبرى ومن بينها الحد من انعدام المساواة وحماية كوكب الأرض ومحاربة التغيرات المناخية وتعزيز التعاون مع أفريقيا.
وقال دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، إن قمة بياريتز للدول السبع الصناعية الكبرى التي بدأت أعمالها أمس تمثل اختبارا صعباً لوحدة وتضامن قادة العالم الحر، فإما أن يستطيع قادة المجموعة العمل على إيجاد حلول مشتركة للتحديات وإما أن يظلوا منشغلين بالخلافات فيما بينهم، مشيرا إلى أن الأعوام السابقة أظهرت تزايد الصعوبات ازاء ايجاد لغة حوار مشترك في الوقت الذي يحتاج فيه العالم لمزيد من التعاون.
ودعا تاسك في مؤتمر صحفي قبل انطلاق أعمال قمة مجموعة الـ ٧، إلى إيجاد موقف موحد للدفاع عن الديمقراطية الليبرالية ودولة القانون وحقوق الإنسان في مواجهة تصاعد الشعبوية والأشكال الجديدة من السلطوية والتهديدات المتمثلة في تطور التكتولوجيا الرقمية وما صاحبها من أخبار كاذبة واستخدام الذكاء الاصطناعي ضد المواطنين وحرياتهم.
كما دعا تاسك، إلى اتخاذ موقف موحد ازاء التغيرات المناخية وحماية البيئة الطبيعية بما في ذلك الغابات والمحيطات، منوها بحرائق غابات الأمازون في البرازيل.
وطالب المسؤول الأوروبي بوضع حد للحرب التجارية واستبادلها بالاتفاقات التجارية وإصلاح منظمة التجارة العالمية، وكذلك وضع حد لتهديدات الانتشار النووي، مشيرا إلى أن رفض الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع إيران لم يحقق أية نتائج ايجابية.
كما ندد تاسك بسياسات روسيا تجاه جيرانها ولاسيما الاعتداءات على أوكرانيا، معربا عن رفضه المقترح الأمريكي بعودة روسيا إلى المجموعة.
وأشار إلى تقديم الاتحاد الأوروبي دعما قدره ٨٥ مليون يورو لدعم مبادرة «تمويل المرأة في أفريقيا» لدعم ١٠٠ ألف سيدة أعمال أفريقية.