نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين
الروح القدس
كُلُّكِ جميلة يا عذراء ، كُلُّكِ جميلة ولا عيب فيكِ …
ألهمتِ الرسامين البارعين كي يرسموكِ ، لكن ريشَتهم لم تظهر ما انتِ عليه من الجمال والبهاء …
لم يظهروكِ كما انتِ حقيقةً . انكِ أجمل من الخيال …
ضعيفة هي رسومات البشر ، يا عذراء . ضعيفة ومحدودة وانتِ تعرفين ذلك .
بواسطتي ، أنا الرُّوح القُدُس ، الهمتِ الشعراء والكُتّاب ليظهروا جمالكِ ، لكن أقلامهم رغم كل براعتها عجزت عن ايفائكِ حقَّكِ من الوصف … إذ بقيتي أجمل وأسمى من كُلِّ وصفٍ ومديح …
ضعيفةٌ هي لغةُ البشر ، يا عذراء . ضعيفةٌ ومحدودة وأنت تعلمين ذلك …
لذلك تركتِ البشر وطرقهم ، وأمرتِ فيالق الملائكة كُلّهم أن ينشدوا قصائد غزل في وصفكِ …
جعلتِ الكاروبيم يتموجون بِحُبِكِ والساروفيم يُرنمون لكِ …
ولكنهم لم يَتغنوا بكِ كفاية يا جميلة بين النساء …
لم يمضي وقت حتى أدركت عجز الملائكة ، بكل ما نالوا من مواهب عن التعبير عن حسنكِ …
فعرفتُ حينها أن الدهشة هي الحل الوحيد ، وأنّ الصمت هو أكبر تعبيرٍ عن جمالكِ وعن الإعجاب بكِ …
اخترتُ عندها ، يا عروستي ، دهشة وإنذهالِ رئيس الملائكة جبرائيل حين بشَّرَكِ بالحبلِ الإلهي …
وقررتُ أن أحملكِ في قلبي وعلى جناحيّ ، وأطوفُ بكِ العالم ، كي أُعَرِّفَ البشر بِكِ وأقول : كُلُكِ جميلة يا مريـم ، ولا عيبَ فيكِ …