قال محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، اليوم، إنه تم الإنتهاء من 50% من أعمال الصيانة الشاملة لجرس دير سان سابا، بمحطة الرمل، والذي بدأت أعمال الترميم له منذ منتصف يوليو الماضي من خلال أخصائي الترميم المختصين في المنطقة، وتحت إشراف مفتشي آثار منطقة وسط الإسكندرية، وبالتنسيق مع مسئولي دير سابا، وذلك في إطار الحرص على إظهار الجرس الأثري بالمظهر الحضاري اللائق.
وأضاف “متولي” لوطني أن الناقوس غني بالزخارف النباتية والهندسية، ويظهر عليه نقش الملاك المجنح، والذي تعلو رأسه الهالة للتقديس، لافتا إلى إمكانية إستغلاله سياحيا؛ لإستخدامه لإلقاء الضوء على أجراس الكنائس في القرن الـ19.
وأكد أن الجرس الأثري بدير سان سابا التابع لطائفة الروم الأرثوذكس، يرجع تاريخه إلى عام 1838 حيث يبلغ عمره 181 عاما، والذي أهداه الإمبراطور نيقولا الأول إلى محمد على، والي مصر، ليتم وضعه بالإسكندرية.
والجدير بالذكر أن جرس كنيسة دير سان سابا الواقعة بوسط المدينة ، و أشتهر بكونه أكبر جرس لكنيسة فى العالم و يوضع الجرس الأثرى فى الفناء الخارجى لكنيسة دير سابا على أقصى اليسار من الداخل من الباب الرئيسى على منصة رخامية حديثة بإرتفاع 20 سم عن مستوى الأرضية المحيطة به . العجيب أن جرس سان سابا لم يدق أبدا لكبر حجمه ، فظل مقيدا على الأرض عشرات السنوات غير معلق ، و حصلت عليه الكنيسة هدية من اليونان البطريركية منذ تشييدها ويتواجد بها منذ أكثر من 180 عاما .
وفي إحتفالية كبرى بدأت من أثينا الى ميناء الإسكندرية وصل هذا الجرس الضخم ليتضح بعد وصوله أنه فوق طاقة إحتمال برج الكنيسة من الناحية الإنشائية نظرا لأنه يبلغ وزنه أكثر من 3 أطنان من المعدن ، و من ثم وزنه يفوق معدل المقاومة للكتلة الخرسانية التى شيدت بها الكنيسة وقد جرت محاولات عديدة خلال العقود الماضية من الأبحاث لتقوية الجدار الخرسانى داخل الكنيسة لكى يتحمل هذا الجرس.
وشارك فيها مهندسون يونانيون ومصريون ، وساهم فى تمويلها عددا كبيرا من رجال الإقتصاد اليونانيين والمصريين وعلى رأسهم قسطنطين ميشيل سلفاجو وكان صديقا شخصيا للملك فاروق وأحد رموز الصداقة المصرية اليونانية ولكن لن يتمكنوا من تعليقه .
إستسلم الجميع للأمر الواقع وترك الجرس قابعا فى ساحة الكنيسة عشرات السنوات ، وظل بفضل تركيبته المعدنية يتحمل العوامل الجوية لكونه مصمم من سبائك تقاوم الأجواء وتقلباتها ، و ذلك على يد أكبر فنانى اليونان فى صناعة اللدائن والسبائك .. وحتى لا يتعرض الجرس لإنهيار الأرض فى ساحة الكنيسة عقدت عشرات الإجتماعات بين القيادات الكنيسة والفنية وكان الحل هو إدخال الجرس فى معرض داخل البطريركية كنموذج فنى داخل المتحف بالكنيسة بما يحتويه من نقوش وكتابات باللغة اليونانية ضمن المقتنيات النادرة من المراجع العلمية المختصة بشرح وتفسير الإنجيل وقطع نادرة من التراث القبطى .