*اختارت العذراء المكان في العشرينيات…وتجلت في الستينيات
*المهندس الإيطالي دومينيكو ليمونجيلي أسس الكنيسة علي الطراز البيزنطي
*الكنيسة دشنت في عهد المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس الخامس
في عشرينيات القرن الماضي كانت ضاحية الزيتون-التي تتبع الآن حي شرق القاهرة-إحدي المناطق الزراعية التي تتسم بالهدوء الشديد,وتشتهر أيضا بزراعة نبات الزيتون, ولهذا أطلق عليهاالزيتون فالمنطقة بالكامل كانت عبارة عن مزارع وحدائق واسعة,تم تخصيصها لزراعة الزيتون والموالح فحسب إلي جانب وجود عدد محدود جدا من المساكن البسيطة ومع التوسع العمراني التدريجي بالمنطقة تم تعميرها ببناء بعض القصور والسرايات لأفراد الأسرة العلوية, خاصة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني(14يوليو 1874-19ديسمبر عام1944) وتوالي علي المنطقة من بعدهم الكثير من الوجهاء والأغنياء في العصر الملكي, الذين اشتروا أراضي في المنطقة وشيدوا عليها قصورا وفيلات. وبعد قيام ثورة23يوليو عام1952, وإقرار قانون الإصلاح الزراعي اختفت تلك الزراعة تماما من المنطقة, وتحولت المزارع والفيلات والقصور التي كانت موجودة بالمنطقة إلي عمارات سكنية شاهقة,وإن كان بعض هذه القصور والفيلات القديمة لايزال موجودا حتي الآن.لكن ظل السلام المصاحب لأغصان الزيتون مصاحبا أيضا لقاطني ذلك الحي الشهير رغم زوال زراعته ومن أشهر شوارع الحي شارع طومان باي ذلك الشارع الذي اختارته السيدة العذراء مريم ليكون لها فيه كنيسة كبري باسمها وتتجلي علي قباب تلك الكنيسة بعد بنائها بأكثر من40عاما…فما قصة بناء هذه الكنيسة؟ولماذا دعيت باسم العذراء مريم؟في السطور التالية نرجع إلي 95عاما حيث تبدأ الأحداث…
*دعودة للاكتتاب:
كنيسة العذراء مريم بالزيتون-أو كنيسة الظهور-كما أطلق عليها إعلاميا بعد تجلي العذراء فيها في2أبريل عام1968-يرجع تاريخها إلي عام1924 حين فكر عدد من الأقباط البسطاء من سكان ضاحية الزيتون في بناء كنيسة بالمنطقة التي كانت تخلو وقتها تماما من الكنائس وكان أقباط الزيتون يضطرون للذهاب إلي مسافات بعيدة لتأدية صلوات القداس الإلهي, ولإتمام المشروع قرروا عمل اكتتاب لجمع التبرعات المالية من بعضهم البعض (وشاركت بعض الصحف والمجلات القبطية التي كانت تصدر آنذاك,في نشر الدعوة للمشاركة المالية في هذا العمل المبارك),وبعد فترة تمكنوا من جمع جزء من المبلغ فلجأوا إلي أحد أعيان المنطقة في ذلك الوقت, وهو محام قبطي لامع يدعي خليل بك إبراهيم شحاتة ليدعم المشروع الجديد, فرحب الرجل جدا بالفكرة ووعدهم بأن يستكمل المبالغ المتبقية,كما قرر أن يتبرع بقطعة الأرض التي كان يمتلكها في شارع طومان باي وخصصها للمشروع كوقف خيري باسم الكنيسة الناشئة(وذكر أن العذراء مريم ظهرت له في نفس التوقيت في رؤيا أثناء نومه,وطلبت منه أن يستجيب لطلبهم هذا ويبني كنيسة باسمها وحددت له المكان ,وأخبرته أيضا أنها سوف تتجلي فيها بعد 45عاما من تدشينها أي في عام 1986 لتباركها وتبارك شعب مصر كله إلا أن العمر له يمهله لتنفيذ وعده هذا فقبل نهاية السنة(1924) توفي خليل بك.
*مؤسس الكنيسة:
تشير المصادر التاريخية إلي أن خليل بك إبراهيم شحاتة كان أول من عمر المنطقة وكان يمتلك بها أراضي كثيرة منها قطعة أرض واسعة تبلغ مساحتها 1096مترا مربعا وهي الأرض التي تنازل عنها فيما بعد لمشروع بناء كنيسة قبطية بالحي ومازال يوجد شارع يحمل اسمه بجوار كنيسة العذراء وهو شارع خليل(إبراهيم باشا سابقا) المتفرع من شارع طومانباي بالزيتون. أما عن نشأته فهو ينتمي إلي أسرة قبطية عريقة تمتد أصولها إلي قرية شندويل, إحدي القري التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج وولد في القاهرة عام 1832 وهو شقيق كل من جندي بك إبراهيم شحاتة مؤسس جريدة الوطن ويسي أفندي إبراهيم سكرتير إدارة الهيئة العامة لسكك حديد القاهرة. أما خليل بك فتلقي تعليمه بمدارس الأقباط الكبري بالقاهرة التي أسسها مثلث الطوبي المتنيح قداسة البابا كيرلس الرابع(1854-1861) البطريرك العاشر بعد المائة في عداد بطاركة الكنيسة القبطية في القرن التاسع عشر واستمر بها حتي نال شهادة البكالوريا,وبعد تخرجه التحق بدائرة علي شريف باشا ليعمل موظفا, وظل يتدرج في مناصبه العملية إلي أن تم تعيينه في وظيفة باشكاتب الدائرة, وقبل بلوغه السن القانونية للمعاش استقال من وظيفته بالدائرة, وهو لم يتجاوز بعد الثامنة والأربعين من عمره فقط,ليشتغل بمهنة المحاماة التي كان يحبها كثيرا وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة في عصره,بصفته أحد كبار المحامين البارزين أمام المحاكم الأهلية,وكان ذلك في عام1880, ولبراعته وتميزه في عمله أوكلت إليه الحكومة مهمة إعادة تنظيم لائحة المحامين ولائحة المستخدمين وتنقيح كافة قوانين المحاماة المعمول بها في مصر في أواخر القرن التاسع عشر فأجاد خليل بك العمل المكلف به علي أحسن وجه, وازدادت شهرته أكثر بين زملائه بالإضافة إلي ذلك كانت له بصمات واضحة في العمل الكنسي,فعند تأسيس المجلس الملي الأول في تاريخ الكنيسة القبطية في عام1884,انتخب خليل بك إبراهيم لعضويته حيث لعب دورا مهما في الشأن القبطي المضطرب في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكنيسة القبطية وذلك بسبب الخلاف الحادث بين المتنيح قداسة البابا كيرلس الخامس من جهة وأعضاء المجلس الملي العام الجدد من جهة أخري,وذلك إبان عام1892.هذا إلي جانب اسهامات خليل بك في مجال العمل الخدمي العام والعمل الإنساني, فشارك في تأسيس وعضوية عدد من الجمعيات القبطية في عصره, نذكر منها:جمعية التوفيق القبطية وكذلكجمعية ثمرة التوفيق كما أنه خلال الفترة من عام1907 حتي عام1922كان رئيسالجمعية المساعي الخيرية القبطية الأرثوذكسية التي تغير اسمها فيما بعد إليالجمعية الخيرية القبطية والتي ساهم أعضاؤها بعد ذلك في تأسيس المستشفي القبطي في عام1981 بصفته أول مستوصف وطني خاص في مصر ويذكر أنه نال وسام الشرف الفرنسي برتبة الكومندور من الجمهورية الفرنسية تقديرا للجهود التي بذلها في دعم الإنسانية والعمل الأهلي العام, وكذلك أنعمت عليه الحكومة المصرية بمنحه عدة نياشين وأوسمة وفي يوم7 مايو 1924 رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 92سنة.
استكمال المشروع:
بعد رحيل خليل بك إبراهيم تقدم الأقباط بالمبلغ الذي أمكنهم أن يجمعوه من بعضهم البعض, وكان يقدر بحوالي أربعمائة وخمسين جنيها,إلي نجله الخواجة توفيق بك خليل-أحد أثرياء المنطقة,وهو رجل تقي محب للجميع, كان يعمل في وظيفة قنصل فرنسا في طنطا في هذا الوقت وطلبوا منه شراء قطعة أرض تقع في نطاق أملاك العائلة بالمكان المتفق عليه مع والده لبناء الكنيسة وتحمس الرجل جدا للفكرة,فطلب منهم أن يردوا المبلغ لأصحابه ووعدهم بأن يلتزم ببناء الكنيسة علي نفقته الخاصة في أقرب وقت ممكن إكراما لوالدة الإله التي أمرت والده بتشييد بيعة علي اسمها بضاحية الزيتون, وأيضا تنفيذا لرغبة والده وفعلا بدأ توفيق بك يتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع ففي يوم20أكتوبر عام1924 تقدم بطلب إلي غبطة البطريرك قداسة البابا كيرلس الخامس البطريرك الثاني عشر بعد المائة علي الكرسي المرقسي(1874-1927) يلتمس فيه بناء بيعة علي اسم العذراء مريم بضاحية الزيتون التي تخلو تماما من أية كنيسة بالرغم من وجود عدد كبير من الشعب القبطي بالمنطقة لايجدون مكانا لتأدية الصلاة فيه وبعد اطلاع قداسة البابا علي الخطاب أقر بالموافقة, وأبلغه بتحديد موعد لتحرير عقد بيع قطعة الأرض المشار إليها في الخطاب الكائنة بشارع طومان باي في الزيتون كوقف للكنيسة القبطية وتحرر العقد بين الجانبين الطرف الأول مالكو الأرض كل من الخواجة توفيق بك خليل إبراهيم وشقيقة والده السيدة فيكتوريا إبراهيم-التي ساهمت في المشروع بالتنازل عن نصيبها الكلي من مساحة الأرض-والطرف الثاني قداسة الأنبا كيرلس الخامس,بهدف بناء كنيسة للأقباط الأرثوذكس في ضاحية الزيتون وبعد توثيق العقد بشكل رسمي استطاع توفيق بك بعلاقاته الطيبة مع المسئولين أن يحصل علي موافقة محافظ القاهرة ليبدأ فعلا خلال أيام قليلة في اتخاذ كافة الإجراءات العملية لتنفيذ المشروع علي أرض الواقع,في نفس السنة(1924).
*الطراز المعماري للكنيسة:
أوكل الخواجة توفيق إبراهيم أعمال البناء لمهندس معماري إيطالي شهير في ذلك الحين يدعي دومينيكو ليمونجيليDomenico Limongelli,كان قد استحضره خصيصا من إيطاليا لإنجاز هذا العمل.وطلب منه أن يتم تصميم الكنيسة بشكل جديد ومميز يختلف عن الطراز المعماري والفني المألوف في هذا الوقت وابتكر المهندس ليمونجيلي شكلا رائعا للكنيسة فشيدت كنموذج مصغر لكنيسة أجيا صوفيا(تعني باللغة القبطية الحمكة المقدسةSophia Hagia) الموجودة في مدينة أسطنبول بتركيا,(وهي الكنيسة التي تأسست في القرن الرابع الميلادي حين بدأ المهندسون المعماريون اليونانيونإيسودور الميليسي,وأنثيميوس التراليني في بنائها عام532 بتكليف من الامبراطور جوستنيان واستغرق بناؤها حوالي خمس سنوات, حيث تم افتتاحها رسميا عام 537 فكانت صرحا فنيا ومعماريا فريدا من نوعه قبل أن تتحول إلي مسجد علي يد محمد الفاتح,ومن ثم إلي متحف ديني عام1935) وبلغت المساحة الكلية للكنيسة بدون ملحقاتها حوالي 250مترا مربعا وفيما يتعلق بالنسق المعماري لها فتم تصميمها علي طراز العمارة البيزنطية واستخدمت فيها الزخارف العثمانية وهي تضم خمس قباب متباينة الحجم أكبرها حجما القبة الوسطي,وهي ترتفع عن سطح الأرض بنحو 17مترا ولها عدة نوافذ تفتح علي صحن الكنيسة مباشرة ويعلوها صليب كبير.أما الأربع قباب الأخري التي تحيط بالكنيسة في الزوايا الأربع فأقل حجما ومساحة وترتفع كل قبة منها بحوالي 12مترا فقط عن سطح الأرض ولكل واحدة منها أيضا عدة فتحات ولكنها غير متصلة بصحن الكنيسة, فأرضها تكون سقف الكنيسة وزينت جدران الكنيسة من الداخل بزخارف رائعة علي الطراز الإيطالي القديم, ووضعت فيها مجموعة كبيرة من الايقونات الرائعة للسيدة العذراء,والملائكة وبعض القديسين التي قام برسمها فنانون إيطاليون مشهورون في ذلك الحين,استحضرهم توفيق بك من إيطاليا خصيصا لهذا الغرض,وعقب أحداث الظهور في أبريل عام1968,أضيفت إليها أيقونات جديدة توثق الحدث العظيم كما أضيفت مجموعة من الأيقونات التي أهداها الإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي الأول عند زيارته لمصر في نفس السنة بناء علي دعوة من قداسة البابا كيرلس السادس الذي أقام حفلا رسميا وشعبيا كبيرا بمناسبة عودة رفات البابا مرقس الأول من الفاتيكان ودعا إليه ممثلي الطوائف الدينية من جميع أنحاء العالم, وشارك فيه كبار المسئولين في مصر علي رأسهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي الأول وفي هذه الزيارة قام الإمبراطور الإثيوبي بزيارة الكنيسة لمتابعة التجليات النورانية للعذراء التي عرفت إعلاميا وقتهابظهورات العذراء مريم بكنيسة الزيتون…كما أحيطت الكنيسة بحديقة مليئة بالزهور والأشجار والنخيل كما توجد شجرة جميز بالحديقة الملحقة بالكنيسة لازالت موجودة منذ وقت بنائها.
*تدشين الكنيسة:
هكذا كانت كافة أعمال البناء والتشييد قد انتهت بالفعل في وقت قياسي جدا لم يتجاوز عاما واحدا فقط,ولما اكتمل المبني تم تدشين الكنيسة علي اسم والدة الإله القديسة العذراء مريم في يوم الأحد 24توت عام1642ش,الموافق يوم 4أكتوبر عام1925 بيد مثلث الطوبي المتنيح نيافة أنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا (1924-1962). وكان ذلك في عهد المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس الخامس وكان المتنيح القمص دانيال مسيحة (1925-1934) هو أول كاهن خدم بالكنيسة.وهو ينتمي إلي شبين الكوم, التحق بالمدرسة الإكليركية عام1915,وقضي بها خمس سنوات وتعين واعظا بسندبيس ثم نقل للخدمة في أبو قرقاص,بعد ذلك تمت رسامته قسا علي كنيسة دسوق,ونقل إلي كنيسة الزيتون ثم تركها ليخدم في كنائس مصر القديمة ثم كنيسة السيدة العذراء بمهمشة في حي الشرابية وفي عام1934 التقي توفيق بك خليل بالمتنيح القمص يوحنا فرج(ولد في 1886, وهو ابن المتنيح القمص فرج حنا راعي كنيسة السيدة العذراء بكفر سليمان عوض) فتوسط لدي قداسة البابا أن يخدم بالكنيسة خلفا للقمص دانيال مسيحة ولكنه خدم بها عدة شهور فقط,ثم انتقل للخدمة في كنيسة السيدة العذراء بحي الفجالة.
وتوالي علي خدمة الكنيسة من الكهنة المتنيحين, القمص قسطنطين موسي, والقس إبراهيم جبرة, والقس إنجيلوس, والقمص بطرس جيد.أما الكهنة الحاليون فهم: القمص بطرس بطرس جيد, والقس ابتناغو أرمانيو,والقس بيشوي فايق, والقس بيجول مسعد,والقس يوحنا يسي, والقس أرسانيوس فتحي, والقس مرقس نجيب,والقس ميخائيل عادل, والقس جرجس عادل, والقس باسيليوس صبحي.
*توسع أنشطة الكنيسة:
منذ تجلي السيدة العذراء علي قباب كنيستها بالزيتون مساء يوم الثلاثاء 24برمهات عام1684 ش الموافق 2أبريل 1968 واستمرار الظهورات الروحية لمدة أكثر من ثلاث سنوات,وما صاحب تلك التجليات من الكثير من الآيات والمعجزات التي شاهدها الألوف من المسيحيين وغيرهم من المصريين والأجانب,كبارا وصغارا.ونقل خبر هذا الظهور العجيب عبر الكثير من الصحف والمجلات,المحلية والدولية,ووكالات الأنباء العالمية كما تم توثيقه في العديد من الكتب والإصدارات,التي صدرت خلال فترة الستينيات وما بعدها بلغات متنوعة حتي وصف بأنه أشهر وأقوي ظهور للسيدة العذراء بمصر في القرن العشرين بدون منازع,وكان ذلك في حبرية المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس,البطريرك السادس عشر بعد المائة علي الكرسي المرقسي (1959-1971) حتي أصبحت الكنيسة والمنطقة نفسها بعد ذلك بمثابة مزار عالمي يأتي إليه الزائرون من كل محافظات الجمهورية, بل ومن مختلف دول العالم ومن وقتها صار شعب الكنيسة مقدرا بالآلاف بعد أن كانت مصممة لأن تستوعب نحو 20أسرة علي الأكثر وتدريجيا توسعت أنشطة وخدمات الكنيسة فتم إنشاء أكثر من مبني جديد للخدمات ودور للمسنين وأخري للمغتربين, كما شيد مستشفي السيدة العذراء في مبني مجاور للكنيسة.
**أخيرا:
تؤكد قصة بناء كنيسة السيدة العذراء بالزيتون أن اختيار المكان لم يكن صدفه لكنه تحدد بترتيب إلهي مسبق بل اختارت العناية الإلهية أيضا مؤسس الكنيسة الأول,ونجله الذي سيتولي استكمال أعمال البناء لتتم فيه أحداث ظهور والدة الإله بعد ذلك بـ45سنة, في وقت كانت مصر تمر فيه بحالة صعبة جدا بسبب نكسة 1967 وكانت الآمال مفقودة والقلوب حزينة لكن أراد الله أن يرسل معونة وفرحة جديدة وسط الآلام والأحزان فأرسل لنا العذراء لتتجلي فوق قباب كنيستها بالزيتون لتمنح مصر بركة وسلاما وفرحا لم يكن له مثيل وقتها وكأنها جاءت لتبشرنا بنصر أكتوبر عام1973 وسمح الله أيضا في نفس السنة بأكثر من حدث أعاد البهجة لقلوب المصريين حيث تمت استعادة رفات كاروز الديار المصرية القديس مرقس الرسول إلي مصر بالإضافة إلي افتتاح الكاتدرائية المرقسية فكانت رسالة إلهية تؤكد أن مصر قوية لاتنكسر ولاتنهزم.
**مراجع الدراسة:
*أرشيفالدنيا المصورة-عام1924.
*أرشيفالمنارة الجديدة-عام1925.
*البابا كيرلس وعبد الناصر-محمود فوزي-1993.
*مجلةالكرازة عدد مايو 2018