هو أكثر الضباط الاحرار تمسكا بمبأدى الثورة الاولى، دعى لأقامة حياة نيابية حيث سعى لاقامة ديمقراطية حقيقية , لقب تاريخيا بـ “منقذ ثورة يوليو ” , ولكنه لم ينال شهرة غيره من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة , هو الضابط “يوسف الصديق ” واليوم فى ذكرى ثورة يوليو ال 67 تعرف على دوره فى الثورة .
– أسمه يوسف منصور يوسف صديق الازهرى ولد فى 3 يناير فى عام 1910 م فى مركز الواسطة بمحافظة بنى سويف ,ولد وتربى فى كنف أسرة تنتمى للجيش المصرى فكان ابوه وجده عملوا كضباط بالجيش المصري فوالده هو اليوز باشى “منصور صديق” الذى شارك بحرب استرداد السودان، وكان روحه تفيض بالشجاعة والحماسة وحب الوطن وقضى خدمته فى السودان حتى توفى فى عام 1911م .
-تلقى يوسف تعليمه الاول فى مدرسة الوسطة الابتدائية وفى عام 1930 اتم “يوسف” دراسته الثانوية، وبعدها أراد أن يكمل مسيرة والدة فأصر أن يلتحق بالمدرسة الحربية وبالفعل التحق بها و تخرج منها فى عام 1933م ,بعد تخرجه من المدرسة الحربية أصبح ضابظ بالجيش المصرى برتبة ملازم ثانى، والتحق على الفور بأحدى كتائب الجيش بالسلوم، وظل بها حتى عين مدرسا للتاريخ العسكرى بالمدرسة الحربية وظل بها حتى عام 1945 م .
– كان يوسف صديق أول ممن شاركوا فى حرب فلسطين عام 1948م, بدأت علاقته بتنظيم الضباط الأحرار عندما تعرف علي النقيب وحيد جودة رمضان أثناء حرب فلسطين عام 1948م، وبعدها بثلاث سنوات عرض عليه وحيد رمضان الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار فلم يتردد لحظة واحدة في الموافقة.
– في بداية أجتماع الضباط الاحرار لتحديد ميعاد الثورة حدد الميعاد فى الساعه 12 منتصف الليل ولكن بعدها بيوم قرر جمال عبد الناصر تغير الميعاد الى الساعه الواحدة، ولم يستطيع ان يبلغ يوسف صديق بذلك لكون كتيبته فى الهايكستيب، وكان من الصعب الوصول اليه , لهذا خرج يوسف صديق من كتيبته فى المعاد وخرج معه عدد كبير من جنود كتيبته وقبل خروجهم قال لهم ” إنكم مقدمون هذه الليلة على عمل من أجل الأعمال في التاريخ المصري وستظلون تفتخرون بما ستقومون به تلك الليلة أنتم وأبنائكم و أحفادكم وأحفاد أحفادكم” , وهو فى طريقه للقيادة أعتقل عدد من القياديات العسكرية للجيش، وفى الطريق قابل جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر اللذين لاموا عليه الخروج قبل الموعد المحدد وأمروه بالرجوع الى كتيبته، فقال لهم ” لقد بدأت الثورة منذ أن خرجت من كتيبتى”
– فى تلك الأثناء كان خبر الثورة قد تسرب إلى الملك فاروق الذي أبلغ الأمر للقيادة لإتخاذ إجراء مضاد على وجه السرعة وكانت قيادة الجيش التابعة للملك مجتمعة في ساعته وتاريخه تمهيدا لسحق الثورة أو بقيادة الفريق حسين فريد قائد الجيش قبل الثورة , وكان بذلك تحرك “يوسف صديق” قبل الموعد المحدد بمثابة إنقاذا للثورة وللتنظيم الظباط الاحرار بأكمله.
– بعد نجاح الثورة أصبح ” يوسف صديق “من أعضاء مجلس قيادة الثورة , وبدأ فى المطالبه بعودة الحياة النيابية وخاض معارك كثيرة لتاخذ الديمقراطية مكانها الطبيعى، وبعد عدة معارك من أجل الديمقراطية وبعد ان أعتقل عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة، أرسل “يوسف “الى جمال عبد الناصر خطابا يوضح فيه استقالته ولكن استدعاه جمال وأمره بالسفر للعلاج بسويسرا فى عام 1953م .
– عندما وقعت أزمة فبراير ومارس عام1954، طالب يوسف صديق في مقالاته ورسائله لمحمد نجيب بضرورة دعوة البرلمان المنحل ليمارس حقوقه الشرعية، وتأليف وزارة ائتلافية من قِبَل التيارات السياسية المختلفة من الوفد والإخوان المسلمين والاشتراكيين والشيوعيين.
– على أثر ذلك تم اعتقاله ودخل السجن الحربى كما سجنت زوجته وعدد من أفراد اسرته، ثم أفرج عنه في مايو م1955، وحددت إقامته بقريته بقية عمره
إلى أن توفي في 31 مارس 1975