تخيلوا معى لو أن ملكاً وعد عروساً فقيرة بأنه سيضمها إلى قصره بعهد أبدى، وهاهو قد ذهب لفترة قائلاً لها أنا ذاهبٌ لأعدَ لك مكاناً و متى أعددت المكان آتى و آخذك إلىَّ حتى حيث اكون أنا تكونين انت معى . ومع الأيام والمشغوليات تنسى العروس عهدها وربما تنزلق إلى محبات غريبة أو تعقد عهودَ تمردٍ و خيانة ٍلعريسها الملك فأى كلمات يمكن أن تصفَ هذه العروس وأى تشبيه يمكن أن يصور حالتها البائسة التعسة الشقية إذ فى وقت لا تعرفه وساعة لا تتوقعها يأت العريس (الملك) فيجدها فى هذه الحالة الرثة، فلا تلومن إلا نفسها ويكون الندم والبكاء وصرير الأسنان نصيبها.
وإن تكن هذه القصة تجسيداً لحالةٍ افتراضية إلا أنها فى نفس الوقت واقع معاش يحدث مع غالبية الناس لأدق قضية تحسم مصيرنا الأبدى “أنا أمضى لأعد لكم مكانا وإن مضيت واعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم إلىّ حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضا” (يو ٣:١٤ ) فأى أناس يجب أن يكون حالنا ونحن كعروس فى انتظار تلك اللحظات المباركة التى تزف فيها للعريس الحقيقى؟
بفرح شديد نحرص على جمال و بهاء ثوب عرسنا الذى اقتنيناه فى المعمودية وقد حفظناه وغسلناه بدم الخروف ( رؤ١٤:٧ )
وإلى أن تأتى لحظة لقائنا رب المجد على السحاب لا ينقطع من الآن وصالنا وعلاقتنا فنزداد حنينًا ليوم لقاه وتصبح الصلاة والقداسات والتسبيح والخدمة وأعمال المحبة وكل وسائط الخلاص هى قمة اشواقنا ومنتهى بهجتنا.. بروح ملتهبة بالحب نحمل طيب العمر وقارورة مقتنياتنا لنكسرها فى مجلس عريسنا فتمتزج مشاعر الحب بتعبير عملى يملأ بيت الرب برائحة البخور العطر “مادام الملك فى مجلسه أفاح ناردينى رائحته” ( نش ١٢:١).
لقد صعد الرب ليعد المكان ونحن نستعد بحنين إلى أن يكمل الزمان.