إغتياله يعتبر أشهر محاولات الأرهاب لقمع الفكر فى القرن العشرين , هو الكاتب والمفكر ” فرج فودة ” التى إغتالته جماعة الأخوان المسلمين فى عام 1992 م , واليوم تحل علينا الذكرى الـ 27 لإغتياله وفى هذا اليوم نتعرف على”فرج فودة ” و على المناظرة التى تسببت فى إغتياله.
– من هو ؟
ولد فرج فودة في قرية الزرقا بالقرب من مدينة دمياط في 20 أغسطس 1945م ,و التحق “فودة” في الستينيات بكلية الزراعة وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي في يونيو 1967م وفي الشهر نفسه، استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة والذي كان يصغره بعام واحد في حرب 5 يونيو 1967م، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من تخرجه من الكلية الحربية، ولم يتم العثور على جثمانه.
شارك فرج فودة في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 واعتقل لعدة أيام في عهد الرئيس جمال عبد الناصر, عمل فرج فودة معيدا بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ثم على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981،عمل مدرسا بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس “مجموعة فودة الاستشارية” المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات.
– أفكاره
أيد “فودة” دعوة الرئيس السادات لإعادة الحياة الحزبية عام 1978م وعلى الرغم من ذلك، حمل السادات مسئولية نمو التيارات الدينية، إذ يدعي أن الجماعات الإسلامية في الجامعات، قد تكونت على يد مباحث أمن الدولة، لمواجهة الناصريين واليساريين وبتوجيه من السادات.
كما تقبل تضمن دستور 1971م ضمن نصوصه، لأول مرة، “أن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع”. بدعوى أن أغلب القوانين المدنية معتمدة على أحكام الشريعة الإسلامية. لكنه عارض السادات عند تعديل المادة السابقة بالنص على أن الشريعة الإسلامية هي “المصدر” الرئيسي للتشريع، بإضافة حرفي الألف واللام.” وطرحها ضمن استفتاء عام قبل وفاته في عام 1981مضمن مجموعة من البنود والتي على الناخب أن يجيب عليها جملة واحدة بالإيجاب أو النفي. ومنها وقد اعتبر فرج فودة إضافة هذه المادة تمهيدا لقيام الدولة الدينية كبديلة للدولة المدنية .
– كتابته ومؤلفاته
كان له العديد من الكتابات فى كل من مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار, كما ألف العديد من الكتب والتى أغلبها كان يهاجم فيها التيارات الدينية و أفكار الأسلام السياسى , فقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع , ومن أشهر مؤلفاته :الملعوب , حوار حول العلمانية ,النذير ,حوارت حول الشريعة , الإرهاب , و زواج المتعة.
– المناظرة التى قتلته
كانت فى 7 يناير عام 1992م حيث أعلنت الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور سمير سرحان، عن مناظرة في معرض الكتاب بعنوان “مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية”، يناظر فيها الشيخ محمد الغزالي والمستشار محمد الهضيبي المتحدث باسم جماعة الإخوان، الكاتب والمفكر الدكتور فرج فودة، والتى كانت بعنوان ” مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية وبدأ بها ” فودة” حديثه قائلا : “لا أحد يختلف على الإسلام الدين، لكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة رؤية واجتهاد، فالإسلام الدين في أعلى عليين، أما الإسلام الدولة فهو كيان سياسي وكيان اقتصادي وكيان اجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم “.
في 3 يونيو 1992م نشرت جريدة النور الإسلامية بيانا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزب المستقبل, حيث أتهمته الجريدة بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية تضامن المرأة العربية وأعتبرت الأوساط الإسلام السياسى هذا البيان بمثابة تكفيرا لفرج فودة .
– عملية الإغتيال
في 8 يونيو قبل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، وهما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة، وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه ، وفي أثناء توجههم لركوب السيارة ، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب ابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين، غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان حيث ألقت الشرطة القبض عليه.