على “باخرة ” أُطلِق عليها اسم مستشفى “البابا فرنسيس” والتي تُزوّد أكثر من 700 ألف شخص من سكّان الأمازون بالمساعدة الصحية وبكلام الإنجيل، وذلك من مقرّها النهريّ, هذا ما أعلنته وكالة فيدس الفاتيكانيّة في خبر نشرته بتاريخ الأوّل من يونيو 2019، بناء بحسب ما جاء بـ ” زينيت” , أمّا الفكرة بحدّ ذاتها فقد وُلِدت من ملاحظة أبداها البابا فرنسيس.
والباخرة “البابا فرنسيس” هي مستشفى عائم، طولها 32 متراً، وهي المستشفى الأكمل والأشمل في البلاد، مع إنشاءات لأجل التشخيص والعناية والاستشفاء والوقاية في الطبّ العام وطبّ العيون وطبّ الأسنان والجراحة، مع مختبر للتحاليل ومشفى وقاعة للتلقيح، بالإضافة إلى معدّات التصوير الشعاعيّ والموجات فوق الصوتيّة والتصوير الشعاعيّ للثدي وتخطيط القلب.
من ناحية أخرى، ستنطلق الباخرة من مرفأ أوبيدوس مع طاقم مؤلّف من 10 أشخاص، مِن أصلهم رجل دين، بالإضافة إلى 20 طبيباً وممرّضاً متطوّعين، منهم أساتذة جامعيّين وطلّاب، على أن تزور الباخرة حوالى ألف موقع طول الشاطىء وتتوقّف عند تلك المواقع للتطبيب. أمّا البعثات في كلّ موقع فستعمل لمدّة 10 أيّام، بمساعدة سيّارتَي إسعاف لأجل تشخيص أوّليّ للوضع الصحّي لكلّ حالة، ولأجل الطوارىء أيضاً. كما وستعتمد كلّ بعثة على المستشفيات المحلية في جوروتي وأوبيدوس والتي تُديرها الرهبنة الفرنسيسكانيّة نفسها.
فيما يختصّ بالمبادرة، فإنّ أساسها زيارة بابويّة لمستشفى خاصّ بالأخويّة في ريو دي جانيرو لمناسبة اليوم العالمي للشباب عام 2013: سأل البابا عندها المؤسِّس “الأب بيلوتي”, إن كان لديهم وجود في الأمازون. وعند جواب “الأب بيلوتي” بالنفي، أجاب البابا ببساطة: “إذاً عليكم أن تكونوا موجودين هناك”.
يذكر ان قد لاحظ ” الأب بيلوتي”أنّ السكّان الذين يعيشون على ضفاف النهار يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إلى المستشفيات، وفهموا عندها أنّه على المستشفى أن يأتي إليهم، تماماً مثل الكنيسة التي يريدها البابا أن تذهب للقاء الأفراد.
وقال الأب بيلوتي في حديثه: “لم أكن أعرف إلى أين سنصل ولا كيف أو متى، لكنّني كنت أعرف أنّ المشروع في قلب الله. واليوم، أصبح حقيقة ولهذه الحقيقة طريق: قلب جميع العامِلين في جماعات الأمازون على الساحل”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ بناء الباخرة كان ممكنًا بفضل اتّفاقيّة مع الدولة البرازيليّة التي كرّست للمشروع عائدات تعويضات تمّ قبضها جرّاء ضرر جماعيّ تسبّبت به إحدى الشركات بعد حادثة بيئيّة خلّفت 60 حالة وفاة وأضرارًا كبيرة.