يفني الكثيرون من آبائنا الكهنة أعمارهم وأوقاتهم في خدمة كنائسهم ومخدوميهم.. وتعمل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جاهدة من خلال معهد الرعاية ومراكز المشورة أن تقدم محاضرات للآباء الكهنة وزوجاتهم عن علاقة الكاهن بزوجته وأولاده وكذلك دور زوجة الكاهن في حياة زوجها وعلاقتها السليمة بخدمته ومخدوميه.. حول هذا الملف الخاص بزوجة الكاهن وما يجب أن تكون عليه علاقة الكاهن بأولاده وأسرته.. وبعض المفاهيم المغلوطة التي تسربت للكثيرين من شعب الكنيسة عن هؤلاء. كان “لوطني” هذا الحوار مع القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس المعادي، والمحاضر بمركز المشورة الارثوذكسية بالمعادي .
لماذا يضع البعض الكاهن وأسرته بعد السيامة تحت المجهر؟
هذا بالطبع يحدث لأن الكاهن عليه مسئولية وأبوة تجاه الشعب بأسره، فوضعه مختلف عن باقي الناس، ولا يمكن أن نقول أن الكاهن بعد السيامة سيظل في أعين الناس كقبل السيامة.. لا ننكر أن وضع الكثيرون للكاهن وأسرته تحت المجهر راجع إلى أن الشعب المصري بشكل عام لا يتقن مهارة وضع الحدود الصحية في العلاقات بصفة عامة وليس في علاقته بالأب الكاهن على وجه الخصوص.
نجد أهل العروسين يسألوهما بعد الزفاف عن علاقتهما الخاصة معا ويتدخلون في أدق التفاصيل مثل حدوث حمل من عدمه؟ مع أن هذه الأمور من الأمور الخاصة بالزوجين ولا علاقة للأهل بها، ونجد جارة تسأل جارتها باستمرار عن ما إذا تقدم شباب لخطبة ابنتها التي تأخر سن زواجها..
نحن لم نتعلم منذ الصغر أن هناك شئ يسمى “الحدود الصحية” الواجب احترامها بين الناس، فقد يكون الدافع جيد ولكن الكلمات في أحيان كثيرة تكون جارحة أو خادشة للخصوصية.
نفس الأمر يفعله البعض دون قصد مع الآباء الكهنة وأسرهم، لأن الشعب يعتبر الكاهن بعد السيامة أنه “شخصية عامة” مباحة للكل، وعليه أن يخدم الجميع وله علاقة بالجميع، فإن لم توضع الحدود الصحية فقد تكون الخدمة أزمة للكاهن وبيته لأن وجوده هو وأسرته في دائرة الضوء تعوق حريتهم كأسرة طبيعية مثل أي أسرة في المجتمع. فيجب على الكاهن أن يحافظ على مجموعة من التوازنات في حياته لكي تكون خدمته مثمرة وفي نفس الوقت لا تأتي بالسلب على بيته وهنا تصبح خدمة الكهنوت قد أعاقت حياته مع أسرته.
تعلمنا منذ الصغر أن الكاهن هو “وكيل الله على الأرض” لذلك يرسم الجميع له صورة مثالية فلا يجب أن تصدر عنه أي هفوات وكذلك أسرته.. فما تعليق قدسك؟
هذه الفكرة تحتاج إلى إعادة توضيح لدى الكثيرين، لأن الكاهن إنسان طبيعي يتم اختياره لكي يكون مسؤول عن وسائط النعمة وخدمة الشعب الذين لا يمكنهم أداء نفس الدور وممارسة تلك المهام. القديس بولس الرسول قال في رسالته إلى العبرانيين: “لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام من أجل الناس فيما لله، لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا، قادرا أن يترفق بالجهال والضالين، إذا هو أيضا محاط بالضعف. ولهذا الضغف يلتزم أنه يقدم عن الخطايا لأجل الشعب هكذا أيضا لأجل نفسه، ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله، كما هارون أيضا” (عب 5: 1 – 4)، فكلام الكتاب المقدس يؤكد أن الكاهن إنسان بشري عادي تحت الضعف.
لذلك يجب علينا رؤية الكاهن كانسان له اخفاقات وليس رجلاً كاملاً على الأرض، فهو شخص يؤدي خدمته ويجاهد مثل أي مؤمن بالتوبة المستمرة. والصورة المثالية التي يرسمها الكثيرون عن الكهنة والرهبان تجعلهم يعثرون عندما يروا أي هفوة صدرت عنهم.
وقت رسامة الكاهن وقضاء مدة في الدير.. يخرج من البيت شخص عادي ويعود كاهناً.. فأحيانا تشعر زوجة الكاهن بالرهبة بعد عودته.. بماذا تنصح الزوجة؟
علينا ألا ننكر أن الكثيرين لديهم خلط غير صحيح بين الكهنوت في الكنيسة الأرثوذكسية والرهبنة، فالراهب إنسان بتول وليس له زوجة وأولاد ويعيش في الدير وله مظهر معين ويكرس كل وقته وحياته لله، ولكن الكاهن إنسان وهب حياته للخدمة وهو في النهاية إنسان طبيعي متزوج ولديه أولاد ويعيش في المجتمع معنا وتم اختياره من محيط العمل سواء كان طبيب أو صيدلي …إلخ، ليبدأ حياة الخدمة ككاهن.
للأسف يأخذ بعض الكهنة على عاتقهم أن يسلكوا داخل منازلهم كما لو كانوا رهبان في الدير وهذا غير صحيح، فلا يجب أن يشعر الكاهن زوجته وأولاده بعد سيامته أن شئ قد أختلف في علاقته بهم أو في حياتهم معا.
أتذكر عندما عرض عليا أن أنال نعمة الكهنوت أول شيء فعلته إني استشرت زوجتي وأولادي، حيث أنني من الممكن أن أقوم ببعض التضحيات من أجل خدمة الله ومن حقي أن أحكم على نفسي ولكن ليس من حقي أن أفرض ذلك على زوجتي وأولادي، فكان يجب أن يكون هناك مباركة منهم. فقد سألني أطفالي وقتها – وهم فقط في عمر الإثنى عشر والتاسعة، ما الذي سيتغير؟ هل ستخرج معنا كعادتك مرة في الأسبوع؟ فقلت لهم بالطبع سنخرج في موعدنا الأسبوعي، كما سألوني.. هل ستستطيع أن نسافر كأسرة معاً؟ فقلت لهما بالطبع.
على الكاهن أن يحافظ على طقوسه وعاداته مع أسرته طالما كان ذلك في وقت إجازته ولا يعثر أحد به ولا يعوق عمله الكهنوتي، لأن ذلك سيحمي بيته من عثرات ومتاعب كثيرة تظهر مع مرور الوقت. لذلك علينا أن نوعي الكهنة والشعب أيضا بهذه الأمور.
ما هي الطريقة المثلى التي يجب أن تتعامل بها الزوجة مع زوجها الكاهن؟
علينا أن نعرف جميعاً أن الكاهن بالنسبه لزوجته ليس “أبونا” بل زوجها ولها أن تعامله بنفس الدالة القديمة. وكذلك أولاده فهو ليس بالنسبة لهم “أبونا” بل “بابا”، فلو شعر ابني فجأة أن أبوتي له أصبحت على المشاع وأنه أصبح يخاطبني يا “أبونا” فقد يشعر أنه فقد أبيه.. زوجتي تحتاج لي كزوج وابني يحتاج لي كأب وإلا سيحدث خلل في أسرتي.
المسيح أوصانا قبل أن نخدم في الخارج علينا أن نخدم بيوتنا أولاً.
ما هي الطريقة المثلى التي يجب أن يتعامل بها شعب الكنيسة مع زوجة الكاهن؟
لا يجب أن يكون هناك تغير في طريقة معاملة زوجة الكاهن قبل أو بعد سيامة زوجها، فهي إنسانة عادية مثلها مثل أي واحدة من شعب الكنيسة، فلا يجب أن تأخذ أي كرامة زائدة وكذلك الكاهن أيضا، فعندما يتم اختيار شخص ليخدم خدمة معينة فهو ينزل درجة وعندما يتم اختياره ليصبح آمين أسرة فينزل درجة إلى أسفل وعندما يصبح آمين عام الخدمة ينزل درجة إلى أسفل وعندما يصبح كاهن ينزل درجة إلى أسفل.
من ضمن الأخطاء في عاداتنا المجتمعية هي حفلات التكريم التي تقام للكهنة في ذكرى سيامتهم، فهل عندما يأتي أحد بخادمة في منزله سيتذكر بعد سنة أن يقيم حفل في ذكرى قدومها !!؟ وهل بعد مرور عشرة سنوات على وجودها في منزله هل سيذكر أصحاب البيت موعد قدومها للمنزل؟
وإن كان فكر الأب الكاهن بهذا التواضع، ولكنها رغبة محبة من أبناء شعبه للاحتفال به.. فما تعليق قدسك؟
في الحقيقة أن المسيح شخصياً قال: “إنني أتيت لا لكي أٌخْدَم بل لكي أَخْدِم” وبذل ذاته من أجل الناس، ولأن الكاهن هو صورة المسيح ووكيل له على الأرض فينبغي أن يسلك كما للمسيح.
عندما يأخذ الكاهن وأسرته كرامة زائدة يتحول الموضوع إلى رئاسة عالمية يمكن أن تفقد روح الخدمة والتواضع. من الممكن أن لا يقبل كثيرين كلامي لكن هذا ما تعلمته واستلمته في خدمتي.
هل هذا الفكر سيتناسب مع كل الشعب القبطي أي كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي؟
هذا الفكر غير مرتبط بشريحة معينة من المجتمع، فالكاهن خادم في أي مكان.. مشكلتنا تكمن في أن الخادم في أحيان كثيرة يعتقد أنه عندما يرضى عنه الشعب سيتم ترقيته أو سيصل لغايته من النجاح. الكاهن يجب أن يشعر داخله أنه عندما أصبح كاهن أصبح يخدم الناس، فهل خلال خدمة السيد المسيح على الأرض التي إمتدت ثلاث سنوات وثلث كان يأخذ كرامة، هل كان لديه ذات..
فإذا لم يسلك الكاهن بحسب سلوك السيد المسيح فهو لا يصلح للخدمة، وهذا ما نراه متجسدا فى شخص قداسة البابا تواضروس وقد قلت لقداسة البابا تواضروس ذات مرة ” قداستك خادم تعرف ما يريده سيدك وتنفذه بدقه شديدة”
فإذا كان رئيس الكنيسة يعرف جيدا مهام وظيفته كخادم يخدم الجميع ودائما ما يشعرنا بأنه أسفل أرجل الجميع، وطالما يتحدث في كل رسامات الكهنة والأساقفة عن ذلك قائلا “أننا ذاهبون لنخدم خدمة غسل أرجل بإتضاع وحب، وننحني تحت أرجل الشعب مثلما فعل السيد المسيح”، فلا يجب أن يقبل الكاهن حفلات التكريم والكرامة الزائدة فهذا كله يضيع مفهوم خدمة الكهنوت الحقيقية.
أحيانا… يتعامل بعض الناس مع منزل الكاهن على أنه مكان ملحق للكنيسة…فمن حقهم زيارة الكاهن في أي وقت دون سابق موعد…كيف لزوجة الكاهن أن تحافظ على محبة الناس لزوجها دون أن تضحي بخصوصية بيتها ؟
كما ذكرنا من قبل أن لدينا أزمة في الحدود الصحية فموضوع الحدود الصحية يحتاج لتثقيف للشعب المصري بكل مستوياته الاجتماعية، فتعدي الحدود الصحية موجود في كل المجتمعات ولكن بطرق مختلفة ومتفاوتة.
لا يصلح أن تنفتح جدران الكنيسة على بيت الكاهن فمن غير المقبول أن يتواجد أفراد الشعب بمشكلاتهم طوال الوقت في منزل الكاهن، فلو كان شخص صاحب شركة ولديه موظفين هل من الطبيعي أن يأتوا إلى منزل صاحب الشركة للتحدث معه في أمور خاصة بالعمل! لذلك لا يصلح أن يذهب المخدومين إلى الكاهن في منزله، بخلاف بعض الاستثناءات كإعطاء الكاهن موعد لشخص في منزله لأمر هام ولوقت قصير بما لا يتعارض مع خصوصية البيت والأسرة.
وانني لا أجد مانع أن يتم التنسيق بين الكاهن وزوجته بحيث تقدم زوجة الكاهن للمخدومين الاعتذار بشكل لائق لو قام بزيارته أحد دون سابق موعد “أن أبونا لا يستطيع مقابلتك الآن ولكن سيقابلك في الكنيسة في تمام الساعة كذا”.. فليس من العيب على الإطلاق أن تضع زوجة الكاهن حدود تحافظ بها على أسوار بيتها، وليس هناك لوم على أبونا أن يخصص وقت لكي يرتاح فيه بمنزله، ولا يجب أن يكون هاتفه متاح للجميع طوال الوقت..
حياة الأب الكاهن يجب أن تكون متوازنه ما بين خدمته وبين حياته الأسرية وحياته الخاصة، فإذا كان يمارس رياضة معينة فعليه ألا يتركها بعد الكهنوت وإذا كان له قراءات معينة فعليه أن يخصص وقت لها، وكذلك لو كان له مجموعة من الأصدقاء عليه أن يحرص على مقابلتهم من الحين إلى الآخر، فعلينا أن نعرف قاعدة عامة أن الشخص الذي لديه توازنات في الحياة يستطيع أن يعمل أشياء كثيرة بنجاح كبير، وعلى العكس تماما فالشخص الذي يركز في شئ واحد وينهمك فيه ويعطيه كل وقته ويهمل باقي جوانب حياته غالبا لا يستطيع أن ينجح فيه على الوجه الأكمل.
هل يصلح أن تخدم زوجة الكاهن مع زوجها في نفس الخدمة؟
لا يفضل ذلك.. فقد يحدث في بعض الأحيان أن تتكون مراكز قوى داخل الكنيسة مما تنشئ علاقة غير صحية ما بين الكاهن أو زوجة الكاهن وباقي أعضاء الخدمة، وهنا تصبح الخدمة أزمة في حياتهما بدل من أن تكون نعمة. وحتى على مستوى العمل العادي ليس صحي أن يعمل الزوجين في نفس العمل ويكونا معا في العمل والبيت طوال الوقت فقد يكون بينهم مشاحنات في البيت فيتشاجران عليها في بالعمل وقد يحدث العكس.
وهنا أريد أن أنوه على شئ تفعله كنائس المعادي هي حدوث تناوب لأمناء الخدمة على خدمات الكنيسة، فلا يستمر آمين خدمة في خدمته أكثر من ستة سنوات حتى لا تنشأ علاقة غير صحية بين الخادم والخدمة. كثيرا ما أذهب لكي ألقي بعض العظات في كنائس فأجد آمين الخدمة المسؤول عن خدمة الشباب منذ 30 لم يتغير، وكذلك آمين خدمة الكنيسة العام له 30 سنة مسؤول عن الأمانة العامة للخدمة، فيجب أن يتم تحريك أمناء الخدمة من خدماتهم إلى خدمات أخرى حتى لا ينشأ تعلق مرضي، ويصبح الأمر أصعب وأسوأ عندما تكون زوجة الكاهن معه في الخدمة، فلا مانع أن تخدم زوجة الكاهن بنفس الكنيسة التي يخدم بها زوجها ولكن يفضل أن تكون خدمتها في خدمات ليس لها علاقة بزوجها الكاهن.
ومن جانب آخر ليس من الخطأ أن تشارك زوجة الكاهن معه في إحدى الخدمات وليس في كل الخدمات، ولكن يكون التعامل بينهما كأي خادمة في الخدمة، وعلى سبيل أنني أقوم بعمل مجموعات دراسة كتاب لعدد من الأسر في منازلهم وزوجتي تأتي معي في مجموعتين من هذه المجموعات.
هل يصلح أن تذهب زوجة الكاهن مع زوجها عند قيامه بإفتقاد مخدوميه بمنازلهم؟
لا يفضل هذا بصفة عامة ولكن لو شعر الكاهن أن وجود زوجته مفيد وسيخدم الافتقاد من الممكن أن تذهب معه، فإذا كان على سبيل المثال سيذهب لزيارة سيدة أجرت عملية بعد تعرضها لحادث أو توفى زوجها قد يفرق وجودها في الافتقاد وفي مؤازرة هذه السيدة خصوصا لو كانت تعرفها، ولكن لا يصلح أن ترافق زوجة الكاهن زوجها في جميع الافتقادات بشكل عام.
هل يصلح أن يشارك الكاهن زوجته ويأخذ رأيها في مشكلة أحد مخدوميه؟
لا يصلح أن يبوح الكاهن بمشاكل أبناءه لأحد على الإطلاق، فقد يتناقل الكلام من شخص لشخص دون قصد، وبسبب ذلك أن يشاع عن هذا الكاهن أنه يبوح بأسرار مخدوميه مما يجعل الناس تخشى أن تأتي للإعتراف. ولكن إذا كانت الزوجة على علم بمشكلة ما معروفة لدى الكثيرين من شعب الكنيسة فمن الممكن أن يسمع رأيها في حل المشكلة خصوصا لو كانت متخصصة في مجال هذه المشكلة فقد يضيف رأيها لدى زوجها بعد لا يراه.
هل يليق أن يذهب الكاهن مع زوجته وأولاده إلى الأماكن العامة كالمطعام والمراكز التجارية والأسواق والأندية والمصايف؟
الكاهن شخص طبيعي وينبغي أن يعيش حياة طبيعية، فوجوده في الأماكن العامة مع زوجته وأولاده صحي ويعطي انطباع للشعب أن أبونا الذي نحبه لا يفعل شئ خطأ ويعطيهم إحساس أنه لم يأتي من طبقة أعلى أو من كوكب آخر بل يحرص على مشاركة أولاده وزوجته في شراء احتياجاتهم واحتياج منزلهم كما يعمل على إسعادهم.
الله عندما أراد أن يخلص الناس صار إنسان مثلهم فالمسيح كان يسير في الشوارع بين الناس ولم يجلس في مكان خاص ويأخذ كرامة زائدة.. فلا مانع أن يدخل الكاهن إلى محطة البنزين لكي يضع بنزين سيارته ويذهب للسوبر ماركت وسوق الخضار والفاكهة، ويبتسم في وجه الناس ويعاملهم بطريقة لطيفة، وحتى من المهم ان يكون ممارس لرياضة فى حياته من اجل الحفاظ على جسم سليم وصحي.. السيد المسيح قال انتم ملح الأرض، فهل الملح يذوب وسط الطعام أم يتجمع في مكان؟
يعاني بعض أبناء الكهنة من انتقاد تصرفاتهم طوال الوقت حتى لو كانت تصرفات طبيعية…فما تعليق قدسك؟
يجب علينا أن نعلم أنه لو كبت الكاهن ابنه وقال له يجب أن تفعل ذلك لأنك ابن كاهن سوف يكره الكهنوت، كما لا يفضل بعضا منهم صلاة القداسات أو الخدمة في الكنائس التي يخدم بها آبائهم، فلا يجب أن يقول الكاهن لابنه أنك يجب أن تصوم جميع الأصوام ولا يشاهدك أحد تأكل لأنك ابن أبونا.. بل كان عليه بالأولى أن ينصحه بالصوم لكي يستفيد لنفسه من بركات الصوم ويحببه في حياة الإيمان.
الضغط على الإبن بشكل غير صحي في علم النفس، يدل على محبة الكاهن لنفسه أكثر من محبته لابنه، فالكثيرين من أبناء الكهنة فقدوا شعورهم بالحرية وأصبحوا يشعرون أن الجميع يراقبوهم لمجرد أنهم أبناء كهنة، فالحرية أهم شيء في حياة الإنسان.
عندما يعلمه يصلي أو يصوم يعلمه أن يفعل ذلك بكل إرادة حرة لأهميتهما في حياته وليس لأن الصوم فرض من قبل الله لأن المسيحية ليس بها فرائض، وعلينا أن الممارسات الروحية لا يجب أن تمارس من أجل شخص الأب الكاهن بل من أجل العلاقة بالله.
يقدم معهد المشورة بالمعادي دورات تدريبية للآباء الكهنة وزوجاتهم.. فما أهم محاورها؟
تؤكد هذه الدورات على أن يعيش الكاهن بين الناس كإنسان طبيعي مثلما تحدثنا خلال الحوار، كما تقدم محاضرات عن أهمية فهم نفسيته ونفسية المخدومين لأن مراعاة الجوانب النفسية شئ مهم، كما يتم عمل محاضرات عن النضج النفسي وأهميته بالنسبة للكاهن وزوجته وصفات وسمات الشخص الناضج.. وهناك محاضرات عن الصورة الذاتية للإنسان وصورتنا عند الله وصورة الله المشوهة التي من الممكن أن تكون قد نقلت للبعض من أهاليهم وهم صغار.
الكاهن مثل “الماسورة” التي توصل المياه من مكان إلى آخر، فهو الذي يوصل محبة الله للمخدومين، فلو كان الكاهن غير ناضج وغير سوي نفسياً لن يستطيع التعامل مع مشاعر نفسه وصورته الذاتيه ستكون مشوهه، ولا يحب نفسه في أعين المسيح ولا يرى محبة المسيح له فلا يستطيع أن ينقل محبة المسيح الفائقة المعرفة لأولاده، كذلك هناك محاضرات عن الغفران وأهميته وكيف ندرب أنفسنا عليه.
كيف يتم إلتحاق الكهنة وزوجاتهم بالدورات التدريبية الخاصة بهم بمعهد المشورة بالمعادي؟
يتم ذلك عن طريق الاتصال بمعهد المشورة على رقم السكرتارية الخاص بالمعهد 01280048870 من 9 ص الى 9 م يومياً ما عدا الجمعة.
* هل تلزم الإيبارشيات الكهنة وزوجاتهم للإلتحاق بهذه الدورات التدريبية؟
** لا اعتقد ذلك.. ولكنها تشجعهم عليها لأن العديد من الإيبارشيات تحرص على أن تزود الآباء الكهنة وزوجاتهم بكل ما هو جديد عن طريق هذه الدورات أو تنظيم مؤتمرات لهم داخل إيبارشياتهم ويتم دعوة المتخصصين إليها، وقد شرفت أني ألقيت العديد من المحاضرات في بعض الكنائس في القاهرة وخارجها عن التعامل مع المعترفين والمثليين والملحدين وكذلك خارج مصر مثل سيدني وملبرون وكندا وجنوب أمريكا وشرق أمريكا فهناك حركة وعي كبيرة في الكنيسة.