ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم، كلمة روحية خلال صلوات قداس عيد دخول السيد المسيح إلي أرض مصر؛ والذي ترأسه قداسته بكنيسة المغارة والشهيدين سرجيوس وواخس الأثرية بمصر القديمة والمعروفة بأبي سرجة؛ وبدأ قداسته العظة قائلاً:
خرستوس آنيستى … اليسوس آنستى – المسيح قام … بالحقيقة قام
كل سنة وحضراتكم طيبين في هذه المناسبة الغالية علي بلادنا وهي احتفال كنيستنا بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر واليوم نحتفل بالإحتفال الذي بدأ في القرون الأولي للمسيحية واختصت به كنيسة مصر، عندما نبحث في التاريخ الإنساني عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نجد أن كنيستنا محظوظة عند الله هذه الكنيسة وبإنفراد على مستوى كنائس العالم تأسست على ثلاث أعمدة في التاريخ ولم تحظى كنيسة بهذه الأعمدة الثلاثة على الإطلاق.
العمود الأول:
كنيسة تأسست على أصل نبوة ذكرت في العد القديم وقبل مجيء المسيح بـ 70عام في سفر أشعياء النبي ، وهو أكبر أسفار العهد القديم هو أطول الإسفار بعد سفر المزامير ونسمي اشعياء النبي الإنجيلي لأنه قبل مجيء المسيح تحدث في أمور كثيرة عن مجيء المسيح أحد الأمور التي تحدث عنها وتنبئأ بها هو الإصحاح رقم 19 الإصحاح الذي فيه مبارك شعبي مصر والإصحاح الذي فيه النبوة التي هي العمود الأول في بناء كنيستنا ، كنيستنا تأسست قبل أن تظهر على الوجود ، 700 سنة قبل مجيء المسيح ، تأسست الكنيسة بالنبوة التي تقول في ذلك اليوم يكون هناك مذبح في وسط أرض مصر و عمود عند تخمها ، المذبح هو المذبح المسيحي الذي تأسس في المكان الذي صار فيما بعد دير السيدة العذراء المحرق ومازال المذبح موجود والحجر موجود والصلوات تقام علية باستمرار وهو من اقدس الأماكن في ارض مصر حوالي 6 اشهر وتحققت النبوة والاهم “وعمود عند تخمها” دائما كلمة العمود في الكتاب المقدس في احد معانيها ترمز للرسل والتلاميذ الذين تتلمذوا على يد السيد المسيح احدهم القديس مارمرقس الرسول هو العمود الذي اتي من النواحي الشرقية الغربية لمصر ودخل إلي مصر وعلية تأسست الكنيسة اذا العمود الأول هو هذه النبوة في العهد القديم .
العمود الثاني :
في العهد الجديد وهو هروب العائلة المقدسة إلي مصر وهو الذي نحتفل به في هذا اليوم وتحتفل به كل كنائسنا القبطية في العالم لأن هذا العيد تاريخه ثابت 1 يونيو 24 بشنس وهو عيد سيدي يخص السيد المسيح، جاءت العائلة المقدسة في الجزء الذي سمعناه في انجيل معلمنا متي الاصحاح الثاني وهذا الجزء الوحيد الذى في الكتاب الذي يوجد به ثلاث أحلام، الأحلام في العهد الجديد قليلة جداً؛ وفي العهد القديم أكثر؛ فكان الله يستخدم هذه الوسيلة لمخاطبة البشر.
الحلم الأول يقول ليوسف ” قم خذ الصبى وأهرب إلي ارض مصر ” ويأتي إلي مصر وتأتي العائلة المقدسة وتتحرك العائلة المقدسة من الشرق الى الغرب ومن الشمال إلي الجنوب وتتبارك كل بقاع مصر بما فيها نهر النيل في منطقة المعادي يعدي ، ركبت العائلة المقدسة سفينة أو مركب لتصل إلي المحطة التالية ، ومجيء العائلة المقدسة إلي مصر له معاني كثيرة واهمها وأن بلادنا كانت ولازالت مصدر للأمان والحماية ومصدر للحياة التي تقدس الإنسانية وتحوي في احضانها كل من في ظلم أو تعب وفى التاريخ المتاعب التي تعرضت لها الشعوب لم تجد الا مصر مثل اخوتنا في الكنيسة الأرمنية .
جاءت العائلة المقدسة إلي مصر وسلكت طرق غير معروفة هرباً من من يلاحقونها ومرت على بلاد كثيرة وكانت هذه البلاد ممتلئة بالأوثان وكما يحكي لنا التاريخ في كل بلد تدخله العائلة المقدسة تسقط هذه الاوثان تنكفي على وجهها تنتهي وشهدت بلاد كثيرة في مصر النهايات للعبادات الوثنية ، وتعرضت العائلة المقدسة لمتاعب كثيرة لقلة الإمكانيات وصعوبة المواصلات والغذاء ولكن العناية الإلهية و أيضا طيبة الشعب المصري الذي استضافهم كل هذه السنين ، في المواضع التي توقفت فيها العائلة المقدسة وباركت بلادنا وترابها جاءت القديسة هيلانة أم الملك قسطنطين وبعد منشور التسامح الديني سنة 313 م؛ منشور ميلان وصارت المسيحية ديانة معترف بها بعد عصور الاستشهاد والإضطهاد فجاءت إلي هذه المواضع؛ وبدأت تبني في كل موضع توقفت فيه العائلة المقدسة أحد المزارات؛ تبني مزاراً أو كنيسة أو بداية دير؛ ومكان مثل شجرة المطرية تقف عنده صارت كل هذه الأماكن تعرف بمسار العائلة المقدسة وهذا المسار يعتبر مسار الخير والبركة لأرض مصر ممكن الشارع الذي تمشي فيه يكون صار فيه السيد المسيح وأمنا العذراء والقديس يوسف النجار وممكن أي مكان تتوقف فيه يكون توقفت فيه العائلة المقدسة ، المباني تغير ولكن ليس ببعيد بالأخص هذه الأماكن التي نحن بها الان ومن احدي المحطات كنيسة ابي سرجه والمغارة التي جلست فيها واختبأت بها امنا العذراء مريم والسيد المسيح طفلاً والقديس يوسف النجار والكنيسة التي نحن فيها ايضاً، وصار المسار بمحطاته تقريبا 25 محطة وادى النطرون ومنطقة مصر القديمة وجبل الطير ، ومواضع أخرى كثيرة صارت مواضع مقدسة حتي أن عندما وصلت لمنطقة كنيسة القديسة دميانة التي تسمي كنيسة المنامة قامت ببنائها على نمط كنيسة القدس وصارت مصر قدس اخر أو اورشليم أخرى وصار من يزور مصر يأتي ليتبارك وبهذه المناسبة احب ان اعطيكم تدريب جميل اقرأ من الانجيل واستخرج كل الآيات التي بها ذكر مصر والمصريين سوف تجد أكثر من 700 آية وهذا أكثر تعداد لسكان بلد بعد أورشليم التي ولد بها السيد المسيح لكن مصر تحتل مكانة اولي في الكتاب المقدس هذا هو العمود الثاني ومن الأمور الطيبة ان الدولة في مصر بدأت تهتم بهذا المسار اهتمام رسمي وقومي لمصر وهذه ميزة تنافسية لمصر وسط كل بلاد وكنائس العالم صار هذا الإهتمام من الحكومة والهيئات والمحافظات والاديرة ومن الكنائس يشتركوا في إعداد هذا المسار وهذا مشروع كبير سوف يأخذ وقت لكن بدأت الخطوات الاولي وبدأت بعض الافواج الأجنبية تأتي إلي مصر لزيارة هذا المسار.
هو كرازة القديس مارمرقس اتي الي مصر في منتصف القرن الأول الميلادي مع بداية تاريخ الكنيسة المسيح صعد للسماء في عام 33 -34 م وبعد ذلك بدأ التلاميذ في الكرازة وكان نسيبنا مارمرقس ولد في ليبيا وتعلم في فلسطين وصار تلميذ للمسيح وذهب إلي روما وكتب أنجيله في روما كتبة بسرعة شديدة لذلك هو أقصر انجيل في عدد إصحاحاته وعاد إلي ليبيا ثم إلي مصر ودخل من ناحية الإسكندرية علي الطريق الساحلي الشمالي دخل الي مصر معتمد علي إيمانه وأنه تلميذ للسيد المسيح لم يكن معه إلا صليب يعبر عن أيمانه وعصا يستخدمها عكاز إلي أن وصل إلي المدينة الأشهر في العالم وهى الإسكندرية وهي مدينة عالمية سكن فيها اليونان والرومان وكثير من الفلسفات أين يذهب مارمرقس وسط كل هذا كان معتمد اعتماد كامل على ايمانه بالمسيح وهكذا نمت كنيسة مصر لأنها نمت بالأيمان اعتمد علي ايمانه المعاش ونحن نعرف القصة وانيانوس اول من قبل الايمان وبخطة الهية يكون بيت انيانوس معناها حنانيا ينال الايمان المسيحي على أرض مصر ووضع البذرة ليكون شجرة كبير يجب ان يكون لديك بذرة وصار انيانوس اول اسقف وسلمه الايمان وهو ما عاشت به كنيستنا عبر القرون والي منتهي الزمن تعيش بالأيمان وعندما بدأ مارمرقس يبشر وبدأ يكون هناك عدد من المؤمنين رسم 3 كهنة و7 شمامسة وبدأت كنيسة مصر بهذه الصورة البسيطة وكانت نهاية القديس مارمرقس انه تعرض للاستشهاد في شوارع الإسكندرية ورويت المدينة بدماء احد تلاميذ السيد المسيح روى البذرة بدمة وصارت منارة في العالم هكذا التاريخ يحكى وانتهى عصر الوثنين وبقيت الكنيسة واستمرت ونمت وكبرت والنمو علامة الحياة و بهذا النمو ليس في الظاهر بل في العمق
نمت في ثلاثة مجالات:
في علم اللاهوت بكل تفاصيله وشرحت اللاهوتيات وسلمتها عبر الزمن بدءآ من مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي تلمذ بها اخرين من اجل المسيح ونما اللاهوت السكندري وتفاصيل الكتاب المقدس ومقالات كثيرة كتبها آباء كثيرين وظهرت شهرة كبيرة للقديس اثناسيوس الرسولي وصارت المجامع المسكونية وصار أبطالها من كنيسة الإسكندرية ووضع قانون الإيمان الذي نقوله ومقدمة قانون الايمان وصارت كنيسة متميزة بإيمانها المستقيم وهذا الايمان المدون في القانون .
المجال الثاني
نمت في قبول الاستشهاد تعرضت لمراحل في الاستشهاد والذي يقرا التاريخ يتعجب كيف عاشت واستمرت هذه الكنيسة وكيف قاومت وبعد 20قرن مزدهرة وقصص التاريخ ممتلئ بقصص من مختلف أنواع البشر وعاشت الكنيسة ونسمع كثير من القصص الاستشهاد
المجال الثالث
الانطلاق الى البرية وتأسيس الحياة الديرية حالة الزهد أصبح الانسان يترك منطقة الوادي ويذهب إلى الصحراء ليتخصص الي الله وظهرت الرهبنة والقديس الانبا انطونيوس أبو الرهبان وأصبحت مصر عامرة بالأديرة في كل أطرافها الصحراوية
وحتى الآن أديرتنا بها قديسين والصلوات من الإديرة صارت سور يحمي مصر.
صلوات ترتفع تحمي مصر
وأنتشرت من مصر هذه الحياة الرهبانية للعالم كله وهذه عظمة وتاريخ وكنز لنا وهكذا تأسست كنيستنا على ثلاث أعمده فريدة من هذه الثلاث تولدت الثلاثة الأخرى هذه هي الكنيسة التي ننتمي لها.
هذا اليوم يوم فرح وبركة ويوم سعيد واحتفالنا فيه في كل كنيستنا القبطية وتصير مصر هي قلب العالم وتصير كنيسة مصر هي قلب كنائسنا في العالم نحن بكل هذه النعم والبركات نشكر الله عليها.
كل سنة وحضرتكم طيبين فرحانين دايماً بهذه المناسبة المفرحة والتاريخ يقول ان بلادنا مبروكة.
ربنا يحافظ عليكم ويبارك فيكم ويفرحكم بالمسيح الذي دخل إلي مصر يدخل الي قلوبنا لإلهنا كل المجد والكرامة ومن الان وإلي الأبد امين.