استطاعت الإمارات أن تقدم نموذجاً ملهماً للدول العربية في التنمية والأمن والاستقرار الشامل، وتسعى إلى تقديم كل خبراتها وإمكانياتها من أجل مساعدة الدول العربية على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجهها، كما تعمل على إشاعة ثقافة الأمل والتفاؤل لدى الشعوب العربية، لأنها تؤمن بأن ما حققته من نجاحات وإنجازات في مختلف المجالات يمكن تكراره والبناء عليه من أجل أن ينعم العالم العربي بالأمن والرخاء والاستقرار.
وتحت عنوان ” رؤية إماراتية شاملة لتنمية العالم العربي واستقراره” ..
قالت إن الكلمة التي ألقاها الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أمام منتدى الأمن العالمي ” جلوبسيك” المنعقد حالياً في سلوفاكيا، عبرت عن رؤية الإمارات العميقة والشاملة لتنمية العالم العربي واستقراره، والتي تنطلق من عدة مرتكزات تضمن ليس فقط التصدي للأزمات التي تواجه الدول العربية، وإنما أيضاً مساعدتها على تحقيق تطلعات الشعوب العربية في الأمن والتنمية والاستقرار الشامل.
وأوضحت النشرة الصادرة اليوم عن ” مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ” .. أن أول هذه الأسس ” ضرورة توفر دعائم الاستقرار والتنمية الاقتصادية والمناخ السياسي المعافى والأمن الرادع”، حيث تؤمن الإمارات بأن هناك علاقة وثيقة الصلة بين التنمية وتحقيق الأمن والاستقرار، فلا يمكن للدول العربية أن تمضي قدماً في طريق البناء والإعمار دون تحقيق الأمن والاستقرار، ولهذا فإن التزام الإمارات بدعم الجهود التي تتخذها الدول العربية لضمان أمنها واستقرارها يعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ نشأتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الراهن، وهذا التوجه يترجم في العديد من المواقف والمبادرات التي دعمت خلالها الإمارات العديد من الدول العربية كي تتجاوز التحديات الأمنية الصعبة التي تواجهها، وتحتوي الآثار المدمرة التي خلفتها النزاعات على أمن وحياة شعوبها، لأنها تدرك أن تحقيق الأمن والاستقرار هو أساس تقدم الأوطان والمدخل الأمثل لتوفير حياة كريمة ومستقرة للشعوب العربية.
وأشارت إلى أن ثاني هذه الأسس، هي دعم جهود التنمية الاقتصادية في الدول العربية الشقيقة من خلال تقديم المساعدات التي تضمن لهذه الدول تجاوز الأزمات الصعبة التي تواجه اقتصاداتها، وتضعها على طريق البناء والتنمية الحقيقية، فالتزام الإمارات بتحقيق هذا الهدف .
كما يؤكد الدكتور قرقاش في كلمته ” يأتي بوصفها شريكاً في عملية التنمية والاستقرار في العالم العربي”، ولهذا فإنها قدمت مساعدات قيمتها 25 مليار دولار لدول المنطقة خلال الأعوام الخمسة الماضية، أي ما يمثل أكثر من ثلثي ميزانيتها للمساعدات الخارجية كما تواصل الإمارات مساعيها الرامية إلى تحقيق التقدم الاقتصادي والبشري والمساهمة في مشاريع إعادة التأهيل والإعمار في الدول المتضررة من الصراعات من أجل تمكين المؤسسات الوطنية من القيام بدورها في استعادة الأمن والاستقرار.
وأضافت أن ثالث هذه الأسس، دعم الجهود المبذولة إلى إيجاد تسوية للأزمات والنزاعات التي تشهدها العديد من الدول العربية، لأنها تدرك أن استمرار هذه الأزمات لا يمثل فقط تهديداً للدولة الوطنية في عالمنا العربي، وإنما أيضاً لأنه يستنزف القدرات العربية، ويعمّق من مشكلاتها المختلفة، الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، ولهذا فإن الإمارات تبرز دائماً باعتبارها داعية للسلام وتسعى إلى تحقيقه من خلال المشاركة الفاعلة في كل جهد، مهما كانت طبيعته أو التكلفة التي ينطوي عليها، وهذه الرؤية تجسدت بوضوح.
كما أوضح الدكتور قرقاش في كلمته في التزام الإمارات بالوصول إلى حل سلمي للصراع الدائر في اليمن، وإنهاء كل المواجهات المسلحة، على الرغم من الانتهاكات الحوثية والممارسات التي يقومون بها، والعمل بشكل جاد مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتحقيق تقدم على الصعيد السياسي، ودعم عملية الانتقال السياسي السلمي في السودان، الذي يوازن بين ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة والمطالب الشعبية.
وقالت النشرة في ختام مقالها .. إن رابع هذه الأسس، العمل على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح ونبذ التطرف باعتبارها ضرورة لتحقيق التعايش وتعزيز السلم داخل المجتمعات العربية من ناحية، والتصدي لجماعات التطرف والإرهاب التي تعمل على نشر خطاب الكراهية وتحرص على العنف من ناحية ثانية، حيث تستغل هذه الجماعات والأطراف الداعمة لها في الترويج للأيديولوجيات المتطرفة والهدامة التي تنال من أمن واستقرار الشعوب العربية، ولهذا فإن العمل على توفير الأساس المتين للاستقرار كما يقول الدكتور أنور بن محمد قرقاش يمكن أن يؤدي إلى تشييد صرح من الاعتدال والتعاون البناء.