خوفت من التجربة لكن ثقتي في منتجي ووجودي وسط الناس الطيبة طمني
•الأجانب اندهشوا من تجربتي وأصبحو أصدقائي
•بتمنى إن كل بنت تحقق ذاتها والمجتمع يساندها
هناك في القاهرة الفاطمية بشارع المعز تجربة نسائية رائعة باتت نموذج يحتذى به ويستحق الإشادة والتنوية عنه، امرأة مصرية من حي الجمالية اسمها “أمنة لكلوك” حاصلة على بكاليوريوس تربية عام 2018، زوجة وأم لطفلين قررت أن تخوض معترك الحياة العملية ولكن من منظورها الخاص، اقتربنا منها لنعرف أكثر عن هذه التجربة فقالت : كان أبي وعائلتي ملوك صناعة البلوظة بحي الجمالية منذ زمن بعيد، ولكن عوامل الدهر لم تمهلهم كثيرًا لاستكمال المسيرة، فقررت أن أنزل أنا للشارع واُحيي تراثهم واُعيد اسم عائلة “لكلوك” صناع البلوظة بمنطقة الجمالية؛ وكان شهر رمضان الفضيل هو الموسم الأفضل لبدء مشروعي هذا والذي لم أعتبره مجرد مشروع لكنه يُعد رسالتي في الحياة، وكان شارع المعز هو المكان الأمثل كونه بمنطقة أثرية قديمة تكتظ بالبشر فحضرت هنا قاصدة الشعب المصري الأصيل الذي يعرف جيدًا طبيعة الأكلة التراثية القديمة التي أقدمها، وهي “البلوظة” وكذلك السائح الأجنبي الذي وددت أن أعرفه هو الآخر على أكلاتنا المصرية الأصيلة التي تعكس هوية المجتمع المصري وأصولة العربية؛ ولقد جئت إلى هنا حاملة معي معاني كثيرة تختلج نفسي بين الأمنيات والخوف من الفشل، ولكني سعيت للنجاح واجتهدت إلى أن حققت ما أصبو إليه.
وكانت البداية في شكل المكان الذي أقدم من خلاله هذه الأكلة، إلى أن استقريت على هذه العربية واستغرقت مني الكثير من التفكير لكي تظهر بمظهر جذاب للزبون المصري والأجنبي إلى أن استقريت بمعاونة أخي الأكبر على هذا التصميم البسيط لكنه به كل الأمكانيات التي أحتاجها في الصنعة.
وبالفعل لاقى شكل العربية قبولًا عند رواد شارع المعز ، وكان سببًا في البداية لقدوم الزبون إلىّ لاستكشاف هذه العربة وما الذي تقدمه وبعد ذلك أصبحت البلوطة هو سبب تهافت الزبائن علىّ.
وعن مخاوف المرأة من الوقوف بالشارع في قلب هذا الزحام على عربية بلوظة في ظل مجتمع ذكوري قالت أمنة: كنت خائفة بعض الشئ لكن ثقتي فى جودة منتجي وكذلك ثقتي في مساندة أهل منطقتي ليا هو ما ملئني بالشجاعة لخوض التجربة عن حب وقناعة لأني وسط الناس الطيبين بقلب القاهرة القديمة، والجميل في الأمر أني بدأت تجربتي بأكلة “البلوطة” فقط ولما التجربة نجحت على مدار شهر رمضان أدخلت عدة أكلات أخرى منها طواجن الزبادي الفخار والمهلبية وأم على وأرز باللبن فرن ولقد لاقت استحسان هي الأخرى لدى الزبائن خاصة الأجانب والعرب الذين كانوا يندهشون من تجربتي كونها غير منتشرة في المجتمع المصري إلا أنهم كانوا يثنون عليها ويقولون إن هذه التجارب منتشرة في بلدانهم .
وتعرفوا على الأكلات الشعبية المصربة الأصيلة التي أقدمها ونالت إعجابهم حتى أنهم أصبحوا أصدقائي ويترددون علىّ خلال أيام زيارتهم لمصر طول شهر رمضان ويتواصلون معي أيضًا لمعرفة سر الطبخة لعملها في مطابخهم الخاصة وكان أكثر ما لفت نظرهم في العربة هو النظافة لدرجة أنهم أشادو بها عدة مرات.
وعن طموح أمنة حول هذه التجربة قالت: أنا حابة أكون نموذج ناجح للبنت المصرية اللي تتحدى كل الظروف لكي تحقق كيانها وذاتها وتكون رسول ومرآة لبلادها خاصة أمام الأجانب لتكون نموذجًا يحتدى به ويعكس كفاح البنت المصرية أمام العالم.