يعتبر “الحباش” من الأكلات الرئيسية التي تحرص عليها الأسر البحراوية في شهر رمضان الكريم، وتنتعش حركة البيع في أسواق مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة التي تشتهر بها ، وتوارثتها الأحفاد عن أجدادهم.
حيث يتوافد المئات من أهالي محافظة البحيرة والمحافظات المجاورة علي سوق البندر بمدينة دمنهور والمعروف بسوق “الفسيخ” لشراء أشهر المأكولات الشعبية علي موائد شهر رمضان وهو “الحباش الدمنهوري” والذي لا غني عنه طوال أيام السنة.
يقول الحاج “أحمد حسن الجمل” أحد أقدم صانعي “الحباش” في سوق البندر بدمنهور، أنه ورث المهنة عن جده الذي بدأها منذ 80 عامًا، وكان يطلق عليه “حبوش” وكان يتم صناعته بالمياه حتى تطورت وأصبحت بالطحين، وهي أكله شعبية لا يعرف سرها سوي أبناء مدينة دمنهور.
وأضاف “الجمل” قائلا: الأهالي زمان كانوا يبدعوا في ابتكار أفكار جديدة للحصول علي مصدر دخل جديد، فتم اختراع أكلة وسميت “حبوش” ثم “محبش” وأخيرًا “حباش”، وهي عبارة عن مجموعة من التوابل، البهارات، الطماطم المبشورة، الملح، الليمون، جوز الطيب، طحينة حمراء، شبت، خل، وزيت حار، ويتم أكلها بجانب كافة أنواع الأكل.
كما أضاف “الجمل” أن سعر طبق الحباش يبدأ من 3 جنيهات، ويزيد سعره مع زيادة أسعار مكوناته من الطماطم والطحينة الحمراء والتوابل ويصل إلى 5 جنيهات وهناك الحباش المخصوص الذي يُضاف إليه الطحينة بكمية أكثر ويصل سعره 40 جنيهًا، ويمكن عمل طبق آخر بـ 20 جنيهًا، وفي النهاية يكون منتج عالي الجودة سواء بإضافة أو تقليل باقي المكونات بحسب رغبة الزبون.
وعن الفوائد الصحة لأكلة “الحباش” قال “الجمل” أن من ضمن التوابل الموجودة داخل الحباش هو الكركم والذي يقوي جهاز المناعة داخل الجسم ويقلل من الكولسترول ومفيد للكبد ومضاد للاتهابات، وكذلك الطماطم التي تحتوي علي فيتامين ج ومحتوي الكولين يدعم صحة القلب، والحمص الذي يحتوي علي نسبة عالية من البروتين النباتي والكالسيوم والماغنسيوم.
وعن طريقة عمل أكلة “الحباش” قال “الجمل” أنه يبدأ ببشر الطماطم وتصفيتها ووضع لحمها المبشور في طبق التحضير ثم يتم وضع التوابل أولًا من ملح وكمون وبهارات، ويليهم مُكون الحباش والطحينة وجوز الطيب والزيت الحار والخل، ثم يتم تقليب الخليط جيدًا حتى يتم مزج جميع المكونات، ثم يتم وضع الثوم والبقدونس والليمون، ويتم خلطهم مره أخري، وفي النهاية يتم وضع قليل من الزيت الحار وتقديمه علي مائدة الإفطار.