قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية : “إننا نحتفل اليوم بالقديس الذي نعتبره قديس عالمي، إذ عاش وبشر في العالم القديم، فولد في ليبيا وهاجر إلى فلسطين، ومن ثم كتب إنجيله في روما، وبعدها رجع إلى ليبيا ثم مصر، ليكرز من ذلك الموضع المقدس بالإسكندرية ويستشهد بها، لذا هي أول مدينة تنال الإيمان المسيحي في أفريقيا”.
وأضاف قداسة البابا خلال صلاة عشية عيد استشهاد القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، بالكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، “إننا نحتفل بعيد استشهاده في ذات المكان وهو أمر مميز، ومعنى اسم مارمرقس باللغة العربية (طارق)، كما يعد اسم أثانسيوس بالعربية (خالد)”.
وأضاف البابا تواضروس الثاني، إن الصليب وعصا البطريرك هو تقليد كنسي أخذته الكنيسة من مارمرقس الرسول حين جاء إلى الإسكندرية ولم يكن لديه سوى تلك الحاجتين، حيث عاش واستشهد بها وروت دماءه شوارع الإسكندرية القديمة.
“لذا نحيي ذكراه في ذلك المكان الذي بشر فيه ونطيب جزءا من جسده بالورود والحنوط والأطياب ذات الرائحة الذكية، تعبيرا عن سيرته العطرة والجميلة”.
وتابع، “كنيستنا القبطية التي بناها مارمرقس تعد قوية بإيمانها وحية بكل خدامها وكهنتها ورهبانها على عكس كنائس أخرى”.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني إن هناك أسماء عديدة لإنجيل مارمرقس، الذي يعد أقدم إنجيل من الناحية الزمنية، ويسمى أيضا الإنجيل المختصر لكونه 16 إصحاحا فقط، وإنجيل المعجزات أو الأعمال، لكونه أهتم بأعمال المسيح وليس بأقواله، ونسميه إنجيل الخادم، تعبيرا عن الخدمة والعمل.ونريد أن نتأمل في حروف اسم مرقس، الذي يعني محبة ورضا وقوة إيمان وسلام”.
وتابع، “حرف الميم معناه محبة لكونه محب لله والبشر، واكتسبها من محبة السيد المسيح، حرف الراء معناه الرضا فهو إنسان راضي عن نفسه ويتعلم من الجميع ويلتقط من خدمة المسيح والتلاميذ وهو الأمر الذي يسمى علميا المصالحة مع النفس واتخذ تلك الصفة من أمه والكنيسة تعلمنا تلك الصفة من خلال صلاة الشكر التي تقال بشكل دوري”.
واستطرد، “حرف القاف معناه قوة الإيمان فهو مثال وقدوة لكل إنسان من حيث تلك النقطة، فيما حرف السين معناه سلام وهي الصفة التي تمتع بها فى خدمته”.
جاء ذلك بحضور الأنبا بافلي، أسقف عام شباب وقطاع المنتزه، والأنبا إيلاريون، أسقف عام كنائس غرب، والأنبا هيرمينا، أسقف عام شرق ووسط، والأنبا كيرلس، أسقف ورئيس دير مارمينا.