قيامة السيد المسيح له المجد…هي محور إيماننا الجوهري
فالإيمان المسيحي…هو إيمان بالقيامة المجيدة
في رسالة معلمنا بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس يقول
وإن لم يكن المسيح قد قام,فباطلة كرازتنا…وباطل أيضا إيمانكم(1كو15:14) فالقيامة مجد لآلام المسيح…تألم المسيح له المجد,بكثير من أنواع الآلام…والأذي النفسي والجسدي أمام الكل…وصلب أمام الجميع…وتألمت الطبيعة علي صلبه…لأن كان قلب الإنسان قاسيا…شنيعا في قساوته…فتزلزلت الأرض…وحجته الشمس نورها….وانشق حجاب الهيكل فقام المسيح ظافرا…منتصرا…مقدسا آلامه…ممجدا إياه…وترك مجد آلامه للكنيسة كنعمة إلهية ينعم بها المؤمنين.
في إنجيل معلمنا متي يقول
ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني(مت10:38) فقيامة السيد المسيح له المجد تفاعلت في كل شيء فاعلية القيامة.
القيامة أوجدت الكنيسة الكازرة…الشاهدة لمسيحها…وقت الصلب….حزن التلاميذ وضاع رجاؤهم وتشتتوا…يهوذا باع سيده بالفضة…سمعان أنكر…أندراوس هرب…ويوحنا بعيد…وتوما مختبئ…ويعقوب غير موجود وفيلبس لم يظهر …ومتي حزين…وتبددوا التلاميذ وشملتهم الأحزان.
ولكن بقيامة السيد المسيح له المجد تجمعوا التلاميذ كما كانوا قبلا.. جمعتهم الكرازة.
في إنجيل معلمنا يوحنا يقولولما كانت عشية ذلك اليوم,وهو أول الأسبوع, وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود,جاء يسوع ووقف في الوسط,وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه,ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب(يو20:19) ولما حل الروح القدس عليهم…امتلأ الجميع من الروح القدس…وابتدأوا يتكلمون بألسنة ويكرزون بالمسيح الحي القائم من الأموات…ويكرزون ببشارة الملكوت فبهت الجميع وتعجبوا…أتري ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين…فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد بها
القيامة أثرت علي فكر الآباء
يقول الكتاب المقدس ففتح آذهانهم ففهموا الكتب…فسرت فيهم قوة المنطق…وقوة الكلمة الذي خاف وأنكر…ها هو ينادي بالتوبة
في سفر أعمال الرسل يقول
فقال لهم بطرس:توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا,فتقبلوا عطية الروح القدس(أع2:38).
فقبلوا كلامه بفرح,واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس(أع 2:41).
القيامة حولت حزن التلاميذ إلي أفراح وصاروا حملة لسلام السيد المسيح له المجد.
في إنجيل معلمنا يوحنا يقول
فقال لهم يسوع أيضا:سلام لكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه أمسكت(يو20:21:23).
فصاروا يكرزون بالسلام والمحبة للجميع بسلطان الحل والربط الممنوح لهم…فيقول الكتاب: وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لهم سلام وكانت تبني وتسير في مخافة الرب…وبتعزية الروح القدس كانت تزداد.
أيضا القيامة أعطت التلاميذ قوة الشهادة لاسمه القدوس
قال لهم السيد القائم من الأموات
وقال لهم:اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها(مر16:15) فذهبوا بهذه المنحة القوية…وجاهروا بالتبشير علنا بالإنجيل لنشر الإيمان بالمسيح
وقال لهم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض(أع1:8)
فتحملوا من أجل الكرازة الصعوبات والمشاكل الضخمة والاضطهاد…والجلد فأضاءوا بأعمالهم الصالحة وسيرتهم الحسنة,أمام الناس أجمع…فصاروا يصنعون العجائب والمعجزات لأن الرب كان يثبت كرازتهم بالآيات والعجائب…وصاروا مستعدين دائما لمجابهة كل من يسألهم عن سبب الرجاء الذي يعمل فيهم.
وحينما وقفوا أمام مجمع اليهود…وشهدوا عن المسيح الحي قالوا لليهود إننا نكرز بالمسيح الحي القائم من الأموات الذي أنتم قتلتموه معلقين آياه علي خشبة ونحن شهود له بهذه الأمور بالروح القدس.
فسألهم رئيس الكهنة أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموابهذا الاسم وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم فأجاب بطرس والرسل وقالوا:ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس فجلدوهم وأوصوهم أن لايتكلموا باسم يسوع,ثم أطلقوهم, وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حبسوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه(أع5:28:41).
القيامة المقدسة…أكدت مواعيد الله…وأكدت حياة الخلود…وأكدت الحياة الأبدية وأكدت فردوس النعيم…وأكدت السلطان علي شجرة الحياه…وأكدت قيامة الأموات والدهر الأتي
فالقيامة كان لها فاعلية عظيمة
هي التي أوجدت الكنيسة…ووضعت التعاليم المقدسة…هي التي أفاض الله بأنعامه علي التلاميذ فحولت الحزن إلي فرح…واليأس إلي رجاء
هي التي أعطت قوة الكرازة… وفتحت أذهان التلاميذ ففهموا الكتب…وهي التي أعطت قوة الثبات علي الإيمان…فهي شاهدة للحياة علي الأرض…والحياة في السماء
فاجعلوا القيامة تعمل فيكم…واقبلوا إنعامات القيامة وتلقوها بالمحبة والأعمال الصالحة ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات
المسيح قام…بالحقيقة قام