كل عام وأنتم بخير.. أخرستوس آنسيتي..آليسوس آنيستي.. المسيح قام.. بالحقيقة قام.. أننا في هذا العيد المبارك نفرح ونتهلل لأن الرب من خلال قيامتة أعلن لنا عن ذاته وكذلك أعلن لنا عن بعض الحقائق.
أولا-أعلن عن ذاته:
إن رب المجد يسوع أعلن لنا بقيامته أنه هو الإله القادر علي كل شيء الواهب الحياة لكل أحد فإن كان في فترة تجسده قد وهب الحياة لابنة يايرس وابن أرملة نايين ولعازر إلا أنه في قيامته وهب الحياة لجسده المائت إذ أن لاهوته أعاد روحه الناسوتية المتحد بها إلي جسده المتحد به فقام حقا قال الكتابفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركهيو1:5,4 حقا فيه كانت الحياة فقد كان هو مصدر الحياة ومعطيها فكيف للموت أن يسيطر أو يقوي عليه؟ لذلك ذكرنا بولس الرسول بالنبوة القائلةأين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية 1كو15:55 لم يستطع الموت أن يقوي علي الحياةلأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع, ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه 1كو15:23,22 حقا إن كان آدم سببا في دخول الموت إلي العالم إذ أخطأ فهكذا كان المسيح سببا في دخول الحياة إلي الموتي مرة أخري وإصلاح ما فسد.
لقد أعلن الرب أنه هو القيامة والحياة كل من آمن به ولو مات فسيحيا ومن كان حيا وآمن به فلن يري الموت إلي الأبد فالمسيح سيعطينا جميعا القيامة العامة التي فيها سنحيا ولن نموت بعد ذلك هذا بخصوص الجسد أما بخصوص الروح فمن سقط واعتبر أنه مات ثم تاب فلهذا قيامة,وإن حافظ علي توبته فلن يموت أبدا أي أنه لن يري الموت الأبدي.لذلك فعلينا إن أردنا أن نحيا في القيامة وأفراحها علينا أن نحيا في التوبة الدائمة التي بها لن نري الموت الأبدي.
ثانيا-أعلن عن قوته:
التي استطاع أن ينتصر بها في كل الحروب التي واجهته سواء حروب الشيطان أو حروب اليهود والكتبة والفريسين ورؤساء الكهنة والصدوقين بل وانتصر علي الرومان بكل قوتهم ولكن قوته كانت لها أشكال:
1- هي ليست قوة خارجية وإنما هي قوة داخلية
2- هي قوة روحية أكثر منها جسدية فالرب لم ينتصر ولم يقو علي كل ما سبق بالسلاح ولا بالجيش, وهكذا قال لبطرس: رد سيفك إلي غمده فالذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكونمت 26:52 ولكن انتصر الرب بعظاته, وأقواله القوية جدا لا تقارن بكل من تكلموا حتي أن الناس قالوا:إنه يتكلم بسلطان وليس كالكتبة والفريسينالذين هم أساسا المعلمون كانت عظاته وأقواله سبب قوة إذ أنه بها استطاع أن يجذب الكل وراءه حتي أن قيافا رئيس الكهنة قال انظروا إنكم لاتنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءهيو 12:19 فكان الناس مبهورين بتعاليمه ووعظه حتي أنهم كانوا يذهبون أينما ذهب في الحقول وعلي شاطيء البحر وفي البراري وفي البيوت حتي أنهم كانوا ينسون أكلهم وشربهم وأعمالهم من حلاوة الكلام.
وانتصر أيضا بالمعجزات الباهرة إذ أنه صنع معجزات لم يستطع أحد أن يفعل مثلهاإقامة موتي وإخراج شياطين وشفاء أمراض مستعصية وخلق أشياء و… حتي أنه كان بكلمة يقولها من علي بعد مسافات كانت سببا في شفاء أمراضغلام قائد المئة وابنة الكنعانية وكان مجرد لمس ثوبه يشفي أمراضا مستعصيةمثل نازفة الدم 12 سنة.
وانتصر كذلك بالإقناع والمحاورة فكان يفحم اليهود بإجاباتهمنذ سن12 وهو في الهيكلمثل المحاورة حول سلطانه علي التعليم وطرد الباعة, ومثل المحاورة حول إعطاء الجزية لقيصر, ومثل المحاورة حول المرأة التي أمسكت في ذات الفعل…
وانتصر بصبره واحتماله وطول أناته إذ أنهم أثاروه وحاولوا دفعه لتغيير سلوكه وأهدافه ولكنهم فشلوا بالضرب ,واللكم والإهانة والاستهزاء والجلد والصلب وكان متماسكا لا يلين وعلي الصليب حاولوا إثارته لإنزاله ولكنه أطال أناته لكيما يحقق أهدافه وانتصر علي كل من أثاروه وأتعبوه.
وأخيرا انتصر علي الرومان والعسكر الذين حرسوا القبر إذ لم يستطيعوا أن يمنعوا قيامته رغم صلابة القبرمنقوش في صخر وعلي الباب حجر ضخم وفي حراسة أقوي جيش في العالم في ذلك الوقت ولكنه قام دون أن يدروا ولولا أن الملاك دحرج الحجر لما عرفوا أنه قام.
ثالثا-أعلن عن أبوته:
أنه يعلن أبوته لفئة لها صفات معينة أهمها أحباؤه وتابعوه إن من يريد الرب فالرب يعلن له ذاته وأما من يرفضه فالرب يحرمه من معرفته هذا حدث مع هيرودس الملك وقت ميلاده وحدث في قيامته مع بيلاطس وهيرودس واليهود ورؤسائهم وإنما أعلن ذاته لتلاميذه ورسله القديسين ومحبيه ومريديه بل ظل يظهر لهم أربعين يوما يتحدث معهم عن الأمور المختصة بملكوت الله.
رابعا- أعلن عن حقائق:
1- أن لكل شيء نهاية: ولايمكن للظلام أن يدوم ولا للأحزان والآلام أن تستمر ولا المتاعب والضيقات أن تبقي ,فلا بد أن تتبدل إلي أفراح وتعزيات وإن طالت الآلام ولكنها ستتبدل إلي أفراح وستدوم وهكذا وعدنا الرب فإن من يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدهامت16:25 فأنتم كذلك عندكم الآمن حزن,ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولاينزع أحد فرحكم منكميوحنا16:22فإني أحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينارومية8:18 لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياص2كو4:17.
هكذا عاش الشهداء الأبرار والصديقون في هذا المفهوم أن الآلام ‘إن أتت فهي إلي حين ولكن لابدأن تعقبها أفراح حتي لو دامت المتاعب الحياة كلها لابد أنه بعد الموت ستأتي الأفراح.
2- ‘أنه ملجأ لنا
فهو المصدر الوحيد لكل خير وماذا استفاد الناس الذين لجأوا إ لي أشياء أخري ومصادر أخري؟ تعبوا ولم يحصدوا شيئا. يهوذا لجأ إلي المال ليحتمي فيه ومن أجله باع معلمه وسيده وربه ماذا قد أخذ؟ انتهت حياته بالشنق رمي الأموال لليهود فخسر المال وخسر الحياة وخسر الأبدية بطرس لجأ إلي الكذب والإنكار(ماذا قد حصد, خرج خارجا وبكي بكاءا مرا) اليهود ورساؤهم لجأوا إلي المنكر والحيلة واستخدموا كل ما في وسعهم من وسائل للتخلص من المسيح خسروا كل شيء (خسروا الخلاص والأبدية) ماذا استفاد الرومان من اللجوء إلي القوة؟ لم يستطيعوا أن يمنعوا قيامة المسيح.
حقا إن اللجوء إلي لله هو الحل فهو الذي بيده كل السلطات والإمكانيات.
3- أن نسعي لتنفيذ المطلوب منا:
مهما واجهنا من صعوبات ومتاعبمثلما حدث للمسيح متاعب نفسية وجسدية وفكرية يجب أن تكون لنا الصلابة والتماسك وطول البال للاستمرار.
4- لايخدع بالمظاهر:
فالأمور تتبدل ولاتبقي علي حال فقد يكون الفائز اليوم مهزوما غدا وقد يكون الضعيف اليوم قويا غدا والعكس, اليوم حزن وغدا أفراح اليوم متاعب وغدا راحةنفس الكنيسة أمس كانت الستائر السوداء والألحان الحزينة,اليوم ستائر بيضاء وأفراح
حقا إن دوام الحال من المحال.