أولا: والظلام باق..
مضت المجدلية مع مريم الأخري لتنظرا القبر, وكان ذلك عند فجر أول الأسبوع (مت28:1), أي يوم الأحد.. وكان ذلك أول الفجر (لو24:1), والظلام باق (يو20:1).
1- المشوار طويل.. من البيت إلي القبر.
2- والحجر ثقيل.. كيف لنسوة قليلات أن يدحرجنه؟!
3- والظلام مخيف.. خصوصا في المدافن.. فكيف تجرؤن علي هذه الرحلة؟!
والجواب هو: إنه الحب!! فقد امتلأ قلب المجدلية ومن معها بحب كبير لرب المجد الذي كان قد أخرج منها سبعة شياطين (مر16:9).
وهذا هو الإيمان!! الذي يتحدي الصعاب: الظلام, والخوف, والمشوار, والحجر الثقيل!!
ثانيا: وطلعت الشمس..
وذلك عند وصول المريمات إلي القبر.. كن قد بدأن الرحلة والظلام باق (يو20:1), وصلن إلي القبر وقد طلعت الشمس (مر16:2).
- والشمس هنا هي الشمس المادية, التي تشرق علينا كل يوم, وتمنحنا الدفء والحياة الجسدية.
- ولكنها -أيضا- ترمز إلي شمس البر الرب يسوع, المكتوب عنه: ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها (ملا4:2).
1- الشمس تقتل الميكروبات.. وشمس البر, الرب يسوع, يقتل الخطية فينا.
2- الشمس تعطي الحياة.. وشمس البر, الرب يسوع, هو سر حياتنا الجسدية, والروحية, والأبدية.
3- الشمس تمنحنا الدفء.. وشمس البر, الرب يسوع يمنح قلوبنا دفء الحب, ومشاعر الحنان الإلهي.
ثالثا: حاملات الحنوط:
أتين إلي القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه (لو24:1). أي حنوط هذا؟! ولماذا؟!
1- لم يستطع التلاميذ تحنيط جسد الرب يسوع عند دفنه, حيث كان نهار الجمعة العظيمة قد انتهي, وبدأت عشية السبت مع قيود السبت, حيث تتوقف الحركة تكريما ليوم السبت.. لهذا أحضرت المريمات حنوطا وأطيابا معهن, لكي يقمن, ومعهن أناس (لو24:1) بتحنيط جسد المسيح! في ذهنهن مسيح ميت, في حاجة إلي أطياب وحنوط!!
2- فماذا حدث؟! حجر مدحرج, وملاكان, وظهور الرب لهن.
رابعا: وجدن الحجر مدحرجا:
وهكذا حلت المشكلة الكبيرة التي كانت في ذهن المريمات!! كن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ (مر16:3). لأن الحجر كان عظيما جدا (مر16:4).
1- كان السيد المسيح قد قام والقبر مغلق.
2- ثم جاء ملاكان دحرجا الحجر عن فم القبر, ليكتشف الجميع أن الجسد ليس موجودا, والأكفان موضوعة بترتيب.. فهيهات للموت أن يمسك بالمسيح, الموت هو للخطاة! أما المسيح القدوس فلم يستطع الموت أن يمسكه, لأنه كان بلا خطية, إذ قام.. ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه (أع2:24).
3- الموت كان للبشر المحدودين.. أما الرب يسوع فهو الإله المتجسد, فإن كان قد مات بحسب الناسوت المتحد باللاهوت, فهو حي بحسب اللاهوت بالناسوت.. فاللاهوت لا يموت.
* * *
خامسا: ربوني:
1- لما لم تجد المجدلية جسد الرب يسوع, تصورت أن هناك من حمله, ونقله إلي مكان آخر.
2- وإذ كانت تبكي وعيناها مملوءتان بالدموع, وقال لها الملاك: لماذا تبكين؟ قالت لهما: إنهم أخذوا سيدي, ولست أعلم أين وضعوه! ولما قالت هذا التفتت إلي الوراء (يو20:13-14)..
3- فنظرت يسوع واقفا, ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع: يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه.. (يو20:14-15), وسألته أن يخبرها عن جسد يسوع, أين هو؟
4- وإذ بالرب يناديها قائلا: يا مريم.
5- فانقشعت السحابة عن عينها.
6- وأدركت أنه الرب, فهتفت قائلة: ربوني الذي تفسيره يا معلم (يو20:15).. وعلمت أنه يسوع الحي القائم من الأموات.