البابا تواضروس يتحدث لبوابة العين عن هوايته للقراءة والفن
قام قداسة البابا تواضروس الثاني بعمل حوار لـ بوابة العين الإخبارية الاماراتية اليوم ، حيث تحدث قداسته عن علاقته الطيبة بالشيخ الطيب وعلاقة الكنيسة القبطية بالدول فى الخليخ العربى ومدى حرية ممارسة الشعائر بها ومدى التسامح بين الديانات المختلفة ، كما تحدث قداسته عن المطالبة بعزله من منصبه ، كما عبر عن رؤيته لمصر فى عام 2030 .
وجاءت أهم الاسئلة كالتالى :
– ما هي رؤيتكم لحرب الشائعات حول شائعة عزل قداستكم الأخيرة؟
حرب الشائعات حرب غير نظيفة، ولا أعرف من يقف وراءها، لكن ضروري وراءها جهات مشبوهة وأشخاص يبيعون ذممهم. حينما نحارب الرموز الكل يقع. في رأيي 95% مما ينشر على السوشيال ميديا أخبار كاذبة ومغرضة. فالحرب النفسية تقوم على عاملين التشكيك وبث اليأس.
– ما هي رؤيتكم للتسهيلات الممنوحة للمسيحيين فيما يتعلق بحرية العبادة في الخليج العربي؟
دولة الإمارات رائدة في مجالات التسامح ونشر السعادة. الإمارات تحاول وناجحة في تقديم نفسها صورة ونموذج ومثال للعالم، مثلا الأعداد الكبيرة التي تعمل هناك من جنسيات مختلفة يسودها السلام والقانون.
الإمارات تقدم لكل شخص المكان الذي يعبد فيه وهذا شيء مذهل. زرت بعض كنائسنا هناك وكانت زيارة طيبة مثلا لنا كنيسة في جبل علي أمام معبد للبوذيين والجميع يؤدي عبادته في سلام وأمان وترحاب. كما أن الكنائس ليست كنائس صغيرة لكنها مكان عبادة جميل.
فى البدايةً، شاهدنا في السنوات الأخيرة موجات تطرف راح ضحيتها مئات من الأبرياء، هل تعتقدون أن هناك من يحرك هذه المجاميع لتخريب صفو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين؟
لا أعتقد، هذه الأعمال غير إنسانية وبالتالي خرج أصحابها من دائرة الإنسانية. في رأيي تربية الشخص تحتاج لإشباعه بالحب داخل أسرته؛ لأن النفس الشبعانة من المحبة تقاوم أي إغراء. أؤكد على أن كل الذين قاموا بأعمال ارهابية في أي مكان في العالم لم يشبعوا حبًا داخل أسرهم؛ وبالتالي يكبروا ناقمين على المجتمع.
ما هي رسالتكم للشباب للمرور بسلام من مراحل اليأس والبطالة؟
فترة الشباب أجمل فترة لديكم، لكن الإنسان لا يستطيع بناء مستقبله بالاستهتار أو الكسل أو اللامبالاة. ابنوا مستقبلكم بطريقة صحيحة، ابنوه بالقراءة والدراسة والعمل الاجتماعي. اهتموا بالهواية خاصة الأعمال اليدوية. احلموا أن تصبحوا ناجحين في مجالاتكم.
هل كان يتوقع البابا تواضروس أن يكون يومًا على رأس الكنيسة القبطية؟
أبدًا لم يكن في حسباني ولا توقعاتي ولا خيالاتي. بحسب النظام والتقليد داخل الكنيسة لا يمكن لأحد توقع شيء، أولًا لا أحد يرشح نفسه، ثانيا الترشحيات تقلصها لجنة لخمسة أفراد حتى يتم انتخاب ثلاثة منهم، وأخيرًا يختارون طفل صغير من وسط عشرات الأطفال لاختيار الاسم بين الثلاثة.
بعد مرور 6 سنوات على تجليسكم على الكرسي الرسولي، كنتم هدفًا للعناصر الإرهابية إثر تفجير الكنيسة المرقسية، ما الذي خلفته هذه التهديدات بداخلكم؟
حياتنا بين أيدي ربنا هو صاحب الحياة أولها وآخرها، ولا يوجد داع أن ينشغل الشخص بشيء مثل هذا. نؤدي خدمتنا العادية في أماكن كثيرة سواء هنا (الكاتدرائية) أو في زيارات أو إلقاء محاضرات. كما أن مستويات الأمن تزيد في مصر.
أين ترون مصر بعد 2030؟
في رأيي، مصر تسير بخطى جيدة فمثلًا مبادرة 100 مليون صحة لعلاج فيرس سي أكبر من أي مشروع قومي آخر. متأكد مصر 2030 سيكون لها وجه رائع ليس في مجال واحد فقط لكن مجالات كثيرة. البلد تنفذ بجدية كل الخطط التي تؤدي إلى مصر جديدة
نريد أن نعرف منكم مدى التسامح بين الديانات المختلفة على أرض مصر؟
نحن المصريين تعلمنا روح العبادة من نهر النيل منذ القدم لذلك المصريون متدينون جدًا. نحب الدين جدًا لكن في نفس الوقت لا نقبل أبدا وبأي صورة من الصور الحكم باسم الدين.
صحيح هذا يذهب للمسجد والآخر للكنيسة لكن باقي الأمور متساوية ومتشابهة والوحدة الاجتماعية أغلى ما عندنا ومهما تنوعت كل الوسائ كي يلفظوا فيها لا يمكن أبدًا.
ما هي رسالتكم لجماعة الإخوان الإرهابية التي تواصل الكيد لمصر وللأمة العربية؟
أرجوكم افهموا طبيعة المصريين وتاريخهم.. لسنا دولة جديدة لكننا أول دولة مركزية في العالم، وأول دولة أسست جيشًا في العالم، وأول دولة أنشأت عاصمة تحكم البلاد كلها. ما يحدث عبث ولن يؤثر في المصريين أبدا. لسنا بلدا صغيرا، فدعوتي لهم ولغيرهم… لأ
البعض قد لا يتصور حياة البابا تواضروس الخاصة.. ماذا تقرأون؟
كان لدينا في البيت مكتبة كبيرة، وكنت أحرص على قراءة المقالات السياسية في الأهرام مثل محمد حسنين هيكل. أحب القراءة لدكتور زكي نجيب محمود حتى أنني أعيد قراءتها، كذلك دكتور طه حسين وقصة الأيام.
كما أنني أقرأ كثيرًا كتب الآباء القديسين، فضلا عن قراءة الكتاب المقدس والجرائد اليومية.
ما الموسيقى التي تفضلونها؟
أحب سماع الموسيقى وبالأخص مقطوعات عمر خيرت. كذلك أحب موسيقى الرحبانية وبعض أغاني فيروز لكن لأكون صادقًا الوقت يحكمني وهو مزدحم لأقصى درجة.
أخيرًا، قداسة البابا هل فكرتم في كتابة مذكراتكم؟
ياريت كان لدي الوقت.. لديّ حكايات كثيرة خاصة أنا ولدت بعد ثورة 52 بشهرين ودرست في عهد جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وحسني مبارك وعاصرت جميع الأحداث التي حدث في السنوات الأخيرة حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
عاصرت نوعيات حروب مختلفة وأحداثًا خطيرة إلى حين أصبحت على رأس الكنيسة. أطلع على أشياء كثيرة ورأيت أشياء أكثر وفي نفس الوقت الذي كنت فيه بطريرك كان حكم السنة الصعبة (حكم الإخوان 2012/2013). الخلاصة عشت أمورا كثيرة جدًا.. لكن أحتاج وقتا ربما مستقبلًا يكون هناك فرصة أن أكتب.