عقد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية لقاء مع أعضاء معهد الشرق الأوسط، أحد أهم المراكز الفكرية بالولايات المتحدة وشارك في اللقاء عدد كبير من ممثلي شركات البترول الأمريكية والعالمية والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والإدارة الأمريكية والذي نظمه كل من غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي والغرفة الأمريكية بمصر.
وألقى الوزير كلمة أكد فيها على أهمية صناعة الطاقة التي تلعب دورًا حيويًا فى مستقبل التنمية الاقتصادية للدول والرخاء العالمي وأشار إلى أن مصر تعد أحد أقدم منتجي البترول فى العالم وأن صناعة البترول والغاز فى مصر تعود إلى عام 1886 ، بداية من كتشاف أول بئر بترول فى الصحراء الشرقية وبدء أول انتاج من بئر جمسة فى عام 1910 وأن صناعة الغاز المصرية يرجع تاريخها إلى أكثر من 50 عامًا، حيث تم اكتشاف أول حقل غاز أبو ماضي فى منطقة دلتا النيل فى عام 1967.
وأوضح أن مصر مرت بمرحلة انتقالية هامة تهدف إلى إحداث تغيير جذري لتلبية طموحات الشعب المصري بدءاً من منتصف عام 2014، حيث شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج إصلاحي جوهري لاستعادة التوازن الاقتصادي والتنمية وتوفير فرص عمل ملتزمة بدعم برامج الحماية الاجتماعية، وأن هذه الإصلاحات مكنت مصر من تحقيق مؤشرات اقتصادية مميزة،
حيث ارتفعت الاحتياطيات من النقد الأجنبي من حوالى 15 مليار دولار إلى أكثر من 44 مليار بنهاية فبراير، وهو ما يعد أعلى مستوى شهدته مصر فى تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من 2% إلى 5.4%، ووصل حجم التدفق للعملة الصعبة إلى 5ر163 مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة ولضمان المزيد من النجاح، تبنت مصر رؤية 2030 والتي تهدف إلى الوصول لاقتصاد تنافسي ومتنوع، يعتمد على الإبداع والمعرفة ومبنى على العدالة الاجتماعية.
وأضاف أن الطاقة أحد أهم دعائم الاقتصاد وبناءً على ذلك تحظى بأولوية قصوى من قبل الحكومة وأنه يتم تنفيذ خطة عمل لإصلاح قطاع البترول تحت مظلة استراتيجية الطاقة الجديدة والتي تتضمن الأمن والاستدامة والحكومة.
وأشار إلى أن القطاع تمكن خلال الأعوام الأربع الأخيرة من تحقيق نجاحات متميزة فى مجال الطاقة، أدت للنجاح فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي فى شهر سبتمبر من العام الماضي وتحويل مصر من دولة تعانى من نقص حاد فى الطاقة إلى أحد أكبر منتجي الغاز فى المنطقة ومن ثم إعادة نشاط التصدير، وكذلك النجاح فى استعادة ثقة شركات البترول العالمية بعد سداد جانب كبير من مستحقات الشركاء الأجانب المتأخرة وتوقيع العديد من الاتفاقيات الهامة للبحث والاستكشاف عن البترول والغاز باستثمارات حوالى 14 مليار دولار، بالإضافة إلى تحقيق أعلى معدلات لإنتاج البترول والغاز فى تاريخ مصر فى فبراير 2019 حيث وصل إلى 1.8 مليون برميل زيت مكافئ يومياً، كما تم خلال مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول ايجبس 2019 إعلان نتائج المزايدتين الأخيرتين ومنح 11 قطاعاً جديداً لشركات البترول العالمية الكبرى ومن ضمنهم شركة اكسون موبيل التي ستعمل فى نشاط البحث والاستكشاف فى مصر لأول مرة.
وأكد الملا على أهمية الشراكة والتعاون المصري الأمريكي الممتد تاريخيًا والعلاقات التجارية القوية وخاصة مع قطاع البترول والغاز، وأعرب عن ترحيبه بشركة اكسون موبيل التي انضمت لنشاط الاستكشاف في مصر بعد حوالى 30 عاماً وتحقيق نتائج مميزة معهم.
وأشار إلى أنه من أهم النجاحات المستهدفة في رؤية مصر للمستقبل أن تتحول إلى مركز إقليمي هام للطاقة، حيث تحمل مصر مفاتيح مستقبل غاز شرق المتوسط بموقعها الاستراتيجي وصناعة الطاقة المميزة والبنية التحتية المجهزة، ولعب دور هام في تدفق تجارة الطاقة العالمية، مشيرًا إلى مبادرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط لضمان مشاورات مستمرة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني فى كافة أوجه العمل البترولي للمنطقة، وكذلك مواجهة التحديات وتطويع البنية التحتية المتاحة لتحقيق فائدة اقتصادية بشكل سريع من الاحتياطيات الموجودة والمستقبلية.
وفي نهاية كلمته، أكد الوزير على أن سوق الطاقة المتوازن سيكون له مردود إيجابي ليس فقط على التكامل الاقتصادي بل سيمتد تأثيره أكثر من ذلك، وسيمهد الطريق للدول للخوض فى مناقشات للتعاون مما سيروج للسلام والرخاء العالمي، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بدور رائد فى تشجيع التعاون وستستمر في العمل على ذلك، وتستطيع أن تطور رؤية واضحة ومتكاملة للاستمرار في النجاح وضمان مستقبل مستدام ومشرق لمصر وللمنطقة.