قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بألقاء عظة روحية خلال القداس الإلهي الذي ترأسه قداسته صباح اليوم؛ بالكاتدرائية الكُبرى بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون؛ وبدء قداسته العظة قائلاً:
ونحن في أيام الصوم المبارك المقدس؛ قد بدأنا صوم الأربعين المقدسة وسبقها اسبوع الاستعداد وأيام الصوم بكل الدسم الروحي التي بها و الاختبارات التي نعيشها وفي هذه الأيام التي هي أيام التوبة ونقاوة القلب وفحص القلب وهي ايام غنية لذلك اعدت الكنيسة أن نرسم من يتكرسون للخدمة من أجل العمل الكنسي اعددنا هذه الايام لتكون مباركة نرسم كهنة ومكرسين نأخذ بركة هذه الأيام ونحن في رحاب دير الأنبا بيشوي ومعنا الأنبا صرابامون نقيم خمسة عشر شماساً ليصيروا كهنة يخدمون في مواضع متعدد للإسكندرية وأريد أن أوجه لهم خمس كلمات وهي:
1- الكلمة الأولي : أتضع
عندما يعطينا الله أي نعمة نستقبلها بالاتضاع وهي ليست كلمة بل حياة أي يستطيع الانسان أن يقاوم ذاته وتسلطه والاتضاع هو رداء النفس فاذا كان الجسد يحتاج رداء فالنفس تحتاج رداء الاتضاع والنجاح يبدء بالأتضاع.
الأتضاع في الخدمة فكن دائماً أخر الكل كما تعلمنا الكنيسة” أتضع “.
فالإتضاع يعطيك ويجعل الله يعطيك نعم أكثر.
2- الكلمة الثانية افتقد
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقوم علي افتقاد الكاهن في كل بيت لرعيته معظمكم شباب و الشباب طاقة تستغل في الافتقاد وهو يكون من خلال الأبوة ولقب أبونا غالي يجب أن تشعر بأنك أب بالحقيقة افتقد الكل . وأن كنا نشارك الحزين أو الفرحان كل هذا مجاملات طيبة ولكن الأهم عمل الأفتقاد المنتظم وعلى هذا الإفتقاد تعرف ذاتك وترى فيك الأبوة ويشعر الشعب بأبوتك.
3- الكلمة الثالثة أحتمل:
القديس بولس الرسول يقول لتلميذه القديس تيموثاوس احتمل …الكاهن يجب أن يحتمل .الخطايا التي يسمعها والاتعاب التي تبذل في الخدمة و الطاقة التي تبذل فالخدمة تعب .احتمل وابتعد عن الشكوي الإنسان الذي يحتمل يعلم أن الله هو الذي يحمل عنه كل الشرور الذي يواجها واحتمي بالمذبح فهو يحمل عنك كل الأتعاب .كل آلامك القيها في بحر الصلاة فتجد راحة واستمع لقول ربنا يسوع المسيح ” تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال وأنا أريحكم فتجدوا راحة لنفوسكم” فليست لنا راحة إلا عند المذبح وقت الصلاة احتمل وهذا الاحتمال هو أن يضع الإنسان كل الأثقال عند قدمي المسيح كل واحد له طاقة محدودة ووقت للتعب و المرض ولكن الخادم يحتاج أن يضع كل الاتعاب عند المسيح (فغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله)
4- الكلمة الرابعة أدرس :
يجب أن تدرس وتتعلم وتصير تلميذاً علي الدوام ادرس دراسات نظامية مثل الإكليريكية أو القراءة بصفة عامة، القراءة الانجيلية و الكتاب يقول “هلك شعبي من عدم المعرفة ” فلذلك يكون الكاهن خزانة معرفة الايمانيات و العقائد و الطقوس ثابتة ولكن أنت في القرن الحادي و العشرون يجب أن تعلم بأساليب معرفة مناسبة للعصر مهم أن يكون الكاهن دارساً كل حياته وادرس علي الدوام واهتم بأنجيلك وأعرف كيف عاشه الأباء ولا تجعل عقلك يشت في دراسات غريبة .مقدماً نقاوة في التعليم .
5- الكلمة الخامسة أفرح:
افرح فرحاً روحياً الكتاب يعلمنا أن الصلاة كل حين والشكر كل حين والفرح أيضاً “افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً أفرحوا”
كن انسان ناقلاً للفرح للأخرين لا يصح أن شخص يخدم بحزن وافرح في كل المناسبات وقدم روح الفرح التي في داخلك الذي له علاقة قوية بالمسيح يأخذ منه روح الفرح أفرح في كل خدمة في كل أعتراف في كل افتقاد كن انسان فرحان في المسيح هذه الخمس كلمات بمثابة خمس وصايا استودعها في قلوب وعقول الذين يتقدمون للكهنوت. الحقيقة أن الكاهن يحمل الصليب مع المسيح مثل ما قال انجيل اليوم “اتبعني حاملاً الصليب” واسرهم أيضاً يحملون الصليب مع المسيح وهذه دعوة بها كرامة .
اتضع -أفتقد -أحتمل -أدرس-أفرح
هذه الخمس كلمات ضعها أمامك على الدوام في خدمتك ونحن بدأنا من العام الماضي في تدريس كورس للتدبير الكنيسي مدته ثلاثة أيام؛ وهذا العام خمسة أيام؛ ستكون في الفترة من 4-4 حتى 8-4 بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي.
والأمر الأخير أن الرعية تصلي من أجلهم؛ فصلي أن الله يسنده ويحفظه ويكون نقياً كل أيام حياته ليعطينا المسيح كل بركة روحية من الآن وإلى الأبد أمين؛ لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد أمين