قال الأنبا ماتريروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد لوطني إنه يوجد صينيه لتقديم الحمل تعود الى القرن الرابع عشر فسرد لنا قصتها موضحًا، أنه يوجد أواني زجاجية بدير السيدة العذراء بوادى النطرون، يرجع تاريخها إلي القرن الرابع عشر لعصر المماليك، و عليها رسومات دقيقة بالميناء الحمراء والزرقاء بشكل الرنك، وهي تعبر عن شارات أصحاب المناصب الكبرى في عهد المماليك منها أشكال (الأسد – السبع – النسر ذي الرأسين – السيف وهو شارة السلحدار – زهرة الزنبق – زهرة اللوتس أو الفرنسيسة – الصليب – الصولجان – الخاتم – الدواه – الكأس وهو شارة ساقي الملك – القوس والسهم ).
وأضاف أنه تظهر هذه الشارات على الصينية بوضوح، فحول مركزها دائرة بالميناء الزرقاء لأزهار الزنبق ، وداخل الدائرة رسومات خطية لشكل أسد وخلفه نسر وربما سيف، وخارج هذه الدائرة دائرة أخرى يوجد على محيطها رسومات خطية دقيقة لأشكال أسود وغزلان، و أيضاً يوجد عدد ثمان دوائر صغيرة بالميناء الزرقاء داخل كل منها شكل نسر وطائر أخر ربما بطة – أما على الإطار الخارجي للصينية فيوجد نفس الرسومات الدقيقة ، وأيضاً عدد ثمان دوائر صغيرة في كل واحد منها شكل النسر يفرد جناحيه.
وعن فن الرنك قال نيافته: “الرنك” كلمة فارسية ( رنگ ) تنطق رنج وتعنى اللون، وقد عربت تلك الكلمة واصبح حرف ( ک ) ینطق كافا، والرنوك هى الشارات التى اتخذها السلاطين والامراء منذ القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى)، وحتى نهاية القرن التاسع الهجرى ( الخامس عشر الميلادى)على عمائرهم وأدواتهم للدلالة على ملكيتهم لها ”
وقد عرف رسومات الرنك من العصر الأيوبي وكانت ترسم في كل من مصر ودمشق، لأنه قد بلغت صناعة الزجاج فى كل من مصر والشام فى العصر الأيوبي درجة كبيرة من الرقي والأزدهار.