الأدب القبطي وثراء التراث عبر الأجيال
افتتح قداسة البابا تواضروس الثانى المؤتمر الدولي التاسع لمؤسسة سان مارك للدراسات القبطية بوادي النطرون، بمركز لوجوس بالمقر البابوي والذي أقيم على مدار ثلاثة أيام..
حضر الإفتتاح نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس، والدكتور جودت جبرة والدكتور فوزي إسطفانوس وأعضاء هيئة التدريس بمعهد الدراسات القبطية، والأستاذ الدكتور سامي صبري، والأستاذ عادل فخري وإسحق عجبان، ومجموعة من الأساتذة الأجانب ومن بينهم إستيفن إميل وفاندر فليت وكاثرين لويز وسوزانا هوداك، وأعضاء جمعية محبى التراث القبطى المهندس سامي مترى والمهندسة رينيه يعقوب، ولفيف من الباحثين والمتخصصين فى مجال القبطيات.
كلمات ذهبية وثراء تاريخ الحركة الأدبية
بدأ المؤتمر العلمي بكلمات ذهبية لقداسة البابا تواضروس الثاني حيث استعرض قداسته خلال رحلة علمية أدبية شيقة تاريخ الحركة الأدبية ومساهمات الآباء فى إثرائها، والثقافات المتميزة التي تأثر بها الأدب القبطي، حيث قال:
إثراء الحركة الأدبية عبر الأجيال
هذا المؤتمر الذي يتحدث عن الأدب القبطي، والذى يعتبر هو الوسيلة التى من خلالها إنتقل التراث عبر الأجيال. والأدب هو ما يحمله من تاريخ وفكر وفن وإيمان ومقالات وسير ورسائل، حيث ساهم الآباء فى إثراء الحركة الأدبية، وتناقلت عبر الأجيال. وقد تأثر الأدب القبطي بلا شك بالثقافة اليونانية، والتي كانت سائدة أيام السيد المسيح، وقد تُرجم هذا الأدب إلى القبطية، فمن خلال ما نقرأ لرسائل الأنبا أنطونيوس فقد كتبت باليونانية أولاً، وقد إعتُبرت الأديرة القبطية جامعات علمية، كالدير الأبيض فى سوهاج الذى كثر فيه الآباء، ومنهم من ينسخ ويترجم التراث الآبائى. وهناك ثلاثة أنواع من الأدب القبطى، وهو الدينى والإجتماعى والوطنى، ويمكننا أن نتأمل معاً فى أدب القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، وقد بقيت مكتبته حتى القرن العاشر الميلادى. ومن الأهمية أن نذكر تاريخ يوحنا أسقف نيقيوس، وكتابات ابن العسال، وكتابات إبن الراهب، وإبن المكين، وإبن كبر.
الأدب فى العصر الحديث
وفي العصر الحديث تظهر كتابات يعقوب نخله، وكامل صالح، وترجمة الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، ومن اللهجات الفيومية والأخيمية إلى العربية، وهناك ترجمة لكتب التراث، مثل تجسد الكلمة للبابا أثناسيوس، وكتاب الإبصلمودية من ثيؤطوكيات وإبصاليات من القبطية للعربية، وبعض الكتب النسكية، وأقوال الآباء للإبوفثجماتا باتروم Epiphathmata of Patrum، وأيضاً الأدب الليتورجى، وكتب التسبيح. وكان للأدب الديني النصيب الأكبر فينيستنا القبطية، أما الأدب القبطي الجماعى فقد عكس العلاقات الوطيدة بين الأقباط والمسلمين ووحدتهم الوطنية، ونجده فى الفلكلور الشعبى، الترانيم الشعبية، والحكايات والمقالات، والكتابات التي تعكس وحدة المحبة بين المصريين جميعهم، ومدى التأثر بالطبيعة المصرية من أرض وصحراء ونهر النيل، حيث يشعر المصريين بالوحدة الطبيعية التى تجمعهم، ويجب ألا ننسى أن هناك ألف ومائتان كلمة قديمة قبطية تستخدم فى داخل الكلمات العربية الآن، أما الأدب الوطنى فهناك مقالات متأثرة بتاريخ مصر القديم، وبالثقافة الفرعونية وتاريخها، ويظهر أيضاً أدب ثورة 1919م الممتلئ بالمقالات الوطنية الساخنة، كمقالات سينوت حنا، وأيضاً وقت تعرض رئيس الوزاراء بطرس باشا غالى لحادثة الإغتيال، وما تابعها من مقالات وطنية وشعر وطنى منظم، ويذكر أن رحالة كثيرين كتبوا عن مصر والكنيسة القبطية، وقد دعا قداسة البابا الدارسين لدراسة الأدب القديم ودراسة المخطوطات وتحقيقها، والتأكد من سلامتها وصحتها.
كذلك تحدث عن المكتبة الحديثة التي أنشأها قداسته في رحاب مقره البابوى وضمن مركز لوجوس الذى قام قداسته بتأسيسه، كما وجه الدعوة لأعضاء المؤتمر لزيارة هذا الإنجاز العظيم بعد شرح مسيرة العمل وتكوينات المكتبة وقاعاتها.
تفسير نصوص الكتاب المقدس
بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر برئاسة البروفيسور الدكتور إستيفن إيميل Prof. Dr. Stephen Emmel ، والذى قدم الشكر لقداسة البابا تواضروس الثانى، ثم قام بتقديم المحاضرة الأولى الأب الدكتور مارك شيريدان Fr. Prof. Mark Sheridan، والتى كان مضمونها عن تفسير نصوص الكتاب المقدس فى الأدب القبطى. وقد أشار إلى إنتشار التفسير الكتابى باللغة اليونانية، حيث تمايز التفسير بحسب المكان والظروف الخاصة، كما عرض بعض النصوص التفسيرية القديمة، وكذلك عرض بعض النصوص التفسيرية القديمة، وعرض أيضاً نصوص حوارية حول اللوغوس، بالإضافة إلى مناجاة للسيدة العذراء مريم.
أدب الشهادة القبطى
تحدثت الدكتورة إيفا زاكرزويسكا Zakrzewska Dr. Ewa عن أدب الشهادة القبطى وقامت بعرض أحد الكتب المطبوعة فى ألمانيا، والتى تتحدث عن الشهداء الحديثين فى مصر، ثم تحدثت عن الكتابات الأدبية الخاصة بالشهادة فى العصر الحديث، من قصص ومقالات ومعلومات وصور وتواريخ. وقد طرحت تساؤلاً غاية فى الأهمية وهو: كيف دخل أدب الشهادة فى الحياة الكنسية؟!.. وأجابت بالإشارة إلى أن هذا الأدب دخل الحياة الليتورجية، فقد ذُكرت أسمائهم فى القداسات وكتاب السنكسار، وقد رُتبت الترانيم والإبصاليات الإحتفال بالشهداء القدامى بعمل تذكارات يومية لهم فى كل قداس مثل مارجرجس ومرقوريوس ومارمينا. كما أشارت إلى أن معاناة اللغة القبطية وإندثارها أحالت على الأقباط فهم هذا المكتوب عن الشهداء. وأيضاً بخصوص إختلاف اللهجات القبطية وتحول اللهجة الصعيدية إلى اللهجة البحرية، قد أثر فى أعمال الترجمة للعربية لأعمال الشهداء، وقد تأثر أدب الشهادة بالروحانية والتأريخ والثقافة.
قديسين غير مصريين فى السير القبطية
كذلك تحدث الدكتور نيكوس كوريمينوس Dr. Nikos Kuremenos عن قديسين ليسوا مصريين فى السير والكتابات القبطية مثل القديسين أوماريوس وهيجيوس وروفينوس، وهم فى التقليد الجورجى، وايضاً ثيؤغسطا وهى موجودة فى التقليد الأرمنى. ونجد أن القديس تادرس المشرقى الفارسى له مكانة كبيرة داخل الأدب القبطى، وأيضاً سرجيوس وواخوس ومارجرجس فهم من أنطاكية، ويتمتعون بوضعية كبيرة داخل الأدب القبطى. ونحن نعلم أن هيلاريا إبنة الملك زينون قد ترهبت فى وادى النطرون، ومكسيموس ودوماديوس أولاد الملك فالريان وتلميذى القديس مكاريوس. لذا فقد جمع وادى النطرون العديد من الأجانب، وقد أصبحوا فى متناول الأدب القبطى، وأيضاً أيام الملك جوليانوس، فقد ظهر الشهيد كيرياكوس ويوليطة أمه وهما من أنطاكية، ولهما كنائس وأديرة فى مصر وقد تم ترجمة سيرهم من اليونانية إلى القبطية.
القوانين القبطية الرهبانية
ثم تحدثت الدكتورة داليانا أتاناسوفا Dr. Dailiana Atanassova عن القوانين القبطية الرهبانية حيث أن الكلمة canon هى يونانية الأصل وقد إستُخدمت فى القبطية. ومن أهم القوانين الرهبانية هى قوانين الأنبا شنوده رئيس المتوحيدين، وقد نشر عنها كل من إستيفن إيميل Stephen Emile من ألمانيا، وآن بدور من السوربون بفرنسا، وهناك أيضاً قوانين الأب موسى المتوحد منآيدوس ومؤسس أديرة على النظام الباخومى، وقوانين الأب يوحنا رئيس المتوحدين، من القرن السابع، ويوجد أحد المخطوطات التى تضم قوانينه على شبكة الإنترنت، وهى شبيهه بقوانين الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، وله مخطوطتين محفوظتين فى مكتبة باريس رقم 131 ولندن وبرلين لاقم 169 من القرنين 8، 9، قد عثر على إسم الأب يوحنا على جدران معبد الكرنك بأسوان بالناحية الشرقية.
الرحلات الروحية فى الأدب القبطى
دار حديث الدكتور مارك مالفيز Marc Malevez، عن الرحلات الروحية فى الأدب القبطى، وهناك كتابات باليونانية إنتشرت ما بين سنة 378م و395م، وهناك مازال قليل من الدراسات عن تلك الحقبة فهناك مجموعة فى تلك الفترة من الرهبان الفلسطينين، قد زاروا مصر منهم روفينوس وسبعة من الرهبان والحاجة إيثريا فى القرن الخامس الميلادى والرحالة مارينو سانيوتو فى القرن الرابع عشر، وقد سجل أميلينو سنة 1809م عن الحياة الرهبانية.
مركز تراث الأرشيدياكون حبيب جرجس
مع إنتهاء جلسات العمل لهذا اليوم تم الإعلان عن دعوة قدمها الدكتورة نيافة الأنبا مارتيروس لأعضاء المؤتمر للتجمع بعد تناول العشاء مباشرة، لبحث إنشاء مركز تراث الأرشيدياكون حبيب جرجس، لتجميع كتاباته المسجلة فى الكتب والمجلات، بالإضافة إلى جمع الوثائق الخاصة بفترة رعايته للإكليريكية ومدارس الأحد، وما كُتب عنه وعن نشاطه فى النهضة الكنسية، وأهمية تجميع الصور الفوتوجرافية القديمة، والمعلومات الخاصة بمتعلقاته والمحفوظة بالمركزالثقافى القبطى. يُذكر أن أعمال الأرشيدياكون الأدبية وصلت إلى 180 عملاً، ولم ينشر عنه إلا عدد قليل، وقد رحب جميع الحضور بهذا المشروع الرائد.
الأدب الأصلى مقابل المترجم
فى جلسة علمية أدبية أخرى بدأت بمحاضرة الدكتور آن بودورسDr. Anne Boud,hors ، بالمشاركة مع الدكتورة كاثرين لويس Dr. Katherine Louis وكانت المحاضرة عن الأدب الأصلى مقابل الأدب المترجم، وقد عرضت كثير من الترجمات من اللغة القبطية الصعيدية إلى الإنجليزية، مثل ما قام Alin Suciu و Ebtahem Saweros و Alberto Camplanii.
التقليد الإيبوكريفى فى الأدب القبطى
ثم تحدث البروفيسور الدكتور هوجو لوندهوج Hugo Lundhaug Prof. Dr. ، عن التقليد الإيبوكريفى فى الأدب القبطى.
كذلك تحدث الدكتور جرجس بشرى عن الأدب القبطى فى علم الآباء اليونانى.
قام برئاسة الجلسة الثانية فى نفس اليوم ظهراً نيافة دكتور الأنبا مارتيروس. وقدم المحاضرات الدكتور سوزانا هوداك Dr. Suzana Hodak، والدكتورة مريم عياد Mariam Ayad ، والدكتورة يوحنا يوسف Youhanna Youssef .
جهود الرواد الأقباط في الأدب القبطي
Efforts of the Egyptian Scholars in Modern Times in Sutdying Coptic Literature”.
قدم نيافة الدكتور الأنبا مارتيروس Bishop Dr. Anba Martyros محاضرة شيقة حول “جهود الرواد الأقباط فى الأدب القبطى”، حيث قال نيافته:
يحمل التراث القبطى كل المعرفة بالإيمان المسيحى عامة والإيمان القبطى الأرثوذكسى خاصة فهو تراث الكنيسة النابض بالحياة والذى كُتب باللغة القبطية، وأعمال أخرى مترجمة من اللغة اليونانية إلى اللغة القبطية مثل الأبوكريفا وكتابات الآباء والغنوسية والمانوية ثم ترجم إلى اللغة العربية فيما بعد القرن العاشر الميلادى والتراث القبطى يحوى تعاليم الآباء وأقوالهم وترجمات الكتاب المقدس والمواعظ والرسائل والقوانين والقصص والشعر.
وفى القرون الأخيرة ظهر أدب دراسة اللغة القبطية فى محاولة لإرجاع التحدث باللغة القبطي، وما يلفت له النظر الآن محاولات ناجحة من علماء أقباط فى العصر الحديث لدراسة المخطوطات القبطية التى تحوى هذا التراث، وسنتناول ذكر بعض هؤلاء ومجهوداتهم. وعندما بدأت الدراسات القبطية داخل مصر طُبعت نصوص قبطية كثيرة وقواميس وكتب قواعد اللغة القبطية ولمعرفة أسمائها يمكن الإطلاع على قوائم المراجع الملحقة بكتاب سترون وكتاب مالون وبيبلوجرافيا كامرار وهيسلمان، ويذكر الرواد الأقباط فى مجال الأدب القبطى منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1- إقلاديوس يوحنا غبريال منقريوس لبيب الميرى، وقد ولد إقلاديوس لبيب بقرية مير محافظة أسيوط سنة 1868، ووافته المنية سنة 1918، وقد ظهر إهتمامه باللغة القبطية منذ شبابه المبكر فقد كان دائم الحضور فى القداس الأسبوعى فى دير السيدة العذراء المعروف بالمحرق والجلوس مع رهبان الدير ليناقش معهم اللغة القبطية وحدث أنه مع رحيله للعيش فى القاهرة بدأ فى دراسة اللغة القبطية وتتلمذ على يد المعلم عريان أفندى جرجس مفتاح، وسارع إلى فتح فصول لتعليم اللغة القبطية فى القاهرة.
2- الدكتور باهور لبيب Pahor Labib ، وهو إبن العلامة إقلاديوس بك يوحنا غبريال منقريوس لبيب الميرى الذي ولد فى يوم الثلاثاء 19 سبتمبر سنة 1905م، وإشترك فى ثورة 1919م، فى ضاحية عين شمس. وقد إلتحق بمدرسة الأقباط الكبرى بالكنيسة المرقسية بالإزبكية ثم إلتحق بمدرسة الخديوية الثانوية، وعندما إنتقل والده أقلاديوس فى شهر مايو 1918م، وقف والقى كلمة شكر باللغة القبطية للمعزين. وقد حصل على شهادة البكالوريا ثم إلتحق بكلية الحقوق سنة 1925م وفى ذات الوقت إلتحق بقسم الآثار بكلية الآداب أيضاً، وحصل على ليسانس الآثار فى مايو سنة 1930م.
سافر إلى ألمانيا للحصول على الدكتوراه وكانت الدراسة بجامعة فريدريش فيلهامز
Friedrich Wilhelms، وكان المشرف الأساسى على رسالته هو الدكتور هيرمان جرابو الذى يعتبر من أكبر علماء اللغة الهيروغليفية فى العالم وأيضاً العالم كورت زينه رئيس قسم الآثار الفرعونية بمتحف برلين، وكانت رسالته للدكتوراه عن الملك أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر، وقد حصل على درجة الدكتوراه سنة 1934م، وعاد إلى مصر حيث تم تعيينه معيداً فى معهد الآثار جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وكُلف بتدريس اللغة القبطية وتاريخ مصر اليونانى والرومانى، ثم تعينه مديراً للمتاحف الإقليمية بمصر القديمة. كما تقلد العديد من المناصب الأخرى الهامة مثل عضو بالمجلس القومى للثقافة، ومقرر لجنة الآثار بالمجالس القومية المتخصصة – عضو بالمجمع العلمى المصرى منذ عام 1960 – عضو بمعهد الآثار الألمانى ببرلين – عضو الجمعية الجغرافية الأمريكية – عضو لجنة المتاحف باليونسكو.
* وقد صلى القداس الإلهي نيافة الأنبا مارتيروس ونيافة الأنبا مكارى.
نشر نصوص الأدب القبطي عبر الأجيال
بدأت الجلسة الأول بمحاضرة البروفيسور إستيفن إميل Prof. Dr. Stephen Emmel، حيث دارت حول نشر نصوص الأدب القبطى عبر الأجيال، وقال بأن هناك عدة نقاط منها بحث مشروع نشر أدب الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، ومشروع تعليم اللغة القبطية، خاصة للباحثين. كما أشار إلى إعادة كتابة نصوص المخطوطات باللغة القبطية، ومحاولة حل المشاكل المتعلقة بالمخطوطة من تلف، بالإضافة إلى مشاكل خاصة فى spelling لحروف الكلمات ومحاولة كتابة الكلمات المفقودة من تلف الصفحات، لأسباب الحموضة الزائدة وخلافه، كما أشار إلى أنه يجب أيضاً ترجمة النصوص مع الأخذ فى الإعتبار اللهجة المكتوب بها النص، وعرض إستيفن إيميل مخطوطة محفوظة بمكتبة الفاتيكان بروما، عن الحروف الهجائية ونطقها باللغة الإنجليزية تحت رقم s 6-7 vn 8.
مشروع إلكتروني للمخطوطات على مستوى العالم
ثم تحدثت الدكتورة نجلاء حمدى بطرس والاستاذ رفيق عادل Dr. Naglaa Hamdi Boutros & Mr. Rafik Adel عن مشروع الكترونى محلى للمخطوطات القبطية على مستوى العالم، نظراً لحاجة الباحثين إلى مثل هذه التقنية. وهناك كثير من المخطوطات موجودة بالكنائس وعند الأفراد مازالوا يستخدموها فى الصلوات، وهناك مركز لحفظ المخطوطات وترميمها بدير السيدة العذراء السريان. ويأمل هذا المشروع أن يوفر معلومات عامة وشاملة عن كتب المخطوطات المجمعة إلكترونياً deigital copies format وتجميع المسجل فى الكنائس والأديرة فعلاً، وبشرط جودة حال المخطوطة، كما يهدف هذا المشروع إلى حفظ التراث القبطى للأجيال القادمة.
كتابات فى الأدب القبطى من النوبة
ثم تحدث الدكتور ألكسندروس تساكوز Dr. Alexandros Tsakos عن كتابات فى الأدب القبطى من النوبة حيث إنتشرت المسيحية في النوبة فى القرن الخامس الميلادى، وإنتشرت فى أقاليم أبريم ودنقله وهناك أكثر من 300 مخطوطة من النوبة منها 60 مخطوطة قبطية من النوبة، ومن بينها من سفر أرميا وسفر الأعمال، وكتابات من دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، ومخطوطة خاصة بظهور خشبة الصليب كتبها الأنبا كيرلس أسقف أورشليم، وبقايا لمخطوطة الأربعة كائنات الحية غير المتجسدين، للقديس يوحنا ذهبى الفم، وهناك نقوش جدارية من دير الشهيد أنافورس (ربما أبانوفر) يحوى كتابات قبطية.
الأدب القبطي في التقليد السرياني
ثم تحدث الأب زكا لبيب Fr. Zakka Labib عن الأدب القبطي فى التقليد السرياني وتحدث عن أهمية دراسة الأدب من اليونانية إلى القبطية، ثم من القبطية إلى السريانية، ثم من السريانية إلى الجرشونى. كما عرض نصوص نسكيات فلكسينوس المنبجى، ونصوص من سيرة مار إفرام السريانى، وتحدث عن طقس إرتداء الإسكيم القبطي في الأدب السرياني، وصلوات طقسية قبطية، وهي بذاتها نفس الصلوات فى الطقوس السريانية، ويُذكر أن سيرة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، موجودة بذاتها فى الأدب السريانى وقد تُرجمت إلى السريانية الجرشونية.
ترجمة السنكسار من القبطية إلى العربية
تحدث الدكتور الأب وديع عوض Fr. Dr. Wadi Awad عن ترجمة الأدب العربي من القبطية إلى العربية على الأخص كتاب السنكسار، ويتشابه مع كتاب تاريخ البطاركة لساويروس.
وقد قام برئاسة الجلسة التالية د. هانى تكلا Hany Takla والذى تحدث عن مساهمات دير القديس أبو مقار العامر بوادى النطرون فى الأدب باللغة البحيرية. {توجد صورة}
المخطوطات القبطية ومكتبات الأديرة
تحدث الدكتور إبراهيم ساويرس Ibrahim Saweros عن مجموعة المخطوطات القبطية بمكتبات الأديرة، حيث تحدث عن المخطوطات اليونانية الموجودة، ومأساة سرقة المخطوطات من أديرة وكنائس مصر. كما تحدث عن مساهمات الأجانب فى عمل تسجيل لهذه المخطوطات فى كتالوج مثل فابيو 1480- 1553، وجيوفانى مانجريلى 1722-1793، وجورج زوجا 1810، ومجموعة مورجان، وهناك من إهتم بالدراسة فى هذه الكتالوجات، أمثال الدكتور باولا بوزىوآلين سيشيو، وأيضاً يظهر لنا كتالوج كروم، وتناول بالبحث وولتر بليتز، وقدم العالم بنتلى كتاباً مطبوعاً لكتالوج المخطوطات القبطية مكتبة كامبريج، ويذكر أن الباحثين المعروفين قد درسوا فى هذه المخطوطات، من د. آن بدور وباولا بوزى لوثار ستورك، وذكر د. إبراهيم ومعه فريق مكون من إسحق الباجوشى ومايكل وغيرهم، أنهم بصدد عمل كتالوج للمخطوطات القبطية بجنوب مصر، وفى سمالوط لهم عمل كبير برعاية نيافة الأنبا بفنوتيوس، ويحتاجون إلى دعم كبير لإستكمال عملهم الكبير خدمة للكنيسة القبطية.
الرحالة الأجانب ومكتبات الأديرة
قدم أبونا ميصائيل البراموسى Fr. Misael al-Baramousy ورقة بحثية قرأها عنه أبونا مقار البراموسى وتحدث عن مكتبات الأديرة، والمكتبات المستقلة، ومكتبات الكنائس الصغيرة، ومكتبات الأديرة الباخومية، ومكتبة الدير الأبيض ومكتبة القديس أرسانيوس فى طره ومكتبة دير الملاك بالحامولى ونقاده وتحدث عن الرحالة الأجانب الذين زاروا مكتبات الأديرة أمثال أندريوسى وكراوزن تتام وبتلر ولورد براود فى القرن 18، و19.
جدول حساب الإبقطي
تحدث الباحث ملاك نصحى Malako Nos-hy عن جدول حساب الإبقطى بالدير الأحمر بسوهاج حيث عرض صوراً لحساب الأبقطى على حائط الدير والكتابة الملاصقة له، ومن خلال هذا الحساب يمكن حساب أسبوع الآلام موعيد القيامة والمناسبات المختلفة، بحسبما أقره محمع نيقية سنة 323م.
رؤية لنيافة الأنبا مارتيروس
على هامش المؤتمر فى لقاء وطنى مع نيافة الدكتور الأنبا مارتيروس أشاد نيافته بالدور الكبير الذى يقوم به الدكتور فوزى إسطفانوس، والذى قدم الكثير من الإهتمام للدراسات المتعلقة بالتاريخ القبطى، حيث بدأت رسالته منذ عام 2000 عندما قام بتأسيس مؤسسة مارمرقس للتاريخ القبطى St.Mark foundation for Coptic history” “، وذلك تحت رعاية مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث، والتى استمرت رسالته تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، والذى يحب التراث القبطى كثيراً ويمنحه إهتماماً خاصاً، وذلك من خلال إنشاء مكتبة ضخمة بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى، على مثال مكتبة الفاتيكان، وستضم مليون كتاب والعديد من المخطوطات القديمة، بالإضافة إلى أنشاء مركز لوجوس الثقافي.
حرص الباباوات على التراث القبطي
كما استعرض نيافة الأنبا مارتيروس في عرض تاريخى موجز وشيق حرص باباوات الكنيسة على المحافظة على التراث القبطي ودراسة فروعه من خلال تشجيع أبناءهم على البحث والتنقيب في التراث القبطي الآبائي.. كما أشار نيافته إلى إهتمام مثلث الرحمات القديس البابا كيرلس السادس بمؤسسة جمعية مارمينا العجايبى للدراسات القبطية، وكذلك البابا يوساب الثاني الذي أنشأ معهد الدراسات القبطية الحالي، والبابا مكاريوس والبابا يؤانس الـ 19 الذين كانا يدعمان الإكليريكية والندوات الثقافية.. كذلك أشاد بفضل ما قام به البابا كيرلس الخامس الذ،ي أنشأ المدرسة الإكليريكية سنة 1892م، وعمل على تشجيع تلميذه القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس لقيادة دفة التعليم الكنسي، وأيضاً إهتمام البابا كيرلس الرابع الذي قام بإفتتاح المدارس وشراء أول مطبعة من ألمانيا لطباعة الكتب، والتي كان لها أكبر الأثر في نشر التراث والأدب القبطي.
من خلال سلسلة شيقة من المحاضرات الرائعة لعلماء ومتخصصين نجح المؤتمر فى إلقاء الضوء على بحر من أوسع بحار الأدب والتراث القبطي والثقافة القبطية المتميزة..
قداسة البابا مع الدكتور فوزى أسطفانوس فى إفتتاح المؤتمر