عُرض فيلم ” ورد مسموم” ضمن فاعليات الدورة السابعة والستين لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والذي يرأسه الأب بطرس دانيال، بعضوية كل من مجدي سامى وميشيل ماهر.
الفيلم من تمثيل محمود حميدة (يلعب دور رجل يعمل في الدجل) – مريهام مجدي (تحية)– صفاء الطوخي (في دور الأم) – إبراهيم النجار (يلعب دور الأخ “صقر”) – محمد بريقع (الشيخ).. والفيلم تأليف وسيناريو وإخراج أحمد فوزي صالح.
تدور أحداث الفيلم حول “صقر” الذي يريد الفرار من حي المدابغ الذي يعيش ويعمل فيه بمصر، إلا أن شقيقته “تحية” تحاول منعه من السفر بأي ثمن حيث تعمل كعاملة مراحيض، وليس لها في الحياة سوى شقيقها الوحيد وأمها .
الجدير بالذكر أن لجنة اختيار الفيلم ذكرت في أسبابها لاختيارها له أنه مغامرة فنية بكل المعني، فقد لجأ المخرج إلي التجريب في كل عناصر الفيلم – تجريب في لغات بصرية غير معهودة في السينما المصرية، كما قام بتوظيف أدواته في سياق العمل بشكل بصري مميز، واستطاع من خلاله التعبير عن معاناة الإنسان من الفقر والتلوث والإهمال، معتمداً على طبيعة المكان الذي يصور فيه دون بناء ديكورات أو اللجوء إلى مصادر إضاءة صناعية، وهو ما أضفي مصداقية على الفيلم وتكاملت مع الأداء الجيد للممثلين.
وقد حصد الفيلم ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي، جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب، وجائزة صلاح أبو سيف “جائزة لجنة التحكيم الخاصة”، وجائزة أحسن فيلم عربي، مقدمة من “تيك توك”. أيضا فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما الإفريقية “طريفة” في إسبانيا، كما حصد على جائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الإفريقي الدولي في نيجيريا.
الفيلم يجمع في أسلوبه بين التسجيلي والروائي، حيث يتم التصوير في المواقع الحقيقية بمنطقة مصر القديمة وبشخصيات حقيقية من عُمال المدابغ “والفيلم المأخوذ عن رواية “ورود سامة لصقر” للروائي أحمد زغلول الشيطي”.
# ندوة عقب الفيلم
وقد عقدت ندوة عقب الانتهاء من الفيلم تحدثا فيها الناقدة والكاتبة ماجدة لويس والدكتور جلال سعيد عضو لجنة اختيار الأفلام بالمركز.
قالت ماجدة أن المخرج أحمد فوزي صالح قدم فيلم تسجيلي من عشر سنين (مشروع تخرج) عن منطقة المدابغ، وهي نفس المنطقة التي تم تصوير الفيلم الحالي فيها. وقدم الفيلم التسجيلي المنطقة وكيفية الحياة بها، وهي لا توجد بها ضمان للأمان للعمال الذين يعملون في صناعة الجلود، والفكرة لم تغادره.. وبعد عشر سنوات قرر أن يبدأ من نفس المنطقة لكي يقدم رؤية للناس المتعايشة في المكان . وأشارت الناقدة ماجدة إلي ان أبو بكر شوقي عمل نفس الشئ في فيلم “يوم الدين” فبعدما عمل مشروع التخرج عن مستعمرة الجذام، قرر أن يعمل فيلم روائي طويل بعدها.
ومن ناحية أخرى قال جلال سعيد: الفيلم التسجيلي الذي قدمه أحمد فوزي صالح “جلد حي” كان يعبر عن الجلد.. والذين يعملون بمهنته وكيفية صناعته.. ولكن في هذا الفيلم يقدم رؤية مختلفة عن المكان وتأثير الأشخاص بالمكان ورائحة المدابغ وأيضا التلوث البيئي والذي يهدد حياة المواطنين وشوارع منطقة مصر القديمة الممتلئة بالمياه الراكدة.. قدم الفيلم بأحاسيس لكي يصل لنا بهذا الشكل.
وطرحا كلاً من ماجدة لويس وجلال سعيد عدة أسئلة على الجمهور: من هو البطل في الفيلم؟ هل هي تحية أم صقر؟ وذلك لفتح حوار حول الفيلم.. نظراَ لعدم وجود أبطاله.
وخلال الندوة طرحت وجهة نظري داخل الندوة حول الفيلم، واتفقت معي فيه الناقدة ماجدة لويس.. وهو “أن الفيلم جيد من ناحية الصورة وهو فيلم تسجيلي أكثر منه روائي ولا يختلف عن الفيلم التسجيلي الذي عرض من ١٠ سنوات، وتتر النهاية أطول من السيناريو والفيلم يعرض مشاهد متكررة.. وبه أسلوب رتيب للعرض فيما أشبه بالسينما الصامتة التي ظهرت مع بداية اختراع آلة التصوير.. وفي رأيي أن البطل في هذا الفيلم هو المكان والصورة.”
وبعد الانتهاء من عرض فيلم “ورد مسموم”.. كان الصمت هو سيد الموقف.. ولم يصفق أي حد بالقاعة.. كما هو متبع عندما يعجب الجمهور بالفيلم ..!