خلال زيارة ناجحة لمصر أعرب فيها عن سعادته بحفاوة الاستقبال بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمته موجها الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، على الاستقبال الرائع له وللوفد المصاحب مشيداً بأهمية أقباط مصر ومكانتهم بالنسبة للمجتمع الفرنسي.
هذا وقد استهل “ماكرون ” كلمته من داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية قائلاً: أعلم جيداً كيف عانى الأقباط الأرثوذكس في السنوات الأخيرة من الهجمات الإرهابية التي تبعث عدم الشعور بالأمان، واعرف أيضا المجهود المبذول من الحكومة المصرية الأن لإعادة الأمن للبلاد لكي تتمكنوا من الاستمرار في التعايش السلمي في هذا المجتمع،و انا سعيد بهذا اللقاء مع قداستك خاصة في الظروف التي تمر بها مصر والمنطقة،وايضا انا اعتبر ان التعددية التي تنادون بها هي سبب أساسي في سلام المنطقة .
كما اشاد الرئيس الفرنسي بقداسة البابا متحدثا: اشكرك قداسة البابا على استقبالك في بداية هذا العام للوفد الفرنسي لشئون التعليم الذي أرسلته الرئاسة الفرنسية،حيث ان هذا الوفد كان لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط من حيث الثقافة وسنعمل الفترة القادمة على محاولة تطبيق توصياتكم بهذا الصدد ونتمنى من قداستكم المساعدة في تطوير التعليم وخاصة باللغة الفرنسية وتشجيع القراءة وبالتالي سوف استمع لرأي وتوصيات قداستك ازاء تلك الأمور بالتفصيل ، وانا ارى أن أولادنا عندما لا ينالون قسط من التعليم الجيد لا يستطيعون التواصل مع الأخرين واحترام حرية الإيمان والعمل مع بعض بالعيش المشترك لبناء مجتمع أفضل، ونعرف ان هذا تحدٍ كبير،لذا سوف نتعاون في هذا الصدد سوياً .
واكد الرئيس الفرنسي للبابا : قداستك تكلمت عن أهمية المسائل البيئية والاقتصادية، لذا لا يمكن ان نهتم بواحدة ونترك الأخرى، بل يجب تطويرهما معاً من اجل بناء مجتمع منتج، ولتحقيق ذلك يجب العمل على التنمية المستدامة لأنها الأساس في خلق مجتمع منتج يتعايش أفراده بينهم وبين بعض في سلام وأشكرك قداسة البابا ايضا على تقديرك لدور فرنسا في هذا الأمر، فنحن دائما نهتم بهذه الأمور في أفريقيا كلها ونعمل على هذا الهدف خلال السنة القادمة وسوف اقوم بزيارة كينيا قريباً لنفس الأهداف التي تقوم بها فرنسا بمصر ، وهذا عنصر أساسي من الاستراتيجية التي تنوي فرنسا تنفيذهاعلى المستوى العام .
أنهى”ايمانويل ” كلامه قائلاً: وجودي هنا اليوم يعبر عن الاحترام الذي نكنه للكنيسة القبطية الارثوذكسية وما تمثله الكنيسة ليس فقط في تاريخ مصر ولكن لمستقبل مصر أيضا ، فالكنيسة المصرية لها فضل كبير على التاريخ والمستقبل، ونحن نقدر ونعترف بقيمة كل الشهداء الذين قدمتهم الكنيسة المصرية ، وسأكون مسرور لأفهم من قداستكم اكثر عن شأن الحوار بين الأديان، وكيف يمكن نتعاون معاً وماهو الدور الذي نقوم به لمساعدة مسيحيي الشرق الأوسط ، حيث في هذا الأمر قررت ان نعقد مؤتمرا في باريس لكي نبحث كيف يمكننا ان نعمل بطريقة فعالة اكثر واحتاج ان اعرف توصياتك لهذا الموضوع واشكرك على هذا اللقاء.