ان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سطرت إيمانها بأحرف من نور؛ وذلك منذ العصور الأولي من خلال ألحانها الشجية والغنية بالروحانيات والإيمان الآبائي القويم، وكان هذا هو أهم الأسباب لحفظ الإيمان الأرثوذكسي داخل نفوس المؤمنين؛ وهكذا تناقلته الأجيال من خلال التسليم عبر تاريخ طويل امتدت جذوره الي عصر الآباء الرسل.
ونظمت الكنيسة القبطية لكل مناسبة دينية؛ مجموعة غنية من الألحان والتراتيل بالغتين العربية والقبطية؛ ومن خلال الألحان تسرد لنا الكنيسة كل ما يدور حول الحدث ومعانيه الروحية والنبؤات التي جاءت عن هذا الحدث؛ وكلها مرتبطة بنصوص كتابية والدسقولية وأقوال الآباء.
ومحور حديثنا اليوم الحان “عيد الميلاد المجيد” وهو حدث تاريخي عظيم لا يقدر أن يُنكره أحد؛ ولذلك رتبت الكنيسة بإرشاد الروح القدس أن يسبقه صوم 40 يوم؛ تشبُها بموسي النبي الذي صام 40 يوم قبل تسلمه كلمة الله علي لوحي العهد” الوصايا العشر”، وذُكر عن تلك الفترة وخاصة فترة شهر كيهك أنه الشهر المريمي، لأن الكنيسة تطوب خلاله السيدة العذراء التي كرمها الله بأخذ الناسوت منها؛ واستحقت ان تُدعي ام الله وأصبحت شفيعة لكل البشر عند ابنها يسوع المسيح، ويتسابق المسيحيين خلال هذا الشهر المبارك في السهر الروحي والجسدي لتسبيح الله خلال الألحان الكيهكية والتسبحة الخاصة بها، والتي يتلذذ خلالها المؤمنون بالصلاة طوال الليل دون كلل او ملل والتي تنتهي بالقداس الإلهي.
ثم تنقلنا الكنيسة من خلال الحانها الي رحلة الميلاد الطوباوي في بيت لحم اليهودية وأحداث الميلاد وتبشير الملاك للرعاة وظهور النجم الملوكي للمجوس وتقديم الهدايا الثمينة للطفل الإلهي والسجود له كأعظم ملك وإله.
فما بين اللحن الكيهكي والحان الميلاد رابط واحد هو يسوع المسيح محور كل الاحداث؛ ومن ثم تأتي الشخصيات التي ارتبطت بتلك الأحداث مثل ” السيدة العذراء مريم الطاهرة؛ الملاك جبرائيل المبشر؛ زكريا واليصابات العاقرين؛ المجوس علماء الفلك؛ الرعاء البسطاء”.
حيث تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد ساعات قلية بعيد الميلاد المجيد؛ وتعتبر الكنيسة أن ميلاد السيد المسيح هو بداية خطة الخلاص التى رسمها الله لفداء البشر؛ فكان التجسد الإلهي أمر حتمي وضروري لخلاص الانسان عن طريق “العدل والرحمة” فى آن واحد، نعم انها رسالة فرح لكل الناس لأنه هكذا بشر الملاك الرعاة قائلاً ” ها انا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، انه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ” (لو 2 : 10 – 11 ).
ومن أهم النبؤات التي احتزت عليها الإلحان الكيهكية وألحان عيد الميلاد
– لقد أعلن اشعياء النبي قبل الميلاد بمئات السنين بكل وضوح وصراحة ” ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ” ( أش 7 : 4 ) ويقصد بكلمة ( عمانوئيل ) شخص السيد المسيح ( الله معنا ) ، وهذه النبوءة العظيمة تتطابق مع قول معلمنا متى البشير أن المولود من العذراء الطاهرة مريم هو نفسه ( عمانوئيل ) الذى دعاه الملاك جبرائيل والذى تنبأ به اشعياء النبي ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ” ( مت 1 : 23 ) .
– كذلك تنبأ زكريا النبي وقال: ” ترنمي وافرحى يا بنت صهيون لأنى ها أنا ذا آتى وأسكن في وسطك يقول الرب فيتصل أمم كثيرة بالرب فى ذلك اليوم ويكونون لى شعبا فأسكن فى وسطك فتعلمين ان رب الجنود قد أرسلنى اليك ” . وفى هذه النبوة يوضح ما تنبأ به أشعياء النبى بكلمة ( عمانوئيل ) والتى تعنى أن الله معنا ، يسكن فى وسطنا، وتتصل به أمم كثيره فيعلمون أنه مرسل من الاب رب الجنود . هذه النبوءات تحدد ظهور الله متأنسا فى شخص السيد المسيح أذ يعلن انه من تشتهيه الامم سيأتى ليكون سلامها وأمنها وموضع سرورها.
– لقد تنبأ داود النبى بتجسد الله الكلمة وكأنه يرى الله قائما بشخصه ومعروفا باسمه فى أرض اليهودية فصارت مسكنا له . ” من صهيون كمال الجمال الله أشرق ، يأتى الهانا ولا يصمت … ذابح الحمد يمجدنى و المقوم طريقه أريه خلاص الهه ” ( مز 50 : 2، 23 ) ” الله معروف فى يهوذا اسمه عظيم فى اسرائيل . كانت فى ساليم مظلته ومسكنه فى صهيون ” ( مز 76 : 1،2 ).
– تنبأ ميخا النبى قائلا ” اما انت يا بيت لحم .. فمنك يخرج لى الذى يكون متصلتا على اسرائيل . ومخارجه منذ القديم منذ أيام الازل . ” ( ميخا 5:3 )
– تنبأ دانيال النبى فقال ” كنت ارى فى رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن الانسان أتى وجاء الى قديم الايام فقربوه اليه فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا تتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ” ( دا 7 : 13 ، 14 ) .. ويوجد العديد من النبوات الأخرى التي ذكرت في الكتاب المقدس ووضعت الكنبسة هذه النبوات في صورة ألحان وتسابيح يترنم الأقباط الأثوذكس طوال شهر كيهيك وبرامون وقداس عيد الميلاد.
” أشهر ألحان شهر كيهك وألحان عيد الميلاد ”
– المزمور 116 (ذوكصاصي أوثيئوس إيمون / المجد لإلهنا)
– لحن تين ثينو / قوموا يا بني النور
– لحن تين ناف / ننظر الى قيامة المسيح
– الهوس الأول (توتى أفهوس / حينئذ سبح موسى)
– لبش الهوس الأول – مديح آدام (قطعًا انقطع / خين أوشوت)
– الهوس الثاني – المزمور 135 (أوؤنه إيفول / اشكروا الرب)
– لبش الهوس الثاني – مديح آدام (مارين أوؤنه / فلنشكر المسيح)
– الهوس الثالث – (إك إزماروؤت / مبارك أنت)
– إبصالية واطس للثلاثة فتيه القديسين (أريبسالين / رتلوا للذى صلب) وفي كيهك وسبت النور بعده يُقال: لحن تينين أوثين ثي سيان كي تين لوجي | فمن ثم نقدم الذبيحة والعبادة العقلية
– لحن تين أويه إنسوك / نتبعك بكل قلوبنا
– مجمع القديسين في التسبحة (آرى إبريس فيفين / إشفعي فينا)
– الهوس الرابع (إزمو إبشويس إيفول / سبحوا الرب من السموات)
– إبصالية آدام للسيدة العذراء على ثيؤطوكية الأحد (آى ناهتى إثفى فاى / آمنت لذلك تكلمت)
– إبصالية آدام للسيدة العذراء على ثيؤطوكية الأحد السنوى (إنثوتى تى إسكينى / أنت هي القبة)
– إبصالية آدام على ثيؤطوكية الأحد السنوى (أيكوتى إنسوك / طلبتك من عمق قلبي)
– لحن ليبون إنشان / وأيضًا إذا ما اجتمعا
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة الثانية (أ) (تى كيفوتوس إتوشج / التابوت المصفح بالذهب)
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة الرابعة (أ) (إنثو بى بى إستامنوس / أنت هي قسط الذهب)
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة الخامسة (ب) (إيسو نيفين / كل الرتب العلوية)
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة السادسة (أ) (إنثوتى تى شورى / أنت هي المجمرة)
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة السادسة (ب) (توتى آليثوس / حينئذ بالحقيقة)
– ثيؤطوكية الأحد – القطعة السابعة (أ) (لحن شيري ني ماريا / السلام لك يا مريم)
– ختام الثيؤطوكيات الآدام (نيك ناى أو بانوتى / لحن مراحمك يا إلهي)
– طلبة تُقال في ختام تسبحة نصف الليل (لحن إفنوتى ناى نان / يا الله ارحمنا)
– إبصالية الأثنين (أنى أنشو إنشو / ألوف الوف)
– ثيؤطوكية يوم الاثنين بلحن آدام – القطعة الأولى (آدام إيتى إفؤى – آدم بينما هو حزين)
– ثيؤطوكية الثلاثاء – القطعة الثالثة (شيرى ثى إيطاس / السلام للتي ولدت)
– ثيؤطوكية الأربعاء – القطعة الثالثة (إنثوتى تيشسبى / أنتِ هي السحابة)
– ثيؤطوكية الأربعاء – القطعة الرابعة (أونيشتى غار / عظيمة هي كرامة)
– إبصالية الخميس – إبصالية واطس لربى يسوع على ثيؤطوكية الخميس (ليبون غار / وأيضا يا أحبائى)
– ثيؤطوكية الخميس بلحن واطس – القطعة الأولى (بى فانوس / العليقة التي رآها)
– لُبش واطس على ثيؤتوكية يوم الخميس (إفنوتى بى آت / الله الغير منظور)
– ثيؤطوكية يوم الجمعة بلحن واطس – قطعة 1 (تى إزماروؤت / مباركة أنتِ في النساء)
– ثيؤطوكية الجمعة – قطعة 5 (تى بارثينوس / أيتها العذراء مريم)
– إبصالية السبت – أبصاليه واطس لربي يسوع (افتى إم ابؤنوف / أعطى فرحًا لنفوسنا)
– ثيؤطوكية السبت – قطعة أولى (تى أنثوليب / أيتها الغير الدنسة)
– ثيؤطوكية السبت – قطعة سابعة (أفموتى إيروجى / دُعيتِ أم الله)
– ثيؤطوكية السبت – قطعة ثامنة (آرى تين ثوثتى / شُبهتِ بسلم)
– ثيؤطوكية السبت – قطعة تاسعة (هيبى يس إبشويس / هوذا الرب خرج)
– ختام الثيؤطوكيات الواطس (أوبنشويس إيسوس بخرستوس / يا ربنا يسوع المسيح)
– ذكصولوجية باكر الآدام (تين أوؤشت / نسجد للآب)
– أرباع الناقوس: العذراء (شيرى نى ماريا / السلام لك يا مريم)
– أرباع الناقوس: وفى عيد الميلاد المجيد (ايجين ميسى ميلاد بتولي)
– الذكصولوجيات الواطس – ذكصولوجية العذراء رفع بخور عشية (إيرى إبسول / زينة مريم)
– توزيع شهر كيهك في الآحاد (إف إم إبشاغار / لأنه بالحقيقة مستحق)
– برمون الميلاد (1) (أيناف إى تى / رأيت الخليقة)
– برمون الميلاد (2) (بى أواى إفول / الواحد من الثالوث)
– برمون الميلاد (3) (آموينى تيرو / تعالوا جميعًا)
– ذكصولجيه عيد البشارة المجيد (آإفيوت جوشت / تطلع الآب من السماء)