الكنائس تدعم نشر فكرة التنمية الاقتصادية خاصة المشروعات الصغيرة
مؤتمرات لبث أفكار كيف تبدأ مشروعك بين الشباب والأسر
الشباب ظالم نفسه لأنه استسلم للمعوقات الاقتصادية الحالية
الوظيفة الواحدة مقبرة للرجال فيجب أن ينوع الشاب مصادر دخله
يعاني المجتمع من ظروف اقتصادية غير مستقرة, والكثيرون يبحثون عن فرصة عمل, إلا أن هناك طاقات نور تفتح أبوابها أمام الجميع من خلال أسواق عمل كثيرة يمكن طرق أبوابها أمام ربة المنزل, والشباب, والرجال, والأرامل, وفي الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة, نجد هناك أسواق عمل ووظائف خالية لا تجد من يشغلها.. هذا ما أكده عادل رشدي مسئول لجنة التنمية الاقتصادية بالكاتدرائية المرقسية, والمسئول عن مؤسسة كرمة الوادي للتنمية المجتمعية.. تطرق حوارنا معه حول دور اللجنة والنصائح التي تقدم للشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل ولجان الخدمة وكيفية اختيار نوع النشاط وآليات نشر الأفكار والأهداف وصولا لكبح جماح البطالة ومحاور أخري, فإلي الحوار.
* في البداية.. نريد معرفة كيف نشأت خدمة التنمية الاقتصادية بالكاتدرائية المرقسية؟
** الخدمة بدأت منذ عام 1994 وأسسها نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف الشباب, وهدفها كان مساعدة الشباب في تحقيق أحلامهم ورسم مستقبلهم عن طريق الوظيفة والمشروع الصغير, ووضعت اللجنة عدة أهداف لها وهي توعية, تدريب, تسويق, وتوظيف.
ومنذ 2002 تم إدراج اللجنة إلي لجان المجمع المقدس ضمن لجنة الرعاية والخدمة, ومنذ تلك الفترة أصبح لنا ممثل للجنة داخل كل إيبارشية.
* كيف تحقق الخدمة أهدافها علي أرض الواقع؟
** انبثقت عن تلك الخدمة خمس لجان فرعية لتحقيق الأهداف علي أرض الواقع, وهم:
أولا: لجنة التوعية وتغير الفكر, وتهتم بتدريب الشباب علي الفهم الجيد للمجتمع ومتطلباته, وفي هذه اللجنة نقوم بتفسير الكتاب المقدس من منظور اقتصادي, ونرتب لقاءات مع خبراء اقتصاد ورجال أعمال ليتحدثوا عن تحديات سوق العمل ومتطلبات السوق.
ثانيا: لجنة التدريب والخبرة, وهي تدرس احتياجات المجتمع من مهارات وظيفية أو احتياجات فنية, ونقوم بتدريب الشباب, فهي لجنة تنقل الشباب من منطقة عدم المعرفة لمنطقة المعرفة.
ثالثا: لجنة المشروعات الصغيرة والاستشارات, ودورها توجيه الشباب للجهات الرسمية ومساعدتهم في إعداد دراسة الجدوي, والحصول علي القروض لشراء المعدات, ونحن نوجه الشباب للجهات الرسمية ولكن الكنيسة لا تعطي أموال مباشرة للمشروعات الصغيرة.
* ما دور لجنة الاستشارات؟
** دور هذه اللجنة في الأساس هو معرفة إذا كان الشاب يصلح لإدارة مشروع صغير أم لا, وقياس مدي مسئولية الشاب وجديته, ودراسة فكرة المشروع الذي يريد أن ينفذه, وعمل دراسة الجدوي ومساعدته في تنفيذ المشروع علي أرض الواقع.
* هل توجد لجان أخري؟
** توجد لجنة التسويق, فجميع الشباب المنتجين للمشغولات اليدوية, تقف أمامهم مشكلة التسويق, فهناك كم هائل من الأسر المنتجة لا تجد لها منفذ للبيع, وبكل أسف نحن في كنائسنا وأديرتنا لا نفتح أبواب مكتبات البيع أمام هؤلاء الأسر, فهناك منتجات تباع بتلك المكتبات ولا تستحق أن تأخذ فرصة البيع في تلك الأماكن, وبالأولي عرض منتجات الأسر المنتجة, فلذلك أخذت اللجنة علي عاتقها منذ نشأتها في 1994 عمل معارض للأسر المنتجة, وتنظم اللجنة معرض سنوي, ولكن توقفت هذه المعارض منذ أحداث تفجيرات الكنيسة البطرسية ولكن بدأنا هذا العام في إعادتها.
كما توجد لجنة خامسة تسمي لجنة التوظيف, وتخصص كل يوم خميس أسبوعيا لعرض جميع الوظائف التي جمعتها علي المواطنين, وأسبوعيا يوجد ما يقرب من 200 إلي 300 وظيفة.
* هل تم إضافة أهداف أخري للجنة نظرا لتغير الظروف الاقتصادية؟
** نعم, هما مساعدة الأسر في ظروفهم الأقتصادية وذلك عن طريق الأم, وبدأنا في عمل دورات تدريبية للأمهات الموجودين بالبيوت والبنات الذين لم يعملوا لكي يصبحوا منتجين وأصحاب مشاريع صغيرة, وهناك خادمة أخذت علي عاتقها الخوص في تلك الخدمة فتدربت في منظمة العمل الدولية والمجلس القومي للمرأة وبدأت في السفر إلي القري وفي خلال 5 شهور تم تدريب 180 سيدة علي أن يكونوا رائدات أعمال وذلك في بعض قري سوهاج, وأسيوط, والمنيا, وغرض ذلك المساعدة في تحويل البشر لكي يصبحوا منتجين بدل أن يستسلموا ظروفهم, والهدف الثاني هو تحويل طاقة أسر أخوة الرب إلي طاقة إيجابية, منتجة.
* كيف يتم إعداد الآباء الكهنة والخدام لنشر هذه الأهداف داخل الكنائس؟
** أدركنا أن القادة بالكنيسة هم من يجب أن يتم استهدافهم وتوعيتهم, والشباب يستقون أفكارهم من الأسقف أو من الكاهن أ ومن أحد الخدام, وبالتالي أي مجهود يبذل مع الشباب لا يمكن أن يأتي بثمر إن لم نغرس ذلك المجهود والفكر الجديد مع القادة.
فلذلك تنظم اللجنة مؤتمرات متعددة للكهنة, وعقدنا 16 مؤتمرا للآباء الكهنة لكي يتعلموا أسلوب الخدمة, وآخر مؤتمر كان في شهر يونية الماضي وموضوعه كيف تبدأ مشروعك؟, وكان هدفه كيف يتعلم الآباء الكهنة مساعدة الشباب في إنشاء مشروع جديد.
كما سيتم تنظيم مؤتمر نهاية شهر ديسمبر الحالي بإيبارشية أسوان والأقصر وإسنا وأرمنت برعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا, ونيافة الأنبا يوساب, ونيافة الأنبا يواقيم للخريجين وأصحاب الحرف لنشر فكر المشروعات الصغيرة, وأيضا سيتم عقد مؤتمر بإيبارشية ميت غمر في إجازة نصف العام لشباب ميت غمر تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا صليب, وقمنا بوضع منهج للتنمية الاقتصادية من بداية مرحلة حضانة مرورا باجتماعات السيدات والحرفين, ويناقش المنهج ثلاث محاور: الكتاب من منظور اقتصادي, ومهارات سلوكية, وخلق إفكار جديدة, كما بدأنا في دورة إعداد خدام للمشروعات الصغيرة, لنجهز خدام للتحدث في كنائسهم عن المشروعات الصغيرة.
* حدثنا عن برامج تلك المؤتمرات؟
** مدة المؤتمر تكون أربعة أيام ويأتي المدربين من وزارة الشباب وأساتذة من جامعة النيل ويكون عدد الحاضرين في المؤتمر من 100 مشارك إلي 120 مشاركا, وخلال أيام المؤتمر يتم معرفة كيف يتم عمل دراسة جدوي, وعملية تسويق المنتج, وكيف يختار مشروع, وفي نهاية المؤتمر يتم تقيم جميع أفكار المشروعات المقدمة والمشروعات الفائزة تقوم جامعة النيل بتمويل تنفيذه, ويمنح باقي المشاركين شهادات معتمدة من وزارة الشباب.
* كيف تساعد لجنة المشروعات الصغيرة الشباب في خلق أفكار يمكن تنفيذها علي أرض الواقع؟
** الشاب عليه أن يقرأ المستقبل ويعايش الواقع ويكون لديه نشاط مجتمعي من خلال الأحزاب أو مراكز الشباب أو الجمعيات الأهلية, بحيث يكون علي دراية بلغة المجتمع ولا يكون منغلق علي نفسه, وعلي الشاب دراسة احتياجات المجتمع ويأخذ الوقت الكافي في الدراسة, فعلي الشاب إنتاج ما يحتاجه السوق وليس ما يحب أن ينتجه, فاحتياجات المجتمع هي التي تخلق الأفكار.
وبالرغم من ذلك فاللجنة أخذت علي عاتقها دراسة السوق ومعرفة احتياجاته, وبالفعل استطعنا التواصل مع مجموعة من المصانع الكبري داخل مصر وطلبت مننا مستلزمات لمصانعهم بكميات هائلة مثل جوانتيات ومنظفات صناعية وأكياس بلاستك وكراتين ولمبات للإنارة, وأعطت لنا جميع المواصفات والأسعار, ولكن لم نجد الشباب الذين يريدون أن ينفذوا تلك المشاريع الصغيرة, فبحثنا عن المصانع المتعثرة لإعطائها قبلة الحياة, ولكن للأسف لم نجد حصر بالمصانع المتعثرة التي بدأت بمشاريع صغيرة ولم تستطع الاستمرار.
* نريد معرفة رؤية اللجنة خلال الفترة القادمة؟
** وضعت اللجنة رؤية تعمل علي تحقيقها خلال عام 2019, وهي:
1- إعادة هيكلة اللجنة وفتعيلها ووضع توصيف لكل مسئول وكل لجنة, والاستمرار في عقد المؤتمرات مع رجال الأعمال, وسيتم عمل مهرجان خاص بالتنمية الاقتصادية وعمل شبكة تواصل فعالة لمكاتب التوظيف علي مستوي الكرازة.
* ماذا عن التعاون مع أجهزة الدولة من أجل تدريب الشباب؟
** لايزال عقد التعاون الموقع منذ عام 2016 مع وزارة الشباب ومع شركة مايكروسوفت, برعاية الأنبا موسي بشأن مبادرة مصر تعمل والتي تهدف لتدريب الشباب مجانا علي 15 برنامجا في مجال الكمبيوتر, وتم رصد ميزانية لتدريب 15 ألف شاب علي مستوي الكرازة, ويقدم المدربون خدمتهم في أي مكان, وبالفعل تم تدريب مجموعات من الشباب في أماكن مختلفة مثل أسوان وطما ومطاي والإسكندرية وشبرا, بالرغم من ذلك فلم يتم تدريب سوي أربع آلاف شاب فقط علي مدار ثلاث سنوات, وذلك بسبب عزوف الشباب عن التدريب.
* كيف تساهم اللجنة الاقتصادية في بث تلك الأهداف النبيلة داخل المجتمع ككل؟
** أنشأنا مؤسسة كرمة الوادي للتنمية الاقتصادية والتدريب عام 2018, وهي ذراع مجتمعي تابعة للشئون الاجتماعية, ومن خلالها تستطيع خدمة المجتمع كله, وسوف تنظم المؤسسة مع نهاية العام دورة كيف تدير مؤسسات أهلية.
* ما هي الكورسات التي تنظمها مؤسسة كرمة الوادي للمجتمع؟
** هناك كورسات خاصة بتعليم الحرف اليدوية مثل صناعة المنظفات, وتصفيف الشعر, والمشغولات الجلدية, وصيانة الكمبيوتر, والخياطة, وصيانة المحمول, والبورسلين, والتطريز, والكروشية.
كما تنظم المؤسسة دورات طور وغير ودورات في مهارات الأعمال, وتشجيع ريادة الأعمال, وتقدم أيضا المؤسسة كورسات الكمبيوتر بالتعاون مع شركة مايكروسوفت والتي سبق الإشارة إليها, كما تساهم المؤسسة في الاستشارات الاقتصادية لمن يريد معرفة.
* وماذا عن القنوات التي تنشر المؤسسة أفكارها بين الشباب والمجتمع؟
** مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر الوسائل انتشارا الآن فلذلك نحن لدينا صفحتين علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
* هل شباب هذا الجيل مظلوم نتيجة للظروف الاقتصادية الحالية؟
** الشباب ظالم نفسه, لأنه استسلم للظروف وللمعوقات, فيجب أن يكون الشاب مقاتل ويسعي وراء هدفه ويخلق لنفسه فرص, فيجب أن يتعلم الشباب مهارات حياتية مختلفة تجعله قادرا علي خلق فرص عمل جديدة.
* ما زال حلم الوظيفة الحكومية بعد التخرج يداهم الكثير من الشباب فماذا تقول لهم؟
** الوظيفة الواحدة هي مقبرة للرجال, فيجب أن ينوع الشاب مصادر دخله, وعليه أن يدرك أن العمل الحر ليس له سقف أو ضوابط تحكمه, وفي العمل الحر يصبح الشخص منتج ومصمم ومسوق ومنفذ, وخلال العشر سنوات القادمة ستختفي الكثير من الوظائف, وستبقي الوظائف للأشخاص المميزة, والذين يملكون أكثر من لغة وخاصة اللغات الجديدة كالصيني.