قام اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة رعوية إلى الإسكندرية تفقد خلالها إلى الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية وأعمال التطوير التي تجري بالكاتدرائية بالإسكندرية وأعمال ترميم الأيقونات القبطية بالكاتدرائية من داخل الكنيسة وأعمال التطوير الكلية الأكليريكية بمصاحبه وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والأستاذ نادر مرقس عضو المجلس الملي السكندرية ونيافة الحبر الجليل الأنبا بولا.
بعد ذلك توجه قداسة البابا إلى مقر الكلية الإكليريكية حيث دعا قداسته كل مسئولي ووكلاء الكليات الاكليريكية على مستوى الكرازة لتفقد الكلية الاكليريكية بالإسكندرية في ثوبها الجديد بعد أعمال التطوير التي شهدتها مؤخرًا التي تعد بمثابة امتداد لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أسسها القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وذلك بمشاركة نيافة الحبر الجليل الأنبا بافلي أسقف كنائس المنتزة ومسئول قطاع الشباب بالإسكندرية والأنبا ايلاريون أسقف كنائس غرب الإسكندرية وبحضور الآباء المطارنة والأساقفة الأجلاء أصحاب النيافة أنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية وأنبا بنيامين مطران المنوفية وأنبا بولا أسقف طنطا وأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبي قرقاص وأنبا كاراس أسقف عام المحلة الكبري وأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق وأبونا انجيلوس اسحق سكرتير قداسة البابا والقمص إبرام بشوندي وكيل الكلية الاكليريكية بالإسكندرية وقدس ابونا إبرام إميل وكيل عام البطريركية ولفيف من الآباء كهنة الإسكندرية والكرازة.
حضر من كل كلية اكليريكية الأب الأسقف مسئول الكلية ووكيل الكلية وعدد اثنان من هيئة التدريس بالكلية، وقد بدأ اللقاء بعمل جولة تفقدية بارجاء الكلية كل قاعات المحاضرات وحجرة وكيل الكلية ومدرج مارمرقس الذي يسع حوالي 210 طالب ومكتبة كتب الكلية ومكتبة المحاضرات ومعمل الكمبيوتر والدي الحاضرون إعجابهم وبهتوا من التطوير الهائل للكلية الذي تم علي اعلي مستوي من التقنيات الهندسية والتكنولوجية التي تجعل الكلية تضاهي أعلى الجامعات.
الجدير بالذكر أن قداسة البابا قد قام بافتتاح الكلية في ثوبها الجديد في 25 يوليو الماضي وأثنى خلال الافتتاح عن عظمة ورقي التجديدات التي تمت بها وأوصي يومها بدعوة كل مسئولي الكليات الاكليريكية والمعاهد الكنسية للحضور ورؤية هذا الصرح العظيم الذي يليق بمكانته كأقدم كلية بالكرازة.
ثم ألقى قداسة البابا تواضروس خلال اللقاء كلمة علي الحضور من مختلف الكليات الإكليريكية.
وبدأ قداسة البابا تواضروس كلمته بالآية الأولي “قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” من ٥١ : ١
والآية الثانية من سفر المراثي “جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ” (مرا ٥ : ٢١)
الآية الأولى عن تجديد روح الله في داخلنا وأيضا التجديد الفردي المقصود به التوبة المستمرة
والآية الثانية عن التجديد الجماعي ….. فالطبيعة مثلًا تعلمنا التجديد مثل الكبر في السن من طفل صغير لشاب لرجل لشيخ مسن.
كنيستنا القبطية بدأت مع حضارة ووجود نهر النيل، فالمصري استمد حياته من وجود ماء النهر وتسبب ذلك في وجود مثلين من الجمود الأول “اللي نعرفه أحسن من اللي معرفهوش” يمثل كلبش يعوق الحركة مثل حركة اللغات التي تأتي بضعف شديد.
المثل الثاني “اللي نبات فيه نصبح فيه” لا تجديد ولا تطوير كأحد معوقات مجتمعنا مثل الروتينية.
وتابع قائلًا أتحدث معكم عن ٣ كلمات صغيرة لكنها مهمة جدًا عن منظومة التعليم وهي ٣ مصادر “مدارس الأحد والإكليريكية والدير”
+ مدارس الأحد تنتج خوارس من الشمامسة وفرق الكورال حيث كيف نعبد الله بكلام منغم موسيقي.
+ الإكليريكية تخرج الكهنة والقسم المسائي ومسئول عن التعليم الديني المستقر في كنيستنا.
+ الدير هو عبارة عن جامعة روحية يخرج الأساقفة المنوطين بالخدمة والرعاية
وللعلم الإكليريكية هي الحلقة الوسطي لمنظومة التعليم والكيان المفصلي في التعليم لذلك مسئوليتها غاية في الخطورة.
قديما كان الانسان يتعلم من خلال 5 مصادر “الاسرة والكنيسة والمدرسة والاصدقاء والميديا”
أما الآن صار الترتيب بالعكس ” الميديا والاصدقاء و……..” وهنا مكمن الخطورة في التعليم وبما أننا المنوطين بالتعليم أحدثكم عن ٥ أشياء عن التعليم المؤثر ليأتي التعليم بالثمار والتأثير المرجو منه أن يكون تعليم “تبادلي – إبداعي – ايجابي – انفتاحي – اختباري”.
+ تبادلي: يجب أن يكون في اتجاهين بين المحاضر والطلاب ليخرج من العقلية البنكية الي عقلية الحرية والابداع وليس تعليم بالقهر من إتجاه واحد
+ إبداعي: يحوي الجديد كل مرة وفكر الإبداع وليس تقليديًا مثال هندسة العهد الجديد كنوع من الجذب ويأتي دائما كثرة القراءة والبحث معتمدين علي المثل ” ما اسمعه انساه
وما أراه افتكره …وما أفعله افهمه”
+ إيجابي: بناء به روح التفاؤل والرؤية المستقبلية للحياة ليست به سلبية ونظرة غير ايجابية وبه روح الجمال عن كنيستنا وطقسها
+ انفتاحي: نحن لسنا بمفردنا في هذا العالم الذي به آلاف اللغات والثقافات لذا يجب أن يكون منفتحًا على كل هذا.
+ اختباري: أن يكون المحاضر مختبر صاحب رؤية مر بكل ما يقول.
ما تحتاجه الكلية هم ٧ مجالات لإضافة روح التجديد وهم (٧ م) “معلم ومتعلم ومبني ومكتبة ومعمل ومدرج ومنهج.”
وفي ختام اللقاء أعلن قداسته عن عمل مسابقة بين كل الكليات الإكليريكية ومكافأة مالية للكلية الأولى من حيث التجديد على كل المستويات السبعة الماضية وسماها قداسته جائزة التميز والتطوير.