احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بيوم الأغذية العالمي 2018 ، الذي اُقيم هذا العام تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا.. #القضاء_ على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن” ، حيث تم تسليط الضوء خلال احتفالات هذا العام على أهمية العمل الموحد لمواجهة الجوع وسوء التغذية من أجل تحقيق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
اُقيم الاحتفال تحت رعاية الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور السيد عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والسيد حسين جادين ممثل الفاو بمصر ، ومشاركة عدد كبير من مسؤولي الفاو وممثلي منظمات الأمم المتحدة، وقيادات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومركز البحــــوث الزراعية ومركــز بحوث الصحــراء، والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والإعلاميين.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر خطت في السنوات الأخيرة خطوات متسارعة في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة والمتواصلة لتنويع مصادر الدخل القومي، وكان القطاع الزراعي رائداً في تهيئة المناخ المناسب للاستفادة بأحدث ما تقدمه تكنولوجيا العصر لرفع كفاءة الموارد الزراعية المتاحة، وزيادة الانتاج الزراعي مع الارتقاء بجودته وتنويعه لزيادة القدرة على المنافسة في الاسواق المحلية والعالمية .
وقال “أبو ستيت”، إن الحكومة المصرية خصّت محور التنمية الزراعية بقدر ملحوظ من العناية عن طريق تقديم الدعم المادي والتشجيع المستمر لهذا القطاع، حتى يمكن للتنمية المرتقبة أن تستند على محور للزراعة قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان من الغذاء، مما شجع الكثير من المستثمرين على الدخول في النشاط الزراعي حيث بلغت الاستثمارات الزراعية المنفذة في القطاع الزراعي حوالي 9,21 مليار جنيه تمثل نحو 25,4% من الاستثمارات الكلية عام 2016/2017.
وأضاف أن ذلك انعكس على زيادة قيمة الناتج المحلي الزراعي المصري، إلى نحو 6,398 مليار جنيه تمثل نحو 6,11% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2016/2017 ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الزراعية الهامة (الأرز – الخضر – الفاكهة – الحليب الطازج – بيض المائدة) وذلك على الرغم من الزيادة السكانية، وتحقيق فوائض إنتاجية من السلع الزراعية تم تصديرها للخارج بلغت قيمتها حوالي 56 مليار جنيه تمثل أكثر من 22% من الصادرات الكلية لعام 2017 ، ويستوعب محور التنمية الزراعية حوالي 5,6 مليون عامل تمثل أكثر من 25% من العمالة الكلية عام 2017 .
ومن جانبه، قال السيد عبدالسلام ولد أحمد، :”عاني حوالي 40.2 مليون شخص في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا من نقص التغذية في عام 2017 وفقاً لتقرير نظرة حول الأمن الغذائي والتغذية ، لذا فإن منظمة الفاو تقوم على المستوى الإقليمي بمساعدة بلدان المنطقة في بلورة إستراتيجيات وسياسات لمواجهة التحديات التي تعوق القضاء على الجوع مثل ندرة المياه وتغير المناخ، وتعمل أيضاً مع الدول الأعضاء لدعم سلاسل الإنتاج والتغذية وأنماط الاستهلاك التي تسهم في استدامة الأمن الغذائي وتحسين مؤشرات التغذية والحد من التقزم والبدانة والهزال”.
وأضاف :” ولقد تم صياغة ثلاث مبادرات إقليمية بطريقة تشاورية بين جميع دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عام 2014 لتعزيز الأمن الغذائي ودعم التنمية الزراعية للحيازات الصغيرة النطاق وتحقيق الأمن المائي، وهي مبادرة ندرة المياه، والمبادرة الإقليمية للزراعة الأسرية الصغيرة النطاق، ومبادرة بناء القدرة على الصمود من خلال تحسين الأمن الغذائي والتغذية، حيث نعلم جميعاً أن 80% من الإنتاج الزراعي في منطقتنا يتم من خلال صغار المزارعين، لكن حوالي 70% من الفقراء يعيشون أيضا في المناطق الريفية، وبالتالي فإنه لا يمكن القضاء على الفقر أو الجوع في المنطقة من دون الاهتمام بصغار المزارعين، حيث يلعب هؤلاء الدور الأكبر في التنمية الريفية الشاملة”.
وبدوره قال السيد حسين جادين في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن السيد جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الفاو :” في هذا العام يأتي يوم الأغذية العالمي في لحظة حرجة بالنسبة إلى مكافحة الجوع وسوء التغذية، وهذه هي السنة الثالثة التي يستمر فيها الجوع في الازدياد، حيث عانى ما يقرب من 821 مليون شخص من نقص التغذية في عام 2017 وفقاً لآخر تقرير عن حالة الأمن الغذائى والتغذية بالعالم، فالصراعات وظواهر الطقس المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ والتباطؤ الاقتصادي، تعمل كلها على عكس التقدم المحرز في مكافحة الجوع.”
وأضاف :” لقد آن الوقت لمضاعفة الجهود من أجل تحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الجوع، ويناشد يوم الأغذية العالمي لهذا العام المجتمع الدولي للعمل معاً بشكل أوثق والاستفادة من الأدلة والأدوات المتاحة، حيث مازال من الممكن تحقيق القضاء على الجوع إذا ما وحدنا قوانا عبر الدول والقارات والقطاعات والمدن في السنوات المتبقية حتى عام 2030″.
وأكد “جادين”، على أن الظروف والتحديات التي تواجهها مصر تقتضي ضرورة الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية، علاوة على زيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية؛ بهدف تعزيز الابتكار ودعم زيادة الانتاج المستدام وإيجاد طرق أفضل للتكيف مع المشاكل الأخرى مثل شح المياه والتغير المناخي، وهي الأمور التي يمكن للفاو أن تساهم فيها بشكل كبير.
وقد تخلل الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي أقيم في مقر وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي، عرض فيلم وثائقي من إنتاج منظمة الفاو عن الآثار المترتبة على إمكانية مواجهة والقضاء على الجوع عبر سلسلة من الإجراءات، كما قام معالي وزير الزراعة بتوزيع شهادات تكريم على السادة المكرمين بمناسبة جهودهم في هذا اليوم، كما تم افتتاح معرض لإصدارات ونشرات الفاو على هامش الاحتفال.