نظمت سفارة كوريا الجنوبية بمصر حفلاً بمناسبة العيد القومي لدولة كوريا الجنوبية، والذي شارك فيه لفيف من السفراء والمسؤولين وعدد من الإعلاميين.
وفي كلمته خلال الحفل قال “يون يو تشول” سفير كوريا الجنوبية بمصر: “يطلق على الثالث من أكتوبر في كوريا “جيه تشيون ايل” Gae Cheon Jeol’ ، ويعني حرفياً “يوم فتح السماء”. وتابع: إن لكل دولة أسطورة عن أصل نشأتها. وتقول اسطورتنا أن ابن الإمبراطور السماوي هبط إلى الأرض، في شبه الجزيرة الكورية، وأنشأ أول مملكة للشعب الكوري في عام 2333 قبل الميلاد. ربما لا نريد أن نعترف لأنفسنا بأن كوريا واحدة من العديد من الجمهوريات الجديدة التي نِشأت بعد الحرب العالمية الثانية، ربما نريد ان نفتخر بأن لدينا تاريخا يرجع لآلاف السنين. لكن أعتقد أننا نحتفل بيوم التأسيس لنذكر أنفسنا بفلسفة المؤسس: “هونغ إيك إنجان”، وهي نشر الفائدة للبشرية جمعاء.”
وتابع السفير الكوري: “أعتقد أننًا جميعًا نتشارك في الاعتقاد النبيل بأن الدولة ومؤسساتها معنية جميعها بأن تعم الفائدة على البشرية. وبهذه الروح، أعتقد أنه يمكننا الاحتفال باليوم الوطني الكوري مع أصدقائنا من مصر، دولتنا المضيفة، وأولئك الذين يمثلون بلدان أخرى في العالم. وعندما يتعلق الأمر بالتاريخ القديم أو الممالك القديمة، لا يمكننا التنافس مع المصريين. فليس لدينا الأهرامات أو أبو الهول لتحاكى قصة مملكتنا الأولى التي دونتها الممالك اللاحقة في كوريا. حتى أنه في عام 2333 قبل الميلاد ، كان عمر أهرامات الجيزة أكثر من 200 سنة! ومن ناحية أخرى، تتشارك كوريا ومصر نفس مصير الجمهوريات الشابة ذات الحضارات العريقة، تلك الجمهوريات التي انطلقت مسيرتها نحو حياة أفضل لشعوبها برؤية جديدة وعزم.”
وأشار سفير كوريا الجنوبية إلى أن دولتي كوريا ومصر تربطهم صداقة وطيدة منذ فترة زمنية طويلة وذلك على الرغم من أن علاقتنا الرسمية بدأت متأخرة في عام 1995، لافتًا إلى التقدير الكبير الذي تكنه كوريا الجنوبية إلى مصر للدور الهام الذي تلعبه مصر في السلم والأمن الإقليميين ولمجتمعها المثالي المنفتح وللتسامح والتنوع الذى تحظى به.
وأوضح أن العلاقات الثنائية شهدت تطورًا سريعا، لاسيما بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي إلى كوريا في مارس 2016، والتي تم فيها تبنى الشراكة التعاونية الشاملة، ملمحًا إلى أن كوريا تدعم الإصلاحات الاقتصادية في مصر من خلال برنامج تبادل المعرفة المحدد الأهداف الخاص به مع أهداف أحرى محددة وكذلك التعاون في المجال المالي مثل اتفاقنا لتوفير قطارات لخط المترو الخامس.
وقال “تشول”: “حالياً، يعمل في مصر حوالي 40 شركة كورية، منها مصانع سامسونج وإل جي اللتان تبلغ قيمة صادرتهما من منتجات تحمل شعار “صنع في مصر” 500 و200 مليون دولار على التوالي لكل شركة. وهناك مصنع الشركة المصرية لتكرير البترول ERC في مسطرد، الذى تبنيه شركة “جي آس” الكورية والذى سيوفر 50٪ من استهلاك وقود الديزل في مصر. وعلى صعيد التبادل الثقافي النابض بالحياة، يستمتع العديد من الشباب المصري بأغاني ورقصات K Pop، وكذلك الدراما الكورية التي تعرض في التليفزيون المصري. كما يقبل العديد من المصريين عل تعلم اللغة الكورية. بالإضافة إلى أن هناك 35000 مصري يمارسون رياضة التايكوندو، الرياضة الكورية الوطنية الأولى، والقائمة تطول وتطول.”
واستطرد السفير قائلًا: “وفي كوريا، تبنت القمة الأخيرة بين الكوريتين إعلان “بيونج يانج” التاريخي الذي سيعجل بالحد من التوترات العسكرية، ومن الاستعدادات للتعاون الاقتصادي، وإعادة توحيد الأسر المنفصلة، والتبادل الثقافي، ونزع السلاح النووي. وبالطبع، لا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها، لكننا سنستمر في رحلتنا من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية بصبر وعزيمة، وأيضاً بدعم وتفاهم أصدقائنا المقربين في المجتمع الدولي مثل مصر، خاصة وأن الرئيس السيسي تقابل مع الرئيس “مون جاي إن” في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث سبل تعميق وتطوير الشراكة بيننا”. وفي الختام قال السفير الكوري: “أتصور، أن هذه المناسبة أبرزت الأهمية التي نوليها لعلاقاتنا ولشعوبنا وللعالم.”