تضمنت فعاليات اليوم الأول لأسبوع القاهرة للمياه انعقاد الجلسة العامة الأولى لمناقشة قضية إدارة المياه بما يتواكب وأهداف التنميه المستدامة ، بمشاركة نخبة من الوزراء والعلماء والخبراء، وقد أدار الجلسة الدكتور هاني سويلم المدير الاكاديمي لقسم الهندسة الهيدرولوجية والمدير التنفيذي للتغيرات الهيدرولوجية و إدارة الموارد المائية باليونيسكو ، كما حاضر في هذه الجلسة سبعة من الوزراء و العلماء حيث تم التأكيد على اعتبار المياه من أثمن الموارد في العالم ومطلب أساسي للحياة، بالاضافة الى كون إدارة المياه وفقا لمنهج التنمية المستدامة تعد بمثابة حجر الاساس لحياة افضل ، وقد ركزت أجندة التنمية المستدامة في مصر 2030 على المياه كعامل رئيسي للتنمية المستقبلية في ضوء القيود والتحديات التي تفرضها ندرة المياه.
وقد أكدت الجلسة العامة الأولى على وجود حلول مبتكرة لإدارة المياه في مختلف القطاعات بطرق أكثر كفاءة وإنتاجية ، وذلك من قبل مسئولين رفيعي المستوى من مختلف الدول المشاركة ، كما تم استعراض الاستراتيجية المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مصر ، كذلك تناولت الجلسة استعراض لمحة عامة حول المتطلبات التي ينبغي وضعها من تدريب خبراء في هذا المجال بحيث يمكن تغطية جميع محاور استدامة الموارد المائية وتنفيذها علي أرض الواقع في إطار الحوار المجتمعي.
كما تم خلال الجلسة توضيح الدروس المستفادة والسياسات المنعكسة في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة على الماء والصرف الصحي ، وقصص النجاح ، والإتجاهات الحديثة حول العلاقة بين الماء والغذاء والطاقة لزيادة انتاجية الفدان آخذين في الاعتبار تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه.
وفي كلمته التي استهل بها الجلسة أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري على استراتيجية مصر للوصول لأهداف التنمية المستدامة ، لافتاً إلى استراتيجية وزارة الموارد المائية والري بمكوناتها التي تشمل تنمية الموارد المائية وتنقيتها وتحسين نوعيتها وترشيد استخداماتها وتهيئة البيئة المناسبة لإدارة فاعلة للموارد المائية على مستوى الدولة.
وأشار “عبد العاطي” أن خطة الدولة تستهدف تحويل النيل من مجرد ناقل للمياه إلى ناقل للتنمية والثقافة .حيث تم انشاء اكثر من 200 سد صغير لمواجهة مخاطر السيول والفيضانات وجمع مياه الأمطار ، كما تم تنفيذ خطة استراتيجية غطت أكثر من 160 منشأ مائيا لتحديد الأولويات في إصلاح أو إحلال وتجديد المنشآت التالفة منها لضمان استمرارية عمل تلك المنشآت وأكد الدكتور الوزيربأن الكثافة السكانية في مصر في تزايد مستمر ، حيث بلغ اليوم ١١٤ مليون، لكن في ٢٠٥٠ سوف يتخطي تعدادنا ١٧٠ مليونا تحت نفس الظروف والموارد.
مؤكدا بأن الدولة تبذل قصارى جهدها لتوطين زراعة المحاصيل الاقل استهلاكا للمياه ومكافحة المحاصيل الشرهة للمياه ، وأن التعامل مع الفيضانات من اولي الاولويات بالنسبه لنا ، فضلا عن رفع الوعي العام وتشجيع الفلاح في اخذ زمام المبادرة في اساليب حماية المياه ، كما قدمت وزيرة الصحة في سنغافورة عرضا تقديميا وصفت فيه رحلة سنغافورة في محاولتها الوصول للاستدامة المائية من خلال التخطيط طويل المدى في ضوء إيمان القيادة السياسية بأهمية تحسين حياة المواطن السنغافورى وقد عرضت سيادتها بعض النماذج الناجحة لعمليات التنمية المائية في سنغافورة واعتمادهم على تكنولوجيا المجال الكهرومغناطيسي في إعادة تدوير مياه الصرف منها قناطر وخزان مارين وجهود حكومتها في اخراج الاجهزة والمعدات الأقل توفيرا للمياه من الخدمة بقوة القانون وتكاتف القطاع الخاص مع القطاع الحكومى في مجال تحلية المياه ، كما استعرضت الوزيرة جهود سنغافورة في جعل عملية تحلية المياه المالحة اكثر كفاءة و اقل استهلاكا للطاقة.
من جانبه أفاد الدكتور هلبرت ناكن الاستاذ الجامعي من المانيا بأن الانتاج يحتاج الي العمالة والبيئة المناسبة ورأس المال لكن الأهم من ذلك كله هي المعرفة والعلم لان العلم هو مفتاح تحويل الطفل الي انسان مختلف ومبتكر وليس نسخة صماء من افراد مجتمعه ،لافتا إلى تبني جامعته لسياسة التعليم المدمج وذلك بدمج التعليم التقليدي مع التعليم الالكتروني الذي يتأقلم مع سرعة الشخص المتعلم.
وفي سياق متصل أوضح الدكتور ستيفان اولينبروك مدير برنامج الامم المتحدة WWAP ان المياه عنصر هام لتامين الغذاء والطاقة وانه يجب الاستثمار في مجال المياه لضمان حصول الجميع علي مياه نظيفة وضمان الحفاظ علي الصحة العامة للمواطن ، مؤكداً علي ارتباط المياه بشكل مباشر بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الى استخدام اوروبا لنحو ٢١٪ من المياه الصالحة في الزراعة مقارنة بالدول والاقتصاديات التي تعتمد علي الزراعة والتي تصل فيها هذه النسبة الي نحو ٩٠٪ من المياه في مجال الري.
قد انتهت الجلسة بكلمة كل من الدكتور سمير ابو سليمان مدير وحدة ادارة مشروع الري الحقلي بوزارة الزراعة والاستاذة كرستين نيمان مدير البرنامج المصري الألماني لادارة المياه WMRP ، حول كفاءة الاعتماد علي البرنامج القومي للري الحقلي مع المتطوعين من المزارعين.
و ذكر ابو سويلم أنه قد تم تركيب اكثر من تسعة الاف موتور كهربي وديزل لتسهيل مهام المزارعين حيث تم الوصول لكفاءة ري تجاوز ٧٥٪ اعتمادا علي اساليب الري الحديث، مشيراً الي النموذج المشرف للتعاون الحي بين وزارات الري والزراعة والكهرباء في تطوير المشروع وبمشاركة من البنك الدولي
تجدر الإشارة إلى انطلاق “أسبوع القاهرة الأول للمياه” أمس الأحد ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يذكر أنه افتتح الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء – وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية فعاليات هذا المحفل الدولي الكبير الذى ينعقد تحت شعار” المحافظة على المياه من أجل التنمية المستدامة ” وذلك بحضور ومشاركة العديد من الوزراء والخبراء والعلماء وممثلي المنظمات والجهات والهيئات الدولية والإقليمية حيث تتولى وزارة الموارد المائية والري تنظيم هذا الحدث العالمي بالتنسيق مع العديد من المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومجلس المياه العالمي ومنظمة التعاون الإسلامي ، فضلا عن مشاركة الإتحاد الأوربي واليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمجلس العربي للمياه ولفيف من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وغيرها من الجهات المعنية على المستوى الدولي والإقليمي والقومي ، وإلى جانب ذلك يستضيف اسبوع القاهرة للمياه العديد من الوفود الوزارية للمشاركه فى المؤتمر الرابع لوزراء مياه الدول الاسلامية والمؤتمر الثالث لتحالف الدلتاوات، بالإضافة إلى عدد كبير من المشاركين فى المنتدى الاول للشباب الافريقى.
ويأتي افتتاح أسبوع القاهرة الأول للمياه بمثابة باكورة لحزمة من الفعاليات الهادفة إلى تعزيز مشاركة الرأي العام العالمي في تنمية الوعي بأهمية قطرة المياه محليا وإقليميا ودوليا ، والعمل على تشجيع الإبتكارات العلمية والبحثية في مجال الحفاظ على المياه وحمايتها وترشيد استخداماتها على المستوى القومي، وكذلك خلق جسور التعاون والمشاركة وتبادل الرؤى والأفكار الإبداعية بين كافة المتخصصين من أجل تنمية الموارد المائية على المستوى القومى والاقليمى والدولي والعمل على الاستفاده من خبراتهم بشأن استخدامات المياه والإستعانة بالتكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية على كافة الأصعدة.