ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، قداس الأربعين على روح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون، بالكنيسة الأثرية بدير الأنبا مقار، بمشاركة عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والرهبان، وتم وضع صور الأنبا أبيفانيوس على مدخل الكنيسة، وسط تشديدات أمنية مكثفة لتأمين الصلاة.
وقال قداسة البابا تواضروس، في كلمته خلال العظة التي ألقاها بقداس الأربعين، أن ذكرى أربعون يوما على رحيل حبيبنا الأنبا أبيفانوس، ربما تعطينا فرصة للتفكير أن يقف الإنسان أمام نفسه وكيف يكون الإنسان مستعدا أن يلاقي الله، فيجب أن يراعي ثلاث عناصر في حياته، قد تحققت كلها في حياة حبيبنا الراحل الأنبا أبيفانيوس، أولها : أن يكون لك هدفا وأن تحفظه كل أيام حياتك، ويكون هذا الهدف نقيا، فكان الأنبا أبيفانيوس حافظا لهدفه، فبعد أن أنهى دراسته للطب وصار طبيبا، اختار الحياة الرهبانية ، وكان راهبا ملتزما كل أيام حياته .
وتابع البابا تواضروس، العنصر الثاني حتى نصير مستعدين لملاقاة الله، طاعة الوصية فمن نعم الله أنه أعطانا الكتاب المقدس، ويجب ألا تغيب عنا طاعة الوصية، فكان حبيبنا الراحل الأنبا ابيفانيوس شخصا ممتلتأ بالكلمة المقدسة ومحبا للإنجيل، وكان عندما يسئل عن أي شئ يفتح صفحات الإنجيل ويجيب منه .
ولفت البابا، أن العنصر الثالث والأخير هو نمو المحبة، فلن نأخذ معنا إلا مقدار المحبة، فما أنجزناه او تعلمته يظل في الأرض، لكن كل شئ مصنوع بالمحبة يظل موجود لنذهب به للسماء، فنشأة الرهبنة مصرية، ونقلت عنا الأديرة المنتشرة في العالم كله، إذن فمجتمعنا مجتمع محبة أصلا ، وكنز كل دير هو المحبة التي فيه، وإن اختفت المحبة لايصير للحياة الرهبانية معنى، لابد أن نقيس جهادنا للمحبة كل يوم .
وأشار قداسة البابا، إلى أن هذه المعايير الثلاثة كان واضحا في حياة حبيبنا، وكان محبا ومحبببا في كافة اللقاءات محبته الهادئة وسيلة تعليم في كل من تعامل معه، ونحن نتذكر نرفع قلوبنا للسماء ونعلم أن الله ضابط الكل وهو يدبر كل شئ، إذا كنا قد تعرضنا لهذه الأزمة منذ أربعون يوما ، وماتبعها من أمور ، نعتبرها ساعة لكي ما نعود لكي نبدأ من جديد، ومع بداية السنة القبطية، يجب أن نراجع أنفسنا، لأن كل منا سيقف وحيدا أمام الله.
إن كانت الكنيسة تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهذه الهزة نعدها إفاقة وهذا الرحيل نعتبره جرس إنذار لنا جميعا لنصل للنهاية الفاضلة مثل الراحل المبارك الأنبا أبيفانيوس، لخلاصنا وابديتنا، لذلك ودعناه بفرح فهو ينعم بالفرح السماوي .
وقدم قداسة البابا تواضروس في ختام كلمته، الشكر لكل الجهات الأمنية التي تقوم بواجبها على الوجه الأكمل .