بقلم : مايكل القس انجيلوس
لولا فكرة الدين والرجاء في الحياة الأخرى، لانقرض الإنسان من آلاف السنين لأن القاعدة تقول البقاء للأقوى، وبرغم أن الإنسان من أضعف كائنات الأرض! الديناصورات رغم كل قوتها انقرضت؛ والإنسان رغم ضعفه بقي!
هناك شيئا غامضا يحفظ وجود الإنسان، أظن أنهم قد علمونا القاعدة بطريقة خاطئة في أن البقاء ليس للأقوى، بل بالأحرى هو الأذكى! نعم، أريدك أن تتخيل الإنسان بدون هذا القدر من الوعي أو الذكاء..هل كان سيستمر حتى الآن؟ أو لا، دعني أقول هل كان سيمكث يوما واحدا على الأرض؟ فكرة الاعتقاد بوجود الحياة الأخرى هي المفتاح السري لبقاء الإنسان على الأرض . اعلم انك لا تسطتع ربطها ببعض ولكن سأريك.
فلنفترض إنه لا يوجد إله ، لا يوجد حياة بعد الموت ، لا يوجد وصايا عشر كما علمنا سيدنا موسى ، لا يوجد فضائل نعيش على نهجها . هل تعتقد أنه بدون كل هذا كان سيصمد الإنسان أمام غرائز الشر التي تكمن داخله؟ بدون وضع كينونة غريبة داخله تسمى “الإنسانية” . هل كان سيشفق على أخيه؟ هل كان سيحبه؟ الحب والإنسانية هما كينوناتان لا نجد تفسيرا لوجودهما ، شيئا غريب يمكث في أعماقك ، تشتم رائحته في أفعالك .اعتقادك بالحياة الأخرى والنعيم الأبدي جعلك تسير على نهج الدين والوصايا كي لا تحرم من تلك النعيم . جعلك تسالم أخيك وتخشي فقدان روحه ..حتى الحيوانات تخشى أن تعذبها أو تقسوا عليها .
بداخلك شيئا يسمى الإنسانية.. تترابط مع وصايا الله.. جعلت الإنسان يعيش في ود وسلام مع باقي الخليقة وبدأ يتصرف بذكاء وحكمة ونسي استخدامه للقوة.
كما فعلت سائر المخلوقات قبله وانقرضت، وهذا بالفعل تم عن طريق استخدامه لعقله و وعيه الذي قد تميز به عن باقي الكائنات مصاحبا معه الوصايا والرحمة التلقائية التي تنبع من قلبه . فبهذين المجدافين يكون قد عبر الإنسان لبر الأمان وتجنب الانقراض ببساطة لأنه قد فهم قواعد اللعبة سريعا.