احتفلت اليوم كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بنزلة أسمنت بالمنيا بعيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم، فلقد بدأ اليوم بترتيل أجمل التماجيد والصلوات الخاصة بالعذراء مريم ثم قدم كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من الترانيم الروحية وقد ألقى القمص إشعياء جورجي راعي الكنيسة كلمه روحية عن” التوبة ” مؤكدا على قول الكتاب المقدس “الله الآن يأمر جميع الناس أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنه الجهل” ذاكرا موسى الأسود الذي كان لصا وقاتلا وأصبح قديس لأنه تاب وسلك في طريق الله فإن الله ليس لديه مستحيلات بل رجاء فهو يعطي للإنسان الرجاء ليستطيع أن يتوب، كما روي القمص إشعياء معجزة من معجزات العذراء مريم والتي تقول انه بعد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار تفرقوا إلى جميع أقطار الأرض يكرزون ببشارة الملكوت، وقد ذهب متياس الرسول إلى مدينة تدعى برطس بجوار غلاطية، وكان أهلها يعبدون الأصنام فإبتدأ يبشر بالمسيح فى هذه المدينة ويصنع العجائب فآمن كثيرون مما سمعوه ورآوه، وصاروا يكسرون الأصنام ولكن عدو الخير الذي يقاوم سبل الله المستقيمة دائماً أهاج سخط الوثنيين على متياس وسعوا لدى الوالي قائلين (مشتكيين): أنه شخص لا يحترم آلهة المدينة ولا قوانينها، فغضب الوالي وأمر بالقبض على الرسول ووضعه في السجن وكذلك سجن معه أيضاً كثيرين من الذين عمدهم فصلى متياس الرسول فى أعماق السجن إلى الله أن ينقذه من الأغلال فسمعت السيدة العذراء فى أورشليم أن متياس فى ضيق شديد فصلت العذراء مريم وطلبت من إبنها أن يرشدها إلى مكان متياس فأرشدها الروح القدس إلى مدينة برطس وهناك قابلت العذراء مريم إمرآه عجوز كانت قد آمنت على يد متياس الرسول فسألتها عن مكانه فأرشدتها إلى السجن فلما وصلت إلى السجن ورآت أنه مقفول بسلاسل من الحديد صلت السيدة العذراء مريم إلى الله أن ينحل الحديد ويذوب ويصير كالماء فسمع الله صلاتها، وذاب الحديد الموجود فى الأبواب والأقفال وذاب أيضاً كل الحديد فى المدينة، وحينئذ خرج المسجونيين بفرح من السجن فذهب السجانون إلى الوالي وأخبروه بما حدث فإضطرب ولم يصدق وأمر بإحضار سياف لقطع رؤوس المسجونيين الهاربين ولما حضر السياف قال له إن كل الحديد والنحاس قد ذاب وليس لدينا سيوف ولا آلات عذاب وحتى آلهتنا ذابت اليوم وفيما هم على هذه الحال حضر كثيرون من أهل المدينة مشتكين مما جرى، أحدهم يشكو من ذوبان حديد أوتاد دابته وآخر يشكو من ذوبان حديد محراثه أو نورجه، وآخر يشكو من ذوبان حديد أقفال منزله، وإضطربت المدينة كلها فسأل الوالي عن السبب فقالوا له قد حضرت لمدينتا سيدة غريبة وعجيبة تبحث عن متياس الرسول المسجون فلما أوقفناها أمام أبواب السجن المغلقة بالأقفال صلت صلاة لم نفهمها ورآينا بعدها أبواب السجن والأقفال قد ذابت وخرج جميع المسجونيين وجرى هذا الحادث العجيب فى المدينة كلها، فأرسل الوالي فى طلبها ولما حضرت عنده سألها قائلاً: إخبريني من الذى حل الحديد ؟ أجابت البتول: إلهنا الحقيقي يسوع المسيح هو الذى جعلني أحل الحديد ، وقد ألقي القس يسطس فرج كاهن كنيسة مارجرجس نزلة رومان عظة روحية بعنوان “مفهوم الحرية” مؤكدا أن الله يريد أن يتمتع كل إنسان بالحرية فلقد خلق الله الانسان بإرادة حرة يقول في الكتاب المقدس ” جعلت أمامك الخير والشر” ولكن في مقابل الحرية هناك مكافأة وعقوبة فإذا كان الإنسان مسير وليس مخير فبذلك لا يحاسب الله الإنسان على شئ ولكن أعطي الله الحرية الكامله للانسان لفعل الخير أو الشر وبذلك يحاسبه الله سواء يكافأه أو يعاقبة والعقوبة التي يتلقاها الإنسان على الخطية لها درجتين هناك عقوبة أرضية وعقوبة في السماء فداوود النبي حينما أخطأ عاقبة الله عقوبة أرضية ولكن عندما تاب داوود قال له الله أنه لن يعاقبة في السماء ، مشيرا أن من يتوب ويعترف فهو بذلك يكشف أفعال الشيطان يقول الكتاب المقدس” أبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية” فمن يفعل الخير سيجازية الله ويكافأه ومن يفعل الشر سيعاقبة الله ، مؤكدا ان الله يضع ضوابط للحرية أولا يمنعك تضر نفسك ثانيا يمنعك تضر غيرك ثالثا يمنعك تضر بالمجتمع ، أوقات مشكلتنا تتمثل في أننا لن نأخذ قرار توبة وبالرغم من أن الله أعطانا الحرية لكننا لم نستغلها في خلاص أنفسنا فالحرية الحقيقية هي التحرر من الخطية والسقطات والتحرر من العادات الرديئة والتحرر من المشاعر الرديئة والتحرر من الأفكار السيئة والتحرر من الخضوع للشيطان والتحرر من المعاشرات الرديئة يقول معلمنا بولس الرسول “كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافق ” يقول السيد المسيح “إن حرركم الإبن فبالحقيقة تصيرون أحرار” الله يعمل على تحرير الإنسان من أفعاله الرديئة ليعيش حياه ترضي الله، الله يعطينا ضوابط للحرية مثل ضبط اللسان يقول الكتاب المقدس “ضع يارب بابا حصينا لشفتي “كما يقول” حاكم نفسه خير من حاكم مدينة” ، مشيرا إلى أن الله يحترم حرية الإنسان فالله يقف على قلب الإنسان ليفتح له وانما لا يقتحم حرية الإنسان ليؤمن به يقول الكتاب المقدس “إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم” الله أعطانا حرية ولكنه يريد قلوبنا ، اذا فكيف أحيا حياة الحرية الحقيقية أولا الاتحاد بالمسيح من خلال اتباع وسائط النعمه الصوم والصلاه والتوبة والاعتراف ثانيا تحرير الذات بمعني إخضاع الذات لمشيئة الله، ثالثا التخلص من رباطات الذات بمعنى التحرر من الأنانية، رابعا التحرر من قيود العالم الذي يقيد حركه الإنسان يقول الكتاب المقدس ” ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”، كما يقول الكتاب المقدس “باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعه تحت الشمس”
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام.