أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء على أن مصر تتفرد بوجود عدة مجمعات للأديان منها مجمع الوادي المقدس طوى بسانت كاترين ومجمع مصر القديمة ومجمع حارة زويلة بالقاهرة الإسلامية ومجمع البهنسا بالمنيا.
وفى إطار قرب افتتاح وزارة الآثار لأعمال ترميم مسجد أنجي هانم بوسط الإسكندرية يكشف الدكتور ريحان عن مجمع خامس للأديان بوسط الإسكندرية والتي تضم معبد إلياهو حنابي وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجي هانم ومسجد العطارين.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن معبد إلياهوحنابي يقع بشارع النبي دانيال بمحطة الرمل وهو مسجل كأثر بالقرار رقم 16 لسنة 1987 ويرجع تاريخ إنشاؤه إلى عام 1881م وهو التاريخ المدون على اللوحة التأسيسية ومنشئ المعبد غير معروف وهو مشيد على الطراز البازيليكي من خمسة أجنحة أوسعها الأوسط بواسطة أربع بائكات، كل بائكة من سبعة أعمدة من الأعمدة الضخمة الشاهقة الارتفاع ذات القواعد الرخامية وفي نهاية الجناح الأوسط بالجهة الشرقية يقع الهيكل المشيد من الرخام وبداخل الهيكل الدولاب المقدس الذي يحتوي على 63 سفر من الأسفار اليهودية وعلى يسار الهيكل بابان، أحدهما يؤدي للمكتبة والآخر يؤدي إلى حجرة خادم المعبد وللمعبد نوافذ من الزجاج المعشق الملون ويتدلي من السقف مجموعة من الثريات الزجاجية والفضية لإنارة المعبد
ويشير الدكتور ريحان إلى أن كنيسة القديس سابا من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس في مصر والقديس سابا ولد عام 532 وهو قديس تنسّك في فلسطين على يد القديس أفتيموس وتتميز بالعمارة اليونانية وأهم ما يميز الكنيسة الجرس الشهير المسجل كأثر منذ عام 1999 والجرس مهدى من الجنرال الكمدار ميخائيل سيمنا فينا تشافارد وأهداه إلى كنيسة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، وقد صنع فى 25 يونيو 1838م في عهد الإمبراطور نيقولا الأول نتاج عتاد حربي في موقعة بين روسيا وتركيا ويزن ثلاثة أطنان وهو عبارة عن ناقوس مخروطي الشكل كبير الحجم من النحاس القوي ارتفاعه 2م وقمته من أعلى على شكل تاج ويزخرف الجرس وحدات زخرفية دائرية تفصل بينها خطوط بارزة ويوجد ما يشير إلى تار يخ صنع هذا الجرس وهو عام 1838م.
ويوضح الدكتور ريحان أن مسجد أنجي هانم المقرر افتتاحه قريبًا يقع بحي محرم بك وهو مسجل كأثر بالقرار رقم 415 لسنة 2008 أنشأته السيدة أنجي هانم حرم الخديوي سعيد باشا وأوقفت عليه الأوقاف في وقفيتها الخاصة بأوقاف دمنهور ثم جددته جشم آفت هانم وهي زوجة الخديوي إسماعيل وقد حكم الخديوى إسماعيل من 1863 إلى 1879م ومعنى جشم آفت ذات العيون الفاتنة، تخطيطه مستطيل يشمل أربعة أروقة موازية لجدار القبلة أوسعها الرواق الخلفي وهو مخصص حاليًا للنساء والباب الرئيسي للجامع يقع بالجهة الشمالية وتعلوه لوحة تأسيسية كتب عليها آية قرآنية وتاريخ إنشاء الجامع وتقع المئذنة بالجهة الشمالية الشرقية.
وينوه إلى أن مسجد العطارين يقع بشارع مسجد العطارين ولوحة المسجد المثبتة على أحد جدران الحجرة الواقعة أسفل مئذنة المسجد مسجلة كأثر بالقرار رقم 10357 لسنة 1951 ويعد مسجد العطارين من أقدم المساجد الموجودة بالإسكندرية حيث أنشئ بعد الفتح الإسلامي للإسكندرية ويعد من أهم المعالم الإسلامية بالإسكندرية وقد عرف بهذا الإسم لوقوعه بالقرب من سوق العطارين أحد أشهر أسواق الإسكندرية قديمًا كما عرف أيضًا باسم الجامع الجيوشي نسبة لأمير الجيوش بدر الدين الجمالي الذي قام بتجديده وتوسعته عام 477هـ، وقد كان قبل التجديد عبارة عن مسجد صغير أنشئ بعد الفتح الإسلامي للإسكندرية وكان يعرف باسم الجامع الشرقي، ولم يكن بالإسكندرية سوى جامعين هما الجامع الشرقي والجامع الغربي وهو الجامع الذي بناه عمرو بن العاص وعرف باسمه.