” ورفع المتواضعين ” ( لوقا ١ : ٥٢ )
نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
اليوم الثالث عشر : “سر الورديّة المقدسة”
( من كتاب : “ سرّ الورديّة المقدّسة العجيب ” ، للقديس المريمي لويس-ماري غرنيون دو منفور )
عندما رأى القدّيس دومنيك أنّ جرائم البشر تقف حاجزاً أمام إرتداد الألبيجيّين، دخل إلى غابة قريبة مِن مدينة تولوز الفرنسيّة ، وأمضى فيها ثلاثة أيّام وليالٍ في صلاةٍ وتوبةٍ غير متوقّفَتَيْن ، لم ينثني خلالهما عن التأوُّه والبكاء، وإماتة جسده وإخضاعه، لتهدئة غضب الله، لدرجةٍ سقطَ فيها على الأرض نصف مَيْت. فظهرَت له عند ذلك السيّدة العذراء، يرافقها ثلاث أميراتٍ من السماء وقالت له : ” هل تعلم يا عزيزي دومنيك ، أيّ سلاحٍ استخدم الثالوث الأقدس لإصلاح العالم ؟
أجاب دومينيك: سيدتي، أنت تعلمين ذلك أفضل منّي، لأنّكِ كنت أداة خلاصنا الرئيسيّة بعد ابنكِ يسوع المسيح ” . فأضافَت : ” إعلَم أنّ قطعة المَدفعيّة الرئيسيّة : “كانت المزمور الملائكي (السّلام الملائكي) ، الذي هو أساس العهد الجديد، لأجل ذلك، وإن أردتَ أن تُرجِع هذه القلوب المُتصلِّبة إلى الله ، بَشِّر بمزموري ” . فوقف القديس دومينيك ، ودخل إلى الكنيسة – الكاتدرائيّة . ودون أيّ ضابط، بدأت الأجراس تدقّ بواسطة الملائكة ، لجمع الأهالي . وفي بداية العِظة، هبَّت عاصفة مرعبة، الأرض اهتزَّتْ، الشمس أظلمَتْ، والبرقُ والرعدُ تكرّرا . فارتعَدَ المستمعون وشَحُبَت وجوههم، وزاد إرتعادهم عندما شاهدوا صورةً للعذراء القدّيسة معروضة في مكانٍ مرتفع، وهي ترفع ذراعاها لمرّاتٍ ثلاثة نحو السماء ، لتطلب الانتقام من الله ضدّ الهراطقة، إذا لم يرتدّوا ويلجأوا إلى حماية أمّ الله الفائقة القداسة والتكريم .
لقد أرادت السماء بهذه المعجزات، أن تضاعف التعبّد الجديد للورديّة المقدّسة ( السبحة المقدسة ) ، وجعله أكثر شهرةً. توقّفت أخيراً العاصفة بواسطة صلوات القدّيس دومينيك ، وأكمل عظته شارحاً بحرارة وقوّة كبيرتين، عظمة الورديّة المقدّسة، حتى اعتنقها سكان تولوز بكاملهم تقريباً، وتراجعوا كلهم تقريباً عن خطاياهم. وعاين الجميع في وقتٍ قصير، تغييراً كبيراً في الأخلاق والحياة في المدينة .