صرح الإعلامي أحمد خيرى المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عقد اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى؛ لمناقشة مسيرة مصر من أجل تحقق التحول في مجال التعليم، وذلك ضمن فعاليات القمة الوزارية الرسمية للابتكار التكنولوجي في مجال التعليم والشمول الرقمي “قمة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ٢٠١٨”، والمنعقدة لأول مرة فى مصر خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو، بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
استعرض “شوقي” خلال الاجتماع الخطة الرئيسية لتطوير التعليم المصري ضمن خطة بناء الإنسان المصري، حيث أكد أن هذه القمة تأتي بالتزامن مع حدث هام وهو انعقاد مؤتمر الشباب والذي تناول التعليم والصحة وإعادة بناء الإنسان المصري، وإطلاق المشروع القومي لتطوير نظام التعليم المصري الجديد، مؤكدًا على دعم القيادة السياسية لهذا المشروع. وأشار “شوقي” إلى أن الإصلاح الذي نقوم به يرتكز على محورين: الأول يتم تنفيذه في مرحلة التعليم الأساسي حيث يتم إحداث تغيير جذري مثل ما حدث في الدول التي تقدمت في مجال التعليم كسنغافورة واليابان وفنلندا، بوضع نظام تعليمي جديد تمامًا، حيث إنه لم يعد مجديًا إصلاح النموذج القديم، والذي يقدم مهارات لم تعد تصلح لهذا العصر.
وفي نفس السياق، أوضح “شوقي” أنه تم الانتهاء من إطار جديد تمامًا للمناهج مبني على فلسفة جديدة ومختلفة، لافتًا إلى أن هذا النظام الجديد سيبدأ تطبيقه بعد أربعة أسابيع من الآن في الصفين الأول والثاني رياض أطفال والصف الأول الابتدائي، لافتًا إلى أننا نسابق الزمن في إعداد المناهج وتدريب المعلمين ونظام التقييم، مضيفًا أن المحور الآخر الذي تعمل عليه الوزارة يتعلق بموضوع القمة المنعقدة الآن، وهو التكامل بين التكنولوجيا والتعليم، ويتم تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى، ويهدف إلى تطوير النظام الحالى، قائلًا: إن نظام امتحان الثانوية العامة الحالى أفسد النظام التعليمى فى مصر، لأنه يهدف فقط إلى تحصيل الدرجات، وليس الفهم والتعلم، كما أنه يعتمد على أسئلة ذات إجابة نموذجية يقوم الطالب بحفظها، وعبر السنوات دمرت هذه العملية الإبداع، والقدرة على التفكير النقدي، وحل المشكلات، ومهارات الاتصال، لذلك قررنا تغيير نظام تقييم هذه المرحلة، وهو المشروع الثانى الذي نعمل عليه الآن، بتغيير طبيعة الأسئلة من أسئلة تقيس الحفظ إلى أخرى تقيس الفهم، واقترحنا أيضًا أن تكون الامتحانات (open book) للتأكد من فهم الطالب للمادة التي يدرسها، وهذا يعد تغييرًا ثقافيًا لطلاب هذه المرحلة وأولياء أمورهم، ومن أجل ذلك تم إنشاء مكتبة رقمية هائلة، وهي بنك المعرفة المصري والذى يضم المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر فى العالم؛ حيث يضم دوريات علمية فى كافة مجالات المعرفة، كتب ومجلات إلكترونية، ومناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، وقواعد بيانات، ومحركات بحث، ومكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات في مجالات الرياضيات وغيرها، مؤكدًا أن المحتوى متاح لكل مواطن مصري مجانًا.
كما أشار “شوقي” إلى أنه تم ضخ محتوى علمي هام للتعليم الأساسي على بنك المعرفة من (ديسكفري) وذلك باللغة العربية، كما تم شراء المنهج الأمريكي في العلوم والرياضيات من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الإعدادى باللغة العربية، بالإضافة إلى الحصول على أفلام علمية شيقة من (يوريكا)، كما قامت (بريتانيكا) بتأليف دروس للصفوف الأولى، وأعدت (ولفران) تطبيقات تفاعلية في الرياضيات من الصف الأول الإعدادي وحتى الثالث الثانوي، وبذلك يكون لدينا سلة من موضوعات ومواد التعلم الرقمية وكلها متوفرة على بنك المعرفة.
ولفت “شوقي” إلى أن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي والذي يتم تدريب كوادره على إعداد أسئلة رقمية في كل المواد تقيس الفهم، وهي أسئلة متنوعة وليست فقط اختيار من متعدد أو نمط واحد من الأسئلة، ويتم تأمين هذه الأسئلة على الحوسبة السحابية، حيث يتم إجراء امتحانات المرحلة الثانوية على مستوى المدرسة لا على المستوى القومي، وتقوم كل مدرسة بوضع جدول الامتحانات الخاص بها فى المواد المختلفة، ويتم إرسال الأسئلة من الحوسبة السحابية للمدرسة ومنها إلى الطالب ثم للحوسبة السحابية مرة أخرى بعد إجابة الطالب عليها، وذلك بدون أى تدخل بشرى، وتتم عمليةي التصحيح بشفافية وبدون معرفة المصححين لهوية الطالب، ولكي تتم الامتحانات بهذه الآلية، تم توفير (750) ألف تابلت يتم توزيعها على طلاب ومعلمى الصف الأول الثانوي، وكذا إدارة المدرسة، وستختلف الأسئلة من مدرسة لأخرى حيث يتم اختيارها بشكل عشوائي من بنوك الأسئلة الرقمية، ويتم منح الدرجات (أون لاين) مما يسهم في حل العديد من مشكلات النظام الحالي.
كما تناول “شوقي” في عرض منظومة التعليم المصري الموقف الحالي من كثافة طلابية، وبنية تحتية، وأحوال المعلمين، ومشكلات مثل مشكلة الجهاز الإداري، ثم تطرق إلى نظام التعليم الجديد والخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصري، والتي تتضمن إتاحة محتوى رقمي لكل السنوات الدراسية، وكتب خارجية مجانية، بالإضافة إلى تطوير المناهج، وتقليل الكثافة، وكذا إكساب الطلاب مهارات جديدة، وبناء الشخصية والهوية والانتماء، واتباع أفضل طرق التدريس، والتأكيد على مهارات التعلم.
وفى ختام الاجتماع، أكد الحضور أن ما يتم الآن يعد خطوة سيكون لها أثر كبير فى أروقة التعليم المصري، وهي خطوة جريئة ومؤشر إنطلاقة وإضافة، آملين انتقالها إلى باقي الدول العربية والإفريقية، ومشيرين إلى أهمية مشاركة هذه الرؤى، والتواصل، والعمل المشترك بين الدولة الأم مصر مع الدول العربية والإفريقية؛ لتكون هناك آفاق مشتركة في مجال التربية والتعليم.
ومن جهته، دعا “شوقي” للعمل المشترك، مشيرًا إلى ضرورة أن يرتفع تصنيف المنطقة العربية والإفريقية في مؤشرات التعليم العالمية، ومؤكدًا على ضرورة توطين المعرفة ومشاركتها وتبادل الخبرات.
حضر الاجتماع الوزاري معالي السيد دومينغوس دا سيلفا نيتو وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بأنجولا، ومعالي الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم البحريني، وسعادة السيد كوستاس تشامبيورس وزير التعليم والثقافة بقبرص، وسعادة عبدي يوسف سوغه وزير الاتصالات بجيبوتي، وسعادة مصطفى محمد محمود وزير التعليم والتدريب المهني بجيبوتي، ومعالي الدكتور إنج جيتاهون مكوريا وزير العلوم والتكنولوجيا بإثيوبيا، ومعالي الدكتور ماثيو أوبوكو بريمبيه وزير التعليم الغانى، وسعادة نيكوس باباس وزير السياسة الرقمية، والاتصالات والإعلام بالجمهورية الهيلينية، ومعالي عبد الرزاق العيسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقى، ومعالي محمد إقبال السعيدلي وزير التربية والتعليم العراقى، وسعادة عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردنى، وسعادة جمال الجراح وزير الاتصالات اللبنانى، وسعادة عثمان عبد الجليل وزير التربية والتعليم الليبي، وسعادة صبري سيدم وزير التربية والتعليم العالي الفلسطينى، ومعالي الدكتور علام موسى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينى، وسعادة جان ديو رورانجيروا وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرواندى، ومعالي الدكتور أحمد الثنيان نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمملكة العربية السعودية، وسعادة عبد الرحمن ضاهر عثمان وزير التعليم والثقافة والتعليم العالي الصومالى، وسعادة حسين الحمادي وزير التربية والتعليم بالإمارات العربية المتحدة، وسعادة فرانك تومويبازى وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأوغندى، وسعادة ديفيد مابومبا وزير التعليم العام بزامبيا، والسيد جيفري دونالدسون المبعوث التجارى لرئيس الوزراء البريطاني إلى مصر.
ومن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حضر الدكتور محمد عمر نائب الوزير لشئون المعلمين، والأستاذة حبيبة عز مستشار الوزير للتعليم الفني، والأستاذ أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم الوزارة، والأستاذة نرمين النعماني المستشار الفني للإدارة العامة للعلاقات الدولية.
ومن الجدير بالذكر أن قمة 2018 تهدف إلى تسليط الضوء على قدرات مصر لتكون الدولة الرائدة في المنطقة في مجال الابتكار والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والشمول الرقمي، حيث يتم عقد أكثر من 60 اجتماع مُخصص لوزارات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والمالية، والعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب الجامعات، والكليات، والاتحادات الخاصة بالمدارس الخاصة من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يستعرض السادة الوزراء أحدث المشروعات الحالية والمرتقبة والبارزة لمجال التعليم والشمول الرقمي على السادة المستثمرين، دفعًا بأجندة التحول الرقمي في جميع القطاعات وعلى رأسهم التعليم، وذلك في ضوء أولويات الحكومة المصرية وأجندة مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.