أقامت الرهبنة الفرنسيسكانية احتفالية ضخمة بافتتاح “مزار العائلة المقدسة” بدير العذراء مريم للآباء الفرنسيسكان – منطقة درنكة – اسيوط، بحضور غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، ورئيس الاساقفة برونو موتزارو سفير الفاتيكان، ونيافة المطران الأنبا كيرلس وليم، مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، والخادم الإقليمي للآباء الفرنسيسكان بمصر، الأب كمال لبيب، والأب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني بالقاهرة، وحضر أيضا والمهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، واللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط، والاستاذ الدكتور أحمد عبيدة جعيص رئيس جامعة أسيوط ، واللواء اركان حرب توفيق سعيد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية ومساعدة ، واللواء حاتم رياض مفتش الامن الوطنى ، والعميد الدكتور احمد قدرى ابو حسين مكتب المخابرات العامة باسيوط ، واللواء محمد عبد الوهاب شادى مدير المخابرات العسكرية، والمهندس نبيل الطيبى رئيس مركز ومدينة اسيوط ونائبة ومساعدية ، والاب باتريك رئيس اتحاد الرهبنة الرجالية الكاثوليكية بمصر، والدكتورعبدالناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف ، والشيخ سيد عبد العزيز أمين عام بيت العائلة المصرية بأسيوط.
كما حضر الاحتفالية المهندس عادل الجندي مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بوزارة السياحة والمنسق العام لمشروع العائلة المقدسه، والدكتورة اليزابيث شاكر واللواء تادرس قلدس عضوا مجلس النواب، والدكتور عزت صليب مدير عام ترميم الكنائس والاديرة والمشرف على اعمال الترميم والانشاء بمغارة العائلة المقدسة والبانوراما بالدير ،والدكتور احمد عوض مدير الاثار الاسلامية والقبطية باسيوط ،والاستاذ عثمان الحسينى مدير الهيئة الاقليمية للتنشيط السياحى باسيوط، والاستاذ الدكتور محمد احمد عبد اللطيف مساعد وزير الاثار سابقا واستاذ الاثار القبطية والاسلامية بجامعة المنصورة،والاستاذة الدكتورة شذى جمال اسماعيل استاذ الفنون القبطية بجامعة حلوان وعضو اللجنة العلمية لمسار العائلة المقدسة بوزارة الاثار، والدكتور لؤى محمود مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية، والدكتور أحمد النعمانى ،والدكتور أحمد سليمان استاذ الاثار ،والاستاذ ملاك نصحى قطاع الاثار القبطية بوزارة الاثار ، كذلك العديد من القيادات الامنية من الشرطة والجيش بمحافظة أسيوط وعدد كبير من الاباء واكليروس الكنيسة الكاثوليكية ورهبانها وراهباتها وأهالى دير درنكة.
في هذه الاحتفالية تم تدشين التجديدات المغارة بمزار العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال دير درنكة – بأسيوط، في منطقة أحد محطات مسار العائلة المقدسة، وهذا المزار يشرف عليه الآباء الفرنسيسكان بمصر.
وبدأت مراسم الاحتفال بدخول فريق الكشافة وشمامسة الكنيسة من بداية مدخل القرية وحتى الكنيسة في مارشات كشفية احتفالية، ثم اقيم القداس الإلهى الذى ترأسه الانبا أبراهيم اسحق بمشاركة الانبا كيرلس وليم والعديد من الاباء الكاثوليك.
ثم بدأت الاحتفالية الرسمية فى الساعة السابعة والنصف مساءً، بعزف السلام الجمهورى وتقديم الاحتفال والترحيب بالضيوف من الأب لوكاس حلمى
ثم القى الانبا كيرلس وليم مطران أسيوط للاقباط الكاثوليك كلمة قال فيها: مبارك شعبى مصر هى مباركة خاصة من العلى القدير لشعب مصر حيث اختصهم بزيارة العائلة المقدسة ومرورها بربوع وقرى القطر المصرى لتبارك معظم أرض مصر، وفى اطار اهتمام الدولة بتشجيع السياحة وخصوصاً السياحة الدينية وفى ظل جهودها العديدة للعمل على إحياء مسار العائلة المقدسة بتوجهات الزعيم والقائد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعقب مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واعطاء الضوء الاخضر لابناء الكنيسة الكاثوليكية حول العالم والبالغ عددهم بمليار وربع ودعوتهم لزيارة الاماكن التى تباركت بزيارة العائلة المقدسة في مصر، فلم يكن من الممكن ان نقف مكتوفى الايد فكان لابد أن نتحرك سريعا فاسرع الرهبان الفرنسيسكان المصريون والمؤتمنون على هذا المزار والذين اوكلت لهم الخدمة منذ عقود طويلة بالاستغانة بخبراء من الاثار والسياحة للعمل على تطوير دير السيدة العذراء بدير درنكة، ليكون جاهز لاستقبال الوفود السياحية على المستوى المحلى والدولى.
وقال الأسقف برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان فى القاهرة وممثل قداسة البابا فرنسيس الاول: إن مصر أرض مباركة باركها الله ولابد أن يكون لها حج مقدس، مثل مدينة القدس، لأن العائلة المقدسة زارتها ومرت بها فى أكثر من 25 موقعًا وتنقلت فى العديد من ربوع مصر، مشيدًا بالاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية لهذا الحدث الهام وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك بالعمل الجاد على احياء مسار رحلة العائلة المقدسة، وهذا يجعلنا مسئولين عن الحفاظ على هذا التراث الإنسانى، مرسلًا رسالة سلام وطمأنينة للعالم أجمع من مصر، داعيًا جميع أقباط العالم بالحج المقدس إلى مصر وزيارة هذه الأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة.
وفى كلمة القاها المهندس عادل الجندي مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بوزارة السياحة والمنسق العام لمشروع العائله المقدسه، اوضح فيها دور ورؤية وزارة السياحة ومفهومها لهذا المشروع فقال: اود ان اذكر ارقام سريعة امامكم
٣٥٠٠ كيلومتر قطعتها العائله المقدسه ذهاباً واياباً وتحركت في ٢٥ موقع تقريبا مرت عليها العائله المقدسه في معظم المدن والقرى المصرية وكافه ربوع القطر المصري، ومسار العائله المقدسه لا يمر فقط باماكن متعلقة بنقاط داخل محافظات بل يمر بنهر النيل نفسه فيعد هو أيضا بطوله مزار للسياحة الدينية.
كذلك منطقة الفرمة في شمال سيناء بعد تطهيرها من الارهابين وبدء التنميه بها نجد فيها اعظم الكنائس الديريه بالعالم وهي واحده من خمسه فقط على مستوى العالم.
قدم السيد المسيح المباركة المطبوعه في سخا بمحافظة كفر الشيخ وفي سمنود ومنطقة الزيتون والمطرية ومصر القديمه والمعادي ومنطقة الحمرا بوادي النطرون، حتى وصل الى أسيوط..
كل هذه المؤشرات والنقاط هي ممر تنمية عمرانية يقوده قطاع السياحة فى مصر يوجد مليار ونصف مسيحي هم المسيحيون في اقليم الشرق الاوسط
75% في الدول الافريقيه تدين بالدين المسيحي و20% في الدول العربيه تدين بالدين المسيحي و81% من اجمالي دول العالم اعضاء بالامم المتحده تدين بالدين المسيحي.. كل هذه المؤشرات تدفعنا أن نفكر بجدية فى احياء مسار رحلة العائلة المقدسة ورؤيه وزاره السياحه فى الاستفادة منه وتأثيره فى الخريطة السياحية بالبلاد.
منذ 4 او 5 سنوات بدأنا كوزاره للسياحه بالتعاون مع الشركاء وزاره التنميه المحليه و وزاره الاثار في تطوير و تنميه هذا المشروع بمعدلات قد ترونها انتم انها بطيئه ولكني اري ان حجم هذا المشروع كبير الخطوات التى تتم سريعه وتبشر بالخير.
وهذه الرحلات نرى انها ليست رحلات دينية بل اطلقنا عليها “رحلات روحانية” لأن وزارة السياحه تريد ان ترسل للعالم عددة رسائل منها: ان هذا المشروع ملكيه للانسانيه كلها وليس للمسيحين فقط او للمسلمين فقط وان السيد المسيح والعائله المقدسه فى رحلتهم الى مصر يعتبرون هم اقدم واقدس واشرف سائحين جاءوا الى مصر.
هذا المصطلح الجديد اظهر المشروع وهو السياحه المسئوله والتي تعكس مسئولياتنا جميعا على احياء هذا الممر التنموي. فالعالم كله مسئول عن الحفاظ على هذا الارث الانساني والدوله مسئوله عن اهتمام واحياء هذا المسار، فهو مشروع قومي والادارة المحليه والتنفيذيه مسئوله عن توفير الخدمات اللازمه لهذا المسار. اجهزة الدوله ايضا مسئولة على الحفاظ علي هذا الارث وكذلك الأفراد والمواطنين ايضا مسئولين عن اظهار المظهر الحضاري التي تظهر عظمه هذه المواقع علي مستوي العالم.
وأضاف الجندى: بخصوص محافظة اسيوط والصعيد ودورهم بهذا المشروع انه برعايه السيد رئيس الوزاره تم الاعلان عن مراحل تنفيذ هذا المشروع وكانت من ضمن المرحله اولى نقاط بمحافظتي اسيوط والمنيا والخمس نقاط الأخيرة في المرحلة الاولى بالقاهرة ووادي النطرون بالبحيرة.
ثم تأتي المرحله التالية – بعد نجاح المرحله الاول منها السياحه النيليه والسياحه الاثريه، وهي مرحلة المناطق التي تعاني من العشوائيات مثل المطريه والزيتون ومسطرد. ويليها المرحله الطويله المدى وهي تشمل باقي نقاط المسار.
وهناك العديد من الدروس المستفادة من هذا المشروع فاذا كان هناك اخطاء في الوقت السابق سوف يتم تلاشيها في الاعمال والفاعليات القادمه و عن طريق استبيان و ردود افعال الوفود التي تأتي الى مصر وانا ارى ان كل ما يحدث حاليا هو اثراء للمشروع.
وتكلم المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط حيث عبر عن سعادته للمشاركة فى افتتاح وتدشين مزار رحلة العائلة المقدسة بدير درنكة، الذى يعد صرحًا هاما ومعلم من معالم اسيوط واشاد بهذا الحدث الهام والذى يتواكب مع الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، التي أعادت للشعب المصرى وحدته وتماسكه ضد المتاجرين بالدين وضد فئة مأجورة كان هدفها تدمير هذا الوطن وتفريق شعبه،
كما اشاد ياسر الدسوقى بزيارة البابا فرانسيس لمصر وتلبية دعوة شيخ الأزهر واصفًا إياها بأنها “بشرة خير” حيث بارك لبابا فرانسيس ايقونة رحلة العائلة المقدسة لوضع مصر على الخريطة السياحية الدينىة فى العالم .
كما وجه المحافظ الشكر لسفير دولة الفاتيكان وللأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك على مجهوداتهم فى إحياء وإبراز قيمة رحلة عودة العائلة المقدسة من أسيوط إلى فلسطين، قائلًا: “إن مصر أرض مباركة، كلم الله فيها نبيه موسى وحظت بمباركة وزيارة العائلة المقدسة بعد هروبها من
اضطهاد الرومان، حيث وجدوا فى مصر الأمن والأمان”، وقد جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى (أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، مختتما كلمته قائلًا: “إن جميع الشرائع السماوية هى مفاتيح التقدم والرقى والتنمية المستدامة التى نصبوا إليها جميعًا، وإن الدين لله والوطن للجميع.. وتحيا مصر”
كما اشار ياسر الدسوقى لمجهودات المحافظة لاحياء مسار العائلة المقدسة حيث اعتمدت المحافظة أكثر من 25 مليون جنيه لتطوير الخدمات والطرق بمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة بأسيوط، والتى تتمثل فى أعمال الصيانة والرصف و رفع كفاءة عدد من الطرق المؤدية إلى دير السيدة العذراء مريم “الدير المحرق” بالقوصية، حيث تم إنشاء طريق جديد بين قريتى “كاروت” و”مير” بالظهير الصحراوى الغربى بطول 1 كيلو متر، وباجمالى تكلفة 1.5 مليون جنيه، وهو يختصر المسافة من الطريق الصحراوى الغربى إلى الدير المحرق من 7 كيلو مترات إلى 1 كيلو متر”، فضلًا عن جهود المحافظة لزيادة أعداد الوفود السياحية والزائرين وتوفير كل سبل الراحة لهم،
وقال الاب كمال لبيب الخادم الإقليمي للآباء الفرنسيسكان بمصر: اهنئ أهالى درنكة بهذه الاحتفالية والافكار وحدها لاتكفى لنجاح العمل يجب أن تتحرك القلوب فعندما يتحرك قلب الله تتحرك معه كل القلوب.. فالشكر الاول لله الذى اعطانا هذه الفرصة واعطانا الحب الذى به نحب بعضنا البعض، فتوجد مقولة شهيرة لاحد الفلاسفة يقول فيها “اعطونى السلام وخذوا منى ما يدهش العالم ” فهذا التجمع عظيم يظلله السلام والمحبة، ومصر تتقدم.. وفى هذا اليوم نقدم مجموعة رسائل للعالم كلة بداية من القداس ثم افتتاح المغارة.. و تحيا مصر.
وأكد الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك في كلمته أن مسئوليتنا جميعًا مشتركة فى الحفاظ على هذا التراث الإنسانى المهم، مشيرًا إلى أهمية إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة والسياحة المسئولة تجاه مقدساتنا وتراثنا، فالعائلة المقدسة تذكرنى بأن كل شخص منا ينتمى لثلاثة عائلات العائلة الصغيرة الخاصة بكل شخص وهي الاب والام واخوة واخوات، والعائلة الاكبر قليلا وهى مصر والعائلة الكبرى وهى الانسانية.. وعند احتفالنا بهذة العائلة نحى تقاليد وجمال العائلة التى يريدها الله وهي محبة ، سلام ، فرح ، تعاون وتضامن ، وهذا سيعود بالخير على اسرتك الصغيرة وعلى مجتمعنا المصرى فلابد أن نعمل كفريق وكجماعة على مستوى بلدنا، فاصغر عمل يقوم به اى شخص مهم لبنيان العائلة المصرية.
وعلى مستوى العائلة الانسانية، العلماء الذين يقدمون ابداعاتهم من اكتشافات وابحاث تعم على البشرية بالخير، فتربوا وتعلموا بطريقة صحيحة، فطفل اليوم هو العالم والمبدع والخلاق فى الغد القريب فلنهتم بطفل اليوم لكى مايكون غدا مجتمع افضل وانسانية سعيدة..
وتم خلال الاحتفال عرض فيلم تسجيلى عن قرية درنكة وتطوير مزار ومسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة، إضافة إلى بعض الفقرات الفنية من الترانيم والاناشيد والقطع الموسيقية لبعض شباب الكنيسة، ثم تم توزيع الهدايا الرمزية على السادة الحضور والضيوف
وفى نهاية الاحتفالية قام غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك يرافقة المهندس ياسر الدسوقى محافظ اسيوط، ورئيس الاساقفة برونو موتزارو سفير الفاتيكان ، ونيافة المطران الأنبا كيرلس وليم، مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، و الأب كمال لبيب الخادم الإقليمي للآباء الفرنسيسكان بمصر وكبار الضيوف المشاركين فى فاعليات الاحتفالية ، بقص شريط افتتاح مزار و مغارة العائلة المقدسة والتى تقع أسفل كنيسة سيدة الانتقال بالدير.
كما قاموا بالتجول بها واضاءة الشموع ثم انتقلوا لمشاهدة البئر وتفقدو البانوراما بعد اعمال التجديد والتطوير ، و تعد هى أول بانوراما كاملة للمحطات والأماكن التى مكثت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر، حيث يستطيع الزائر أن يرى الأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة فى مصر فى مكان واحد.
واستمعوا لشرح تفصيلى عن الاعمال التى تمت بالمغارة والبانوراما من الدكتور عزت صليب المسئول عن اعمال الترميم والانشاء بالدير..
وعقب انتهاء الاحتفالية كان لنا العديد من اللقاءات على هامش الاحتفالية، التقينا بالاب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية والمنسق العام للاحتفالية والذى قال:
انة في ظل اهتمام الدولة بمشروع احياء مسار العائلة المقدسة بمصر، وبعد زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول لمصر وتبريكه لأيقونة العائلة المقدسة ، واهتمامه الكبير بهذا الحدث ،أردنا آن نكون مشاريكن وداعمين لكل الخطوات الايجابية التي تتخذ من قبل مؤسسات عديدة هدفها الأول نهضة السياحة وعودة مكانة مصر مرة أخرى للخريطة السياحية العالمية.
ويضيف الاب ميلاد شحاتة عن تاريخ قرية دير درنكة فيقول: درنكة قرية صغيرة، تقع تحت سفح الجبل الغربي جنوب مدينة أسيوط وتبعد عنها نحو ثمانية كيلومترات، ولكنها محط أنظار آلاف من المؤمنين الذين يتوافدون من كل مكان طوال العام لإكرام العذراء مريم، وخاصة من (7-22) أغسطس المكرس لها والإحتفال بعيد انتقالها إلى السماء وهم يحملون تمثال للسيدة العذراء يطفون بة انحاء القرية فى تقليد متبع ومتوارث من الاجداد منذ عصور قديمة اكراما للسيدة العذراء فى مشهد تقشعر له الابدان يطلق علية “الدورة ” ودرنكة هي من القرى القديمة التي ذكرها أميلينو في جغرافيته. اسمها القبطي “ابسيديا” وبها مغارة أثرية كبيرة، وحسب المعتقد السائد هو أن العائلة المقدسة جاءت إلى هذا المكان ومكثت بعض الوقت أثناء هروبها من وجه هيرودس الملك إلى أرضنا الحبيبة مصر.
ويبلغ عدد سكان القرية نحو خمسة آلاف من المسيحيين، هذا بالإضافة إلى الآلاف من الزوار الذين يأتون سنوياً لأخذ البركة من سيدتنا العذراء مريم.
وقد بدأ الرهبان الفرنسيسكان رسالتهم في القرية، اواخر القرن التاسع عشر قادمين من أسيوط. وفي عام 1902م افتتحوا أول دير لهم، وكان منزلاً بالإيجار واستخدم للصلاة وكان بمثابة نواة للكنيسة الكاثوليكية بالقرية، ثم جاء الأب زكريا برتي الذي خدم فيها بكل غيرة رسولية واستطاع بمساعدة الجمعية الخيرية الإيطالية، أن يبني كنيسة صغيرة وتم تكريسها في 7 مارس 1907م. وفتح مدرسة إبتدائية صغيرة وذلك في نفس السنة. وفي عام 1974م عين الأب جرجس غطاس راعياً للكنيسة، فقام بإنشاء مطحناً للغلال في عام 1975م، ومخبزاً لتوفير الخبز لأهل القرية في عام 1984م، ثم أسس ورشة للنجارة عام 1986م بإشتراك مطرانية الأقباط الكاثوليك وبعض الأهالي عن طريق الأسهم، وذلك لرفع مستوي القرية الإقتصادي.
ومازالت هذه الأنشطة تعمل بنجاح في القرية حتي الآن. ولا تكتمل الرسالة في القرية الإ بوجود الراهبات. والتي تم استدعاء الرهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر في 9 أكتوبر 1927م، كما قامت الراهبات بإفتتاح مستوصفٍ لعلاج المرضى من أهل القرية عام1937م، ومازالت الراهبات يعملن بكل حب وتفان لخدمة القرية والقرى المجاورة.
وعن كنيسة المغارة يؤكد الاب ميلاد شحاتة أن كنيسة المغارة مبنية على الطراز الريفي الأوروبي من بداية القرن العشرين، على أطلال كنيسة قديمة التي تعد من اقدم الكنائس الفرنسيسكان بمصر
والكنيسة نفسها عبارة عن مغارة أسفل الكنيسة الكبرى بالدير، وتتكون من عدة غرف. ويوجد بالمغارة اجزاء من أحجار من بيت السيد العذراء وطريق الالام بالقدس.
وعن البانوراما فهى أول بانوراما كاملة عن أماكن زيارة العائلة المقدسة بمصر، وتصور 22 مكان زارته العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر، ويستطيع الزائر أن يرى كل هذه الأماكن في خلال نصف ساعة. وجاري حاليا عمل تطبيق على الموبايل يسمح للزائر بسماع شرح مفصل لكل محطة.
كما يوجد أيضاً جزء حجري غالباً من بقايا مرسى المراكب الذي كان يستخدم في وقت الفيضانات، وهو المكان الذي من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته في طريق عودتها إلى فلسطين عن طريق أحد المراكب المستخدمة في هذه المنطقة.
كما تحتوي الكنيسة أيضاً على طريق الآلام وهو عبارة عن 14 مرحلة من درب الصليب، والتي تحتل جزء هام من مراحل التقديس التي يقوم بها أي مسيحي خلال زيارته للأراضي المقدسة في فلسطين.
ويقول الاستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الاثار سابقا واستاذ الاثار القبطية والاسلامية بجامعة المنصورة والمشارك فى الاحتفالية : سعدت كثيرا بمشاركتى فى هذه الاحتفاليه الجميلة والقيمه ففيها تم إلقاء الضوء على قرية درنكه فمعظم الناس وخصوصا الغير متخصص يعتقدون ان رحله العائله المقدسه تنتهي عند دير المحرق لكن لا يمكن ان نغفل منطقة درنكة.. كذلك اتوجه بالشكر لطائفه الاقباط الكاثوليك و الفرنسيسكان على هذه الاحتفاليه، واتمنى ان يكون هناك تكاتف لكل اجهزة الدوله والطوائف لوضع هذة الرحله علي المسار الطبيعي الذي تستحقه في مجال السياحة .
وتقول الاستاذة الدكتور شذي جمال اسماعيل استاذ الفنون القبطية بجامعة حلوان وعضو اللجنة العلمية لمسار العائلة المقدسة بوزارة الاثار: الاحتفاليه حدث مهم جدا ونشكر طائفه الكاثوليك وتحديدا الفرنسيسكان، فافتتاح المغاره داخل المزار حدث عظيم والاعمال التى تمت بالمغاره شئ عظيم يمهد بجذب عدد اكبر من الزوار سواء محالياً أو دولياً..