كان الأمر أشبه بالمهمة المستحيلة أو أحد الأفلام الأمريكية التى يعلق أبطالها في الغابات والكهوف أثناء بحثهم عن مكتشف جديد، وربما لو تم عرض الأمر علي شاشات التلفاز لدفعنا بمبالغة الأمر كليا، فكيف لفريق مدرسي من الأطفال ينزل للعب الكرة أن يعلق بهذا الشكل وتعيق الأمطار عمليات الإنقاذ التي امتدت حتى اليوم لأسبوعين متواصلين ..في هذا التقرير نعرض القصة الكاملة لمن عرفوا إعلاميا ب “أطفال الكهف” والتي شغلت وسائل الإعلام وضجت بها منصات التواصل الاجتماعي وبمحاولات الإنقاذ المستميته التى بذلها فريق البحث ببسالة متناهية.
وأطفال الكهف هم كما سبق وأشرنا
فريق كرة قدم مدرسي يسمى “وايلد بورز”، مكون من 12 صبيا ومدربهم تتراوح أعمارهم ما بين11 و16 عاما ومدربهم 25 عامًا، علق الأطفال خلال رحلة استكشافية بصحبة مدربهم داخل الكهف.
أسبوعان من الحِصار داخل كهف جبلي في تايلاند، مرا على أعضاء الفريق، ظلوا عالقين في كهف يبعد عن سطح الأرض مئات الأمتار، مهددين بموت محقق، بعدما احتجزت صخرة مدخل الكهف المتواجدين به، إضافة لارتفاع منسوب المياه بسبب الفيضانات، إلا أن العناية الإلهية وفقت فرق الإنقاذ في انتشال 6 أطفال من الفريق، وأخرجتهم إلى سطح الأرض.
ونستعرض هنا بالتواريخ، القصة الكاملة لأزمة احتجاز أعضاء الفريق المدرسي، داخل أحد الكهوف في تايلاند:
23 يونيو: اختفى أعضاء فريق “وايلد بورز” لكرة القدم، مع مدربهم الذي يبلغ من العمر 25 عاما، وبعد إنهاء تدريبهم، ذهبوا لاستكشاف مجمع كهوف “تام لوانج”، في إحدى الغابات القريبة من الحدود مع ميانمار.
25 يونيو: عثر حارس حديقة وطنية على دراجاتهم وأحذية كرة القدم الخاصة بهم عند مصب كهوف “تام لوانج”، ولكنه لم يجد للصبية أي أثر، ومن هنا بدأت فرق الإنقاذ عمليات البحث عن الفتية ومدربهم.
28 يونيو: أوقفت فرق الإنقاذ عملية البحث عن أطفال الكهف بسبب ارتفاع منسوب المياه، تزامن ذلك مع إرسال 30 خبيرًا أمريكيًا مجهزين بالمعدات للمساعدة في اختراق جدران الكهف، بمعاونة ألف شخص، بينهم 3 خبراء بريطانيين مختصين بالغوص في الكهوف، و4 مروحيات ودراجات.
29 يونيو: تمكن الخبراء البريطانيون من العثور على نفق عمودي يؤدي إلى الكهف، ما زاد الأمل في المساعدة على الوصول إلى المفقودين، كما زار رئيس الوزراء التايلاندي، برايوت تشان أوتشا، موقع البحث، داعيًا عائلات المفقودين إلى عدم التخلي عن الأمل.
2 يوليو: عثر غواصان بريطانيان على الفريق، ماكثين فوق صخرة داخل الكهف، وبدأ فريق الإنقاذ في التحرك لانتشال الصبية.
5 يوليو: لقي أحد أعضاء فريق الإنقاذ مصرعه، عندما دخل الكهف مع رفاقه لوضع أسطونات أكسجين على طريق خروج محتمل.
6 يوليو: تمكن فريق الإنقاذ من إزاحة كمية كافية من الماء من داخل الكهف، بما يمكنهم من السير في المياه إلى أحد تجاويفه، ودربوا الفتية كي يتمكنوا من الغوص، نظرا لصغر سنهم، وعدم معرفتهم بذلك، وفي نفس اليوم بعث الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، برسالة إلى الاتحاد التايلندى للعبة، قدم فيها بالغ دعمه وتعاطفه مع أسر لاعبي كرة القدم الصغار، ومدربهم المحاصرين، داعيا أعضاء الفريق لحضور المبارة النهائية لكأس العالم عقب نجاتهم.
7 يوليو: تلقى أهالي الصبية التايلانديين، مجموعة من الخطابات، أرسلها أولادهم عن طريق فريق الإنقاذ، طمأنتهم عليهم، بعدما وجهوا لهم خلالها التعبير عن حبهم لهم، وبعد ذلك خيم الكثير من الأهالي أمام مدخل الكهف انتظارا لخروجهم.
8 يوليو: بعدما أعلن قائد عملية الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، عن بدء إخراج الصبية من الكهف صباحا، ومع حلول الساعة الثالثة من عصر نفس اليوم، أعلن أحد المسؤولين، أن “فرق الإنقاذ استطاعت إخراج 6 من الصبية الـ12 العالقين مع مدربهم، وبدأت طائرات هليكوبتر في نقل الأطفال الذين خرجوا في حقل قرب الكهف” وتم وضعهم تحت العناية المركزة.
جدير بالذكر ان وسائل الإعلام نشرت خرائط توضح طريقة عمل فرق الإنقاذ التايلاندية فى إخراج الأطفال، حيث شاركت كلا من الصين وبريطانيا وأستراليا وأمريكا، من خلال فرق إنقاذ، وغواصين، كان من بينهم غواصين بريطانيين استطاعا الكشف عن حياة الأفراد وطمأنة أهاليهم، ومد الأطفال بمواد غذائية وإغاثة.
هذا وبعد 10 ساعات توقف يتم استئناف عملية “أطفال الكهف الآن للبحث عن الأطفال، حيث بدء 90 غواصاً المرحلة التالية لإنقاذ المتبقين داخل الكهف.
ويتابع عملية الانقاذ ليس التايلانديين فقط وإنما العالم بأسره كل التطورات منذ بداية قصة اختفاء الأطفال المروعة، وتلقت كل وسائل الإعلام نبأ نجاتهم بفرح شديد خاصة بعد أن أقام أقاربهم فى خيام بالقرب من الكهف منتظرين إنقاذ أطفالهم وخروجهم سالمين.