قام الانبا يوليوس أسقف عام كنائس مصر القديمة وفم الخليج والمنيل، و المسؤل عن أسقفية الخدمات العامة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، بالمشاركة في فاعليات الدورة الرابعة للتنشة المسكونية في العهد المعهد المسكوني للشرق الأوسط ، صباح اليوم في -برمانا- جبل لبنان، وبحضور مدير العهد المعهد الدكتور زاهي عازار والسكرتيرة الإقليمية للاتحاد العالمي المسيحي للطلبة إلسي وكيل، والسكيرتير الإقليلمي المشارك أيمن كرم ، القس باسيليوس صبحي مدرس بالكلية الإكلريكية، موسى مهنى رئيس اللجنة المسكونية في مصر.
وجائت مشاركة الأنبا يوليوس ضمن الإطار الروحي المخصص في المحاضرة الأولى من فاعليات اليوم الدراسي في المعهد، حيث تناول من خلالها اساس العمل المسكوني من منظور الكتاب المقدس.
موضحًا أن جسد المسيح هو العالم كله وهذا الجسد به اعضاء متفرقة وقد يكون منها اعضاء يابسة واعضاء ليس فيها حياة، والدليل على هذا المعنى هو ما ذكره إنجيل متى في الأصحاح الأول الذي سرد فيه نسب السيد المسيح واذا تنبهنا للتاريخ تضوي تلك الأسماء التي وصمت بشئ من الخزىي مثل سامارو رحاب و راعوث، كا ان المسيح ابن داود المرتبط بنسل سليمان التي لأوريا.
كما أن الله قد حاول أن يؤهل عقول الأمم لقبول الآخر منذ ان ارسل يونان إلى نينوي المدينة العظيمة في عين الله ، وشفاء نعماء السريانى وإيلياالنبي الذي ذهب لامرأة صرف صيدا.
وتابع الأنبا يوليوس حديثه قائلًا:” أن الخادم في العمل المسكوني مثل السامري الصالح الذي يقدم خدمة للجميع ون ان يميز بين رتبة او جنس او لون او غني، كما أن السيد المسيح قد اهتم ان يقدم محبة وقبول بلا شروط من كل أطياف المجتمع مثل قبوله للمرأة الكنعانيو والسامرية وغيرهم، كم انه هيئ العقول في قبول التعددية وضم نحوه الجميع من كل الاجناس اليهود والسامرين والكنعانيين”.
وتابع ” فإن عطية الروح القدس يهبها الله للعالم وكان روح الله يهف على وجه المياه”.
ووأضح الأنبا يوليوس عن ما هو الانفتاح على الحركة المسكونية والذي يشمل عدة عناصر أساسية من أهمها ، الانفتاح على الاخر وقبول الاخر بالمحبة فإن الحب من خلال المسيح يجعلني ان اقل الاخر من خلال المسيح.
وأكد على روح الوحدة المسكونية القادرة على تغيير العالم موجهًا حديثه للشباب قائلاً:”إذا أردتوا أن تغيروا العالم اجعلوا الجميع في قلوبكم”.
وتابع في العنصر التالي من شروط العمل المسكوني أن تكون الحوارات الاهوتية حوارات قائمة على الاحترام،قائلاًا:”من حقك ان تعبر عن رايك وتدافع عن حقك ولكن دون ان تجرح في الاخر”
هذا بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة توافر عنصر الصلاة وهو العنصر الأهم في العمل المسكوني الذي من خلاله يسمح لروح الله في قياده الكنيسة نحو والحدة وبدونها لا ينتفع شيء حيث قال:” لا سبيل إلى اُلفة القلوب مع بعض ونجاح العمل المسكوني بدون الصلاة”.
وأضاف عنصر أساسي هام لضرورة العمل المسكوني هو تقديس سيرة الشخص الذي يعمل في حقل المسكونية اذ ان الله لا يعمل في القلب الذي يرعى بداخاله الإثم، قائلا:” تقدسوا لكي تروا عجائب في العمل المسكوني”.
وتابع حديثه بالإشارة إلى عنصر أعمال التمنية في العمل المسكوني والتي تحترم وتضمن كرامة الإنسان وتوفر له سبل التعليم وضرورات العيش والصحة وغيرها من الاحتاجات الأساسية.
وختم حديثه في المحاضرة بالدور الذي تقدمه اسقفية الخدمات التي يشرف عليها، والتي تقدم خدمة اجتماعية وتنمية مؤكدًا انه لا يوجد انسان طرق باب اسقفية الخدمات ورد فارغًا.