تحتفل الكنيسة القبطية اليوم بنياحة القديس البابا يؤانس البطريرك الثلاثين من باباوات الكرازة المرقسية، وتنيح في سنة 16 5م ).
كان قد ترهب منذ حداثته واجهد نفسه بكل أنواع الجهاد وأقام في مكان منفرد، وزاد في نسكه وتقشفه فذاع صيته لعلمه وتقواه فاختير لبطريركية المدينة العظمى الإسكندرية في 3 بؤونه سنة 221 ش ( 29 مايو سنة 505 م ) فكتب ميامر وعظات كثيرة وكانت الكنيسة في أيامه في هدوء وسلام وساعد على ذلك تربع الملك البار الأرثوذكسي أنسطاسيوس على أريكة الملك وكان يجلس على كرسي إنطاكية في ذلك الحين القديس ساويرس الذي كتب إلى الأنبا يؤنس رسالة في الاتحاد قال فيها :”إن المسيح إلهنا من بعد الاتحاد طبيعة واحدة مشيئة واحدة من غير افتراق. وأنه يؤمن بإيمان الأب كيرلس والأب ديسقورس”.
ولما تلقى الأنبا يؤنس هذه الرسالة فرح بها هو والأساقفة ثم أرسل له جوابها برسالة مملوءة من نعمة الإيمان شاهدة بوحدانية جوهر الله وتثليث صفاته وبتجسد الابن الأزلي بالطبيعة البشرية وأنهما بالاتحاد واحد لا اثنان ومبعدا كل من يفرق المسيح أو يمزج طبيعته وكذا كل من يقول أن المتألم المصلوب المائت عن البشر إنسان :أو يدخل الآلام والموت على طبيعة اللاهوت وأن الإيمان المستقيم هو أن نعترف أن الله الكلمة تألم بالجسد الذي اتحد به منا ولما قرأها الأنبا ساويرس قبلها أحسن قبول وأذاعها في أنحاء كرسي إنطاكية وظل هذا البابا مهتما برعيته وحارسا لها مدة عشر سنوات واحد عشر شهرا وثلاثة وعشرين يوما، ثم تنيح بسلام.